تفسير سورة الإسراء - من الآية 23 إلى الآية 24 - تفسير السعدي المقروء والمسموع - YouTube
[٨] ومما زاد في كفر المشركين أنّهم شبهوا رسول الله بما لا يليق به، وقاموا بسؤال رسول الله إن كان الله قادراً على إعادة خلقهم بعد أن يصبحوا ترابًا، فأجاب رسول الله؛ بأنّه قادر على البعث أيًا كانت الحال الّتي هم عليها، فالّذي خلقهم أول مرة قادرٌ على إعادة إحيائهم، وهذا اليوم ليس بالبعيد، إذ تقومون من قبوركم، وتظنون أن الحياة الدنيا، ما كانت إلّا لحظات معدودة، وفيه تنبيه المؤمنين، بأن يحسنوا الجدال مع المشركين، لإبعادهم قدر الإمكان عن المراء والجدال، وعن العناد في دين الله، فما وظيفة الرسول والمؤمنين إلّا التذكير والتبشير والتحذير. [٩] استبعد مشركو قريش بأن يكون رسول الله نبيًّا لهم، وأصحابه الفقراء هم أتباعه، فجاء الجواب من الله بأنّه أعلم بأهل الارض، فيختار منهم الأنسب للنبوّة، من حيث ما له من فضائل نفسيّة، حتّى أنّ داود قدّ فُضّل بنبوّته لا بملكه، وأيّاً ما تدعون من دون الله لا يملكون أي نفع أو ضرر، أو حتى نقل الضرر منكم إلى غيركم، ولمعرفة بأنّ قريش ستكفّر بأّي آية ربانية يأتي بها رسول الله، كان سببًا في عدم إرسال أي آية لهم، فكما كفر السابقون، سيكفرون هم، وقد ابتلاهم بمعجزة الإسراء والمعراج وكذّبوا بها.
↑ الزحيلي، التفسير الوسيط ، صفحة 1369. بتصرّف. ↑ عبدالرحمن السعدي، تفسير السعدي ، صفحة 643. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين، التفسير الوسيط ، صفحة 777. بتصرّف. ↑ السعدي، تفسير السعدي ، صفحة 463. بتصرّف. ↑ الزحيلي، التفسير الوسيط ، صفحة 1392. بتصرّف. ↑ السعدي، تفسير السعدي ، صفحة 468. بتصرّف. ↑ ابن عاشور ، التحرير والتنوير ، صفحة 5-7، جزء 5. بتصرّف.
[١٠] ولقد مَنَّ الله أن أبقى القرآن في السطور والصدور، فلم يذهب مثل باقي الكتاب السابقة، ولو تكاثفت كل الجهود للإتيان بمثل القرآن، لن يقدروا على ذلك، فبعدما قيلت آيات إعجاز القرآن، يتصدّر المشركون الموقف قائلين، بأنهم لن يؤمنوا إلا بتفجير لهم ينبوعاً من الأرض، وبإظهار بعض الأمور الحسّية، فيتعجّب رسول الله أنه بشر مثلهم، مرسل من عند الله فقط. [١١] فكان إرسال البشر، سبب في كفر الناس، فكانوا يريدون أن يكون الرسول ملكًا، لكنّ الله تعالى بصير عالم بما يحدث، فما على الرسول إلّا البلاغ المبين، فلن يكون جزاؤهم يوم القيامة إلّا نار الحريق؛ لكفرهم بالبعث، وشكّهم بقدرة الله -تعالى- على ذلك. [١٢] تفسير آيات نعم الله على عباده نعم الله في الكون ومن نعم الله تعالى في الكون ما ياتي: آية الليل والنهار: فهما آيتان دالتان على قدرة الله -تعالى-، فهما خير دلالة على تحقيق مصلحة الإنسان والحيوان، فالليل جعل للسكن والرحاة، والنهار لطلب الرزق، وبمرور الأيام والليالي، يُعرف بهما حساب الأيّام والشهور، ومعرفة أوقات العبادات، وغر ذلك من الأمور التي تتوقف معرفتها بناء على مرور الوقت. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الإسراء - الآية 24. [١٣] آية تسيير الفلك في البحر: فهو -سبحانه- منّ على بني آدم بأن سيّر السفن في الماء، مالحًا كان أو عذبًا، للارتزاق بالتجارة، والسياحة، المتفضّل عليهم بالأمن بالسير في وسط البحر وبالوصول إلى البر بسلامة.
والنهي عن قربانه أبلغ من النهي عن مجرد فعله لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه فإن: " من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه " خصوصا هذا الأمر الذي في كثير من النفوس أقوى داع إليه. ووصف الله الزنى وقبحه بأنه { كَانَ فَاحِشَةً} أي: إثما يستفحش في الشرع والعقل والفطر لتضمنه التجري على الحرمة في حق الله وحق المرأة وحق أهلها أو زوجها وإفساد الفراش واختلاط الأنساب وغير ذلك من المفاسد. وقوله: { وَسَاءَ سَبِيلًا} أي: بئس السبيل سبيل من تجرأ على هذا الذنب العظيم.
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) يأمر تعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بإقامة الصلاة تامة، ظاهرًا وباطنًا، في أوقاتها. { لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} أي: ميلانها إلى الأفق الغربي بعد الزوال، فيدخل في ذلك صلاة الظهر وصلاة العصر. { إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} أي: ظلمته، فدخل في ذلك صلاة المغرب وصلاة العشاء. { وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} أي: صلاة الفجر، وسميت قرآنا، لمشروعية إطالة القرآن فيها أطول من غيرها، ولفضل القراءة فيها حيث شهدها الله، وملائكة الليل وملائكة والنهار. ففي هذه الآية، ذكر الأوقات الخمسة، للصلوات المكتوبات، وأن الصلوات الموقعة فيه فرائض لتخصيصها بالأمر. وفيها: أن الوقت شرط لصحة الصلاة، وأنه سبب لوجوبها، لأن الله أمر بإقامتها لهذه الأوقات. وأن الظهر والعصر يجمعان، والمغرب والعشاء كذلك، للعذر، لأن الله جمع وقتهما جميعًا. وفيه: فضيلة صلاة الفجر، وفضيلة إطالة القراءة فيها، وأن القراءة فيها، ركن لأن العبادة إذا سميت ببعض أجزائها، دل على فرضية ذلك.