مؤسسة موقع حراج للتسويق الإلكتروني [AIV]{version}, {date}[/AIV]
وقوله: ﴿ زَيْتُونَةٍ ﴾: بدل من شجرة، وجوز الكوفيون وأبو علي الفارسي أن تكون عطف بيان؛ لأنهم يجوزونه في النكرات، أما البصريون، فلا يجوزون عطف البيان إلا في المعارف. و(الزيتونة) واحدة أشجار الزيتون. وقوله: ﴿ لَا شَرْقِيَّةٍ ﴾: نعت لزيتونة؛ إذ لا تحول كلمة لا بين النعت والمنعوت. وقوله: ﴿ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ﴾ عطف على قوله ﴿ لَا شَرْقِيَّةٍ ﴾. ومعنى ﴿ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ ﴾ أنها في مكان منكشف من الأرض، لا يواريها عن الشمس شيء طول النهار. والشجرة الشرقية هي التي تصيبها الشمس إذا شرقت، ولا تصيبها إذا غربت؛ بسبب ساتر يحول بينها وبين الشمس عند الغروب. والشجرة الغربية هي التي تصيبها الشمس إذا غربت، ولا تصيبها إذا شرقت؛ بسبب ساتر يحول بينها وبين الشمس عند الشروق. ابتهاجا بشهر رمضان.. "مشكاوات من الزجاج المموه" تفوز بقطعة الشهر بمتحف كفر الشيخ - اليوم السابع. فالشجرة المشار إليها ليست خالصة للشرق فتسمى شرقية وليست خالصة للغرب فتسمى غربية، وإما هي شرقية غربية معًا، وإنما وصفت بهذا الوصف؛ لأنه يكون أجود لزيتها، فأصفى ما يكون من زيت الزيتون هو ما تعرضت شجرته للشمس طول النهار. وقوله: ﴿ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ﴾ تقرير لصفاء هذا الزيت الذي يوقد منه المصباح، وأنه لإشراقه وجودته يكاد يضيء من غير نار، فما بالك لو مسَّته النار؟!
السيد نجاح محمد علي يُعرف في وسائل الإعلام ككاتب ومحلل سياسي وخبير بالشؤون الإيرانية. كالعادة استضافه محمد جبار في برنامجه بوضوح الذي يبث على شاشة قناة "زاگروس" الكوردية الناطقة بالعربية وذلك بتاريخ 24 01 2022 مع اثنين آخرين هما الخبير القانوني طارق حرب، ونزار حيدر مدير المركز الإعلام العراقي في واشنطن. اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ - دار الامارات. وكانت الحلقة في البرنامج المذكور بعنوان: الصدر والمالكي … موجة الإطار تلاطم سواحل التيار. كالعادة شاهدت الحلقة واستوقفني فيها شطحة من شطحات السيد نجاح التي لم تنهضم عندي. لكن قبل الولوج في صلب الموضوع أقول بصراحة، سراً وإعلاناً أنا كقومي كوردي ليس لي أية علاقة بما يجري في العراق إلا بالقدر الذي يتعلق بالكورد وكوردستان، وأقول بصوت عالي: نارهم تأكل حطبهم.
كما أن قوله: ﴿ مَثَلُ نُورِهِ ﴾ يؤيد ذلك، فإنه لا يجوز أن يكون المراد نور الذات بالإجماع؛ لأنه ليس كمثله شيء فلا يمكن تمثيله. كما أن ضربه بعد ذلك مثل الكافر بأنه في ظلمات بعضها فوق بعض، ثم ذيل بقوله: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40] يرشد إلى ذلك. ولا نزاع عند أهل العلم في أن النور الذي نبصره - وهو الضوء الذي يدرك بالبصر - لا يجوز أن يكون وصفًا لله تعالى. وقد اختلف في الضمير في قوله: ﴿ مَثَلُ نُورِهِ ﴾: فقال ابن عباس رضي الله عنهما: هو عائد إلى الله عز وجل؛ أي: مثل هداه في قلب المؤمن. وقال أبي بن كعب: الضمير للمؤمن؛ بدلالة السياق، والتقدير: مثل نور المؤمن الذي في قلبه كمشكاة... إلخ. و(المشكاة): الكوة غير نافذة في الجدار، وهي عربية، ومن مادتها الشكوة، وهي وعاء من أدم للماء واللبن. و(المصباح): السراج. ورق الزيتون المبارك - إعرف فوائده واستخداماته المتعددة - مشفى الحكمة. (والزجاجة): واحدة الزجاج، وهو جسم شفاف معروف. و(الكوكب): النجم. ومعنى (دُرِّي): أي مضيء متوقد متلألئ، ونائب الفاعل في يوقد: هو المصباح. ومعنى ﴿ يُوقَدُ ﴾: يسرج. وقوله: ﴿ مِنْ شَجَرَةٍ ﴾؛ يعني: من زيت شجرة. و(مباركة): صفة لشجرة. ومعنى (مباركة): كثيرة المنافع؛ إذ يسرج بزيتها، وهو إدام ودهان، ودباغ، ووقود يوقد بحطبه وتفله، ولا شيء فيها إلا وبه منفعة، حتى الرماد يغسل به الإبريسم.
قال الإمام أحمد: حدثنا أبو النضر: حدثنا أبو معاوية – يعني شيبان – ، عن ليث ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " القلوب أربعة: قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر ، وقلب أغلف مربوط على غلافه ، وقلب منكوس ، وقلب مصفح: فأما القلب الأجرد فقلب المؤمن ، سراجه فيه نوره. وأما القلب الأغلف فقلب الكافر. وأما القلب المن كوس فقلب [ المنافق] عرف ثم أنكر. وأما القلب المصفح فقلب فيه إيمان ونفاق ، ومثل الإيمان فيه كمثل ال بقلة يمدها الماء الطيب ، ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم ، فأي المدتين غلبت عل ى الأخرى غلبت عليه ". إسناده جيد ولم يخرجوه. المصدر: تفسير ابن كثير
لقد حظيت شجرة الزيتون بشرف القسم الإلهي العظيم في قوله تعالى «والتين والزيتون»، ولم يَنعتْ القرآنُ الكريم شجرة بالمباركة كما فعل مع الزيتون، وقد زادتْ بركتها حين اقترن ذِكرها بذكر نور الله في قوله تعالى «يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ»، واشتركت في تبيان بركة الزيتون السنة النبوية المشرفة في قوله صلى الله عليه وسلم: «كلوا الزيت وادَّهنوا به؛ فإنه يَخرج مِن شجرة مباركة». أما في الموروث الإنساني، فتعدّ شجرة الزيتون الشجرة الخالدة التي تعيش ألف عام وأكثر، وتظلّ تعطي وتثمر، وتهب زارعها زيتاً وطعاماً ونوراً، وكانت من أقدم ما زرعه الإنسان على وجه البسيطة قبل أن يتعلم أبجدية الحرف ويكتب التاريخ.
ومعدل نموها بطيء.. وأصناف الزيتون كثيرة، وتقسم الأصناف، طبقاً للغرض من استخدامها، منه للمائدة، وآخر لاستخراج الزيت، ومزدوج الغرض. وأريد الإشارة هنا إلى مثل شعبى ليبى يتعلق ب الجفت (الفيتورة باللهجة المحلية)، وهى عبارة عن بقايا الزيتون بعد عصره واستخراج الزيت منه، فيمكن استخدامه عقب تجفيفه، بدلاً من الفحم أو الحطب في المدفأة، ويرى البعض أنه أفضل من الفحم الأسود بكثير، لأنه مستخلص طبيعي.. والقول الشعبى المشهور هو: (على عيون الزيت تتاكل الفيتورة) أي قد تقبل أشياء ليس لذاتها، ولكن مجاملة لغيرها.