ذات صلة حكم أكل العقارب حكم أكل الثعبان حكم أكل الحشرات فرّق علماء الأمّة الإسلاميّة بين أنواع الحشرات التي يؤكل منها، فمن تلك الحشرات ما يكون له دم سائل ذاتيّ، ومثال ذلك: الضبُّ، والقنفذ، والفأرة، والحيّة، ومن تلك الحشرات ما لا يكون له دم سائل ذاتيّ، ومن الأمثلة عليه: الذباب، والبعوض، والحلزون البريّ، والعقرب، والوزغ، وأمّا حكم الأكل من تلك الحشرات فقد ذهب علماء الحنفية إلى تحريم الأكل من جميع أصناف تلك الحشرات باعتبارها من الخبائث التي تنفر منها الطبائع السليمة. [١] بينما خالفهم المالكية في ذلك فأحلوا الأكل من جميع أنواع الحشرات إذا لم يتحقق الضرر من الأكل منها، وقد اشترط المالكية للأكل منها تذكية ما كان له دم سائل منها، وطريقة التذكية أن يقطع حلقومها وودجيها، أمّا إن لم يكن لها دم سائل فتذكى كما الجراد، وينبغي عند التذكية توفر النيّة والتسمية، أمّا علماء الشافعية فقد اختلف حكمهم في الأكل من الحشرات باختلاف أنواعها، فأباحوا ما لم يكن خبيثاً منها، كما أباحوا ما شابه منها كالضب، وخالف الحنابلة الشافعية في حكم الأكل من بعض أنواع الحشرات كابن عرس والقنفذ قالوا بحرمتها، وأباحوا الأكل من اليربوع والوبر على الصحيح من أقوالهم.
حكم أكل الشرشمان يطلق على الشرشمان أيضًا لقب سمكة الصحراء، أو سقنقور، وحكم أكل الشرشمان يتمثل في الحرمانية الشرعية، فلا يجوز للمسلم تناول الشرشمان، وهذا هو ما اجتمع عليه أهل العلم. فالشرشمان هو نوع من أنواع الزواحف والسحالي، وقد قال الشافعي: "السحلية بضم السين: العظاية، قال ابن الصلاح: هي دويبة أكبر من الوزغ وقد عد في الروضة: العظاية من نوع الوزغ، وقال: إنها محرمة. " كما قال البعض بأن السحالي تنتمي إلى الحرباء، ومع ذلك فتم تحريم الأوزاغ بسبب الضرر القادم منها، وبسبب أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها إن وجدت. كما أشار النووي في المجموع بأن الحشرات محرمة، عدا ما يطير منها، وهذا بسبب أن البعض منها سام مثل الحية والعقرب والزنبور، ومنها أيضًا نجد الوزغ الذي تتعدد أنواعه مثل الحرباء، والعظا. أما بعض علماء المالكية فقد أباحوا لحم الوزغ السحلية إن كانت آمنة وليست سامة، فيقول الدردير في الشرح الصغير: " واعلم أن ميتة الثعبان والسحلية وبنت عرس والوزغ نجسة، إذ كلها ذو نفس سائلة ويجوز أكل الجميع بالتذكية إلا لضرر، وعليه يحمل قول من قال بحرمة أكل بنت عرس. " كما قيل بأن الشرشمان واحد من فصيلة الأوزاغ والسحالي، والتي تعد من الخبائث التي لا يجوز أكلها، وهذا لقوله تعالى: " ويحلُّ لهمُ الطَّيّباتِ ويُحرّمُ عليهمُ الخبائثَ " ما هو الشرشمان يطلق على الشرشمان اسم سمكة الصحراء، أو السنقور، وهي نوع من أنواع الزواحف التي تمتلك أربعة أطراف، ويقال بأنها واحدة من أنواع الوزغ السقنقوريّة تعيش في الصحراء.
إن الأشياء التي لا دم لها مثل الثعبان وغيره لا يحتاج إلى ذبح من أجل أن يكون حلالاً، وبناء عليه فالذبح ليس شرطا في أكله وإنما حكم أكله أنه إن كان مما ينفع الإنسان ولا يضره فإن أكله جائز، أما إن كان يضر الإنسان أكله فإنه لا يحل له. فما كان من الحشرات ضارا فإنه لا يجوز أكله، وما كان نافعا فإن أكله جائز. لأن الله -سبحانه وتعالى- ذكر المحرمات في سورة الأنعام ، وسورة المائدة ولم يذكر فيها الحشرات على أنها من المحرمات. ولذلك خضعت الحشرات للقاعدة العامة وهي أن الله أحل الطيبات وحرم الخبائث كما جاء في سورة الأعراف، فما كان نافعا طاهرا ولم يأت نص بمنع أكله فإنه يجوز أكله، وما كان خبيثا ضارا فإنه محرم بنص الآية.