وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كَرَبَهُ أمرٌ قال: ((يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث))؛ الترمذي، حسن: الكلم الطيب 76/ 118 الألباني. وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "كان صلى الله عليه وسلم إذا نزل به هَمٌّ أو غَمٌّ قال: ((يا حيُّ يا قيوم برحمتك أستغيث))؛ حسن، حديث (4791)، صحيح الجامع. معنى اسم الله العظيم. وأخيرًا... لا بد من التنبيه إلى أنه ليست معرفة اسم الله الأعظم خاصة بالخواص من أولياء الله والصالحين من عباده، بل قد يفتح باب المعرفة والسلوك في ذلك لآحاد المؤمنين وعامتهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما بقي شيءٌ يقرب من الجنة ويباعدُ من النَّار إلا وقد بُيِّنَ لكم))؛ الطبراني في المعجم الكبير، وصححه الألباني في الصحيحة، (1803).
فالإنسان عندما يصف غيره بأنه عظيم فيقول هذا رجل عظيم أو هذا الرجل قام بعمل عظيم يعنى بذلك حجم وضخامة هذا العمل وانه فعل يعجز الغير عن القيام به فهو اكبر من قدراتنا العادية. وعندما يصف الله عز وجل نفسه بالعظيم فلأنه عظيم في خلقه وعظيم في فعله وعظيم في صفاته وعظيم في ذاته فالله عظيم سواء خلق أم لم يخلق ولكن الإنسان لولا فعله وانجازه لما كان عظيما. وعظمة الله تأتي من كونه الخالق القادر العليم البصير الجبار فكل صفات الله تجعله عظيما فهو يعلم كل شيء ويقدر على كل شيء ويرزق كل شيء فجميع صفات الله هي صفات عظمة ولذلك جمع اسم الله العظيم كل أسماء وصفات الله عز وجل.
ولما غَلَبَت رحمتُه غضبَه، وكانت الرحمةُ أحبَّ إليه مِنَ الغَضَب، كان عبدُ الرحمن؛ أحبَّ إليه من عبد القاهر" من كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى للدكتور محمد بن حمد الحمود النجدي.
فالله سبحانه وتعالى لا تتعاظم عليه المسائل مهما عظمت وكبرت وكثرت، قال - صلى الله عليه وسلم - "إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ" رواه مسلم. • وكم من جبار وكم من خائن خدع واحتال، وظن أنه نجا من الرقيب البشري، واحتال على القانون والنظام، ولكن الله قهره وأذله، وبعظمته أمكن منه! فالله عظيم في قهره، عظيم في ملكه، عظيم في وجوده، عظيم في علمه. الآيات التي ورد بها اسم الله تعالى (العلي العظيم) | معرفة الله | علم وعَمل. فهو فعال لما يريد. ولو استرسلت في الكلام عن العظيم لطال بنا المقام؛ فعظموا الله في أنفسكم، وفي أقوالكم وأفعالكم، وربوا على ذلك أهليكم وأولادكم.