القصة الثانية: في رواية عن أحد الأزواج غالبًا ما تحصل الخلافات وتشتد بيني وبين زوجتي وترتفع الأصوات، وعند حدوثها أسحب نفسي خارجًا من المنزل لتفادي تفاقم المشاكل بيننا، وما أن أخرج من المنزل تجتاحني رغبة فظيعة في العودة للمنزل بأسرع وقت، وفي مرة أقول لزوجتي هذا ما يحصل معي، فقالت له أن من لحظة خروجه من المنزل وهي تلازم الاستغفار إلى أن يعود للمنزل لمراضاتها واصلاحها، سبحان الله قال عز وجل عنه (( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)). تكرار الاستغفار وترطيب اللسان به وبذكر الله يطرح البركة، ويزيد الرزق، ويسهل العبادات، ويبعد المشاكل، ويفرج الهموم، ويطهر النفس من الذنوب ومن السيئات، وينزل رحمة الله-سبحانه وتعالى- بالعبد، ويقوي صلته بخالقه، وفي مقالنا أدرجنا الكثير من القصص الحقيقية في موضوع تجربتي مع استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم وأتوب اليه، وذكرنا الكثير من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية التي جاءت في فضل الاستغفار.
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال 🙁 سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( قال الله عز وجل: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابها مغفرة).
وعنه تنقل بعض كتبهم الأخرى مثل: " وسائل الشيعة. " (10/484) للحر العاملي (ت1104هـ)، وغيرها. سبب الحكم على حديث (من قال في رجب أستغفر الله لا إله إلا هو... ) بأنه موضوع وبهذا تتضح علامات الوضع على هذا الحديث: أولها: خلو الحديث من الإسناد. ثانيها: تفرد كتب الرافضة بذكر الحديث، ومن كتبهم اشتهر الحديث في بعض المنتديات والمواقع على شبكة الإنترنت، وهكذا يجب الحذر من كثير من الأحاديث التي تروى في المنتديات، ويكون مصدرها كتب الرافضة المكذوبة. ثالثها: تعلق الحديث بفضائل شهر رجب، والواجب الحذر عند جميع ما يروى في هذا الباب، فقد كثرت فيه الموضوعات حتى ألف فيها بعض العلماء تأليفا خاصا، مثل الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه: "تبيين العجب بما ورد في فضل رجب. استغفر الله الذي لااله الاهو الحي. " وقال رحمه الله: "لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه - حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، رويناه عنه بإسناد صحيح، وكذلك رويناه عن غيره، ولكن اشتهر أن أهل العلم يتسامحون في إيراد الأحاديث في الفضائل وإن كان فيها ضعف، ما لم تكن موضوعة، وينبغي مع ذلك اشتراط أن يعتقد العامل كون ذلك الحديث ضعيفا، وأن لا يشهر بذلك، لئلا يعمل المرء بحديث ضعيف، فيشرع ما ليس بشرع، أو يراه بعض الجهال فيظن أنه سنة صحيحة. "
ما صحة حديث: من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب أليه ثلاثا غفرت له ذنوبه وإن كان فر من الزحف؟ الحكم على الأحاديث والآثار 07-03-2021 388 رقم الاستشارة 3882 نص السؤال المجيب أ. د بندر العبدلي نص الجواب رواه أبو داود (١٥١٧)، والترمذي (٣٥٧٧). وفي إسناده ضعف. لكن له شواهد وطرق يتقوى بها.
الحمد لله. درجة حديث (من قال في رجب أستغفر الله لا إله إلا هو)؟ حديث (من قال في رجب أستغفر الله لا إله إلا هو، وحده لا شريك له وأتوب إليه مائة مرة، وختمها بالصدقة، ختم الله له بالرحمة والمغفرة، ومن قالها أربعمائة مرة كتب الله له أجر مائة شهيد)، ليس له أصل في كتب السنة والآثار، ولا تعرف روايته لدى أحد من أهل العلم، وكذلك لم نجده في الكتب التي تعتني بالأحاديث المكذوبة والموضوعة.
انتهى من "تبيين العجب" (ص/11) رابعها: المجازفة في الأجر، حيث رتب على عمل يسير في شهر رجب أجر مائة شهيد وزيادة، ومثله لم يرد في الشريعة الصحيحة. والله أعلم.
أحاديث نبوية عن الاستغفار جاءت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الاستغفار، والمداومة عليه، وبيان فضله وأهميته، ومنّها: قال الرسول محمد-صلى الله عليه وسلم-:(سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: ومن قالها من النهار موقنا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة). ما صحة حديث: من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب أليه ثلاثا غفرت له ذنوبه وإن كان فر من الزحف؟. قال الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم-:(من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه،ثلاثاً ، غفرت له ذنوبه و إن كان فاراً من الزحف). عن أبي بكر أنّه قال لرسول الله محمد-صلى الله عليه وسلم-: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: قل: (اللهمَ إنِي ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب الا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم). وقالت السيدة عائشة -رضى الله عنها وأرضاها-:( أن رجلًا أتى النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-، فشكا إليه أن ما في بيته ممحوق من بركة فقال له النبي: أين أنت من آية الكرسي؟ ما تليت على طعام ولا إدام إلا أنمى الله بركة ذلك الطعام والإدام).