الكتاب "الصرخة" ووصف السديري كتابه بأنه بمثابة "الصرخة" التي ما كان ليبديها "لولا الحاجة إليها"، كما ذكر في مقدمة كتابه، حيث كانت معلومات هذا الكتاب حبيسة الأدراج لديه سنين عديدة، إلا أن "ظروف المرحلة وما يقتضيه الواجب"، ألزمته بهذه المراجعة الفكرية المختصرة. فتره السبعينات في السعوديه | منتديات تغاريد. الدكتور توفيق السديري نائب وزير الشؤون الإسلامية في السعودية ويفتح نائب وزير الشؤون الإسلامية (السديري)، في هذا الكتاب باباً على وجه من أوجه الحراك الفكري بالمملكة العربية السعودية، في مرحلة مفصلية مهمة في تاريخها، قائلاً: "قد لا تكون الصورة فيها كاملة، لكن أنقلها كما عايشتها ورأيتها رأي العين، وخالطت رموزها ومنتسبيها منذ بداية السبعينات الميلادية للقرن العشرين، حيث حاورت بعضهم واصطدمت مع آخرين". وتابع السديري: "كان هناك جفاء وإقصاء كما كان هناك مراوغة، وكان هناك صدق واعتراف أحياناً". شهادات حية شهادات حية أزاح عنها السديري، ولأول مرة غطاء السرية، متناولاً من خلالها جماعات التفسير السياسي للإسلام في السعودية، والتي مثلت عصب الصحوة، منها كانت جماعة #الإخوان المسلمين، وبداية تكوينها وخارطة وجودها في مناطق المملكة، إلى جانب التنظيم السروري ونشأته ومنطلقاته، وآلية عمله وتحركه، وكذلك حزب التحرير والجماعة السلفية المحتسبة (جماعة جهيمان) وما آلت إليه.
لم نسمع يوما أن مديرة مدرسة من أجيال قديمة تنحت عن منصبها بعد أن قامت بدورها تاركة الفرصة لمدرسة من جيلنا الجديد لكي تحل مكانها. الجيل الجديد يعيش الآن في وسط عالم قاسٍ. الأشخاص الذين بلا مواهب سيتم سحقهم على الفور وللأسف أنه تم إعداده تعليميا وثقافيا لكي تشطب كل المواهب التي يملكها. لم نتعلم أي لغات تساعدنا في دخول هذا الصراع وتم تحريضنا بشكل سلبي عندما دفعنا للانغلاق والجمود والتشابه بدل أن يتم تحريضنا على الحرية والانفتاح واكتشاف أنفسنا ومواهبنا. اللغة الغائبة جعلتنا معاقين وظيفيا والأفكار الثقافية الخاطئة جعلتنا معاقين فكريا وروحيا. طريقتنا المتشابهة في التفكير جعلتنا نندفع في اتجاه واحد وهو للأسف اتجاه التقليدية والسلبية والانغلاق على انفسنا. هذا الجيل تم تدميره أيضا على مستوى اجتماعي. العلاقة التي تربط بين رجاله ونسائه أصبحت مشبوهة جدا. وهذا مالم يكن في اجيال سابقة التي كان التعامل بينهم أكثر طبيعية(هذا الذي يجعل كبار السن يتعاملون بطريقة أكثر بساطة ولياقة مع النساء). إن الرجال والنساء من هذا الجيل يشعرون بالشك والخوف من الآخر حتى لو كبروا في العمر وهذا ما سيفتقد فرصة التواصل الايجابي ويعيد حالة الشعور الإنساني الطبيعي الموجود في كل مكان في العالم.