وقولهم صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته ، فالذي قال هذا الكلام ليس النبي إنما هو مشرك من المشركين لا يعلم ما أنزل الله على رسوله والمؤمنين ، وإن علم وهو متعمد فهو من كبار الماكرين المفسدين. إن رؤية الهلال التي يترقبونها في البداية والنهاية لا تكون إلا عند غروب الشمس ، والمؤمنون الذين يتبعون ما أنزل الله يكونون في ذلك الوقت في الصلاة ، فمن الذي يترقب هذا الهلال ، إنهم المشركون الذين لا يصلون الصلاة التي أنزلها الله ، أما الرسول والمؤمنون الذين كانوا يصلون معه لم يفعلوا ذلك أبدا ، والله أنزل عليهم يقول ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل... ) فهذا هو الوقت الذي يترقبون فيه الهلال ، وهذا الوقت كله صلاة ، فالنبي لم يقل بهذا الكلام أبدا أبدا ، فقد كشف الله المفترين وتابعيهم إلى يوم الدين. 3) إن قوله تعالى (... فمن شهد منكم الشهر فليصمه... ) هي حالة استثنائية استطرادية وليست حالة تجميعية كما يصورونها في أعين الناس ، ومثل ذلك قوله عز وجل (... فمن كان منكم مريضا أو على سفر... معنى آية: فمن شهد منكم الشهر فليصمه بالتفصيل - سطور. ) فهذه حالة استثنائية تخص المريض والمسافر ، فالناس ليسوا كلهم مرضى وليسوا كلهم مسافرين ، ولا تعني أنه يتوجب على الناس أن يسافروا أو يتحولوا إلى مرضى.
قال تعالى في كتابه العزيز: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى للنّاس وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ الله بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ الله عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون}[البقرة: 185]. ما المقصود من عبارة "فمن شهد منكم الشَّهر"؛ هل المراد رؤية الهلال والاستهلال، أم قدوم شهر الصّيام على المكلَّف وهو حاضر في بلده؟ بإطلالة مختصرة على ما ورد في التّعليق على عبارة "فمن شهد... "، نتبيَّن مجمل ما تمّ الإشارة إليه من معان قد تحتملها. فمن شهد منكم الشهر فليصمه مجاز مرسل. العلامة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله (رض) رأى أنَّ معنى الآية الكريمة هو أنَّ من حضره شهر رمضان، بأن لم يكن مسافراً، وهو جامع لشرائط صحَّة الصّوم، أي غير مريض ولا مسافر، فيجب عليه الصّوم. [استفتاءات – علوم قرآن وتفسير]. وتابع بأن قوله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} لا دليل فيها على أنّ شهود الشهر متعلّق برؤية هلاله، ويدعم ذلك المعنى بعض الرّوايات.
ويكون الشهر القمري إما(29 يوما) أو(30) يوما, ويحدد ذلك بميلاد القمر, وقد تتوالي الأشهر القمرية الناقصة أو الأشهر الكاملة مرة أو مرتين في السنة. أما الأشهر الشمسية فيتم توزيع الأيام فيها حسب اتفاق الناس الذين جعلوا أربعة منها علي ثلاثين(30) يوما, وسبعة علي واحد وثلاثين(31) يوما, وواحدا منها علي ثمانية وعشرين(28) يوما, في السنة البسيطة وعلي تسعة وعشرين(29) يوما في السنة الكبيسة, وهذا هو إجراء بشري, اصطلاحي, عشوائي محض, ولذلك فهو عرضة للخطأ. واليوم في كل من التقويم الإسلامي والفلكي يبدأ بالليل الذي يليه النهار, ويبدأ الليل بعد غروب الشمس مباشرة, وينتهي عند طلوع الفجر الصادق, حين يبدأ النهار الذي ينتهي مع غروب الشمس. أما في التقويم الوضعي فإن اليوم يبدأ من منتصف الليل إلي منتصف الليل التالي, وبذلك يقع النهار بين ليلتين, ويعتبر ذلك سابقا لليل, وهذا مخالف لجميع الحقائق الكونية. والسنة القمرية تتكون من اثني عشر شهرا قمريا يقدر زمنها بـ(354) يوما و(8) ساعات و(48) دقيقة, و(33. فمن شهد منكم الشهر فليصمه - YouTube. 6) ثانية, وعلي ذلك فإن زمن السنة القمرية يتراوح بين(354) و(355) يوما, واليوم الزائد يستوعب في أي شهر من أشهر السنة بحسب دورة القمر حول الأرض دون أدني تدخل من الإنسان.
ورؤية الهلال إذا ثبتت بعد غروب الشمس في أية بقعة من بقاع الأرض, فإن ثبوتها ملزم لجميع الأقطار الأخري متي علموا بها, وذلك لأن عملية ميلاد الهلال هي حدث كوني, غير مرتبط ببقعة محددة من الأرض. فإذا رؤي الهلال بعد غروب الشمس في أية بقعة من الأرض دخل الشهر القمري بالنسبة للأرض ككل, مع اعتبار الفروق الزمنية. ولكن لما كان كل من القمر والأرض يدور حول محوره من الغرب إلي الشرق, فإن البلاد في نصف الكرة الغربي تري هلال أول الشهر لفترة أطول من البلاد في نصفها الشرقي, ويبقي فرق التوقيت بين أبعد نقطتين علي سطح الأرض لا يتعدي(12) ساعة بالزائد أو بالناقص. فمن شهد منكم الشهر فليصمه.. - جــورنــالنــا. كذلك فإن التغير في طول أي من الليل أو النهار يتضاعف باستمرار في اتجاه خطوط العرض العليا, فإذا وصلنا إلي خط عرض(48. 5) شمالا أو جنوبا فإن شفق العشاء يتصل بشفق الفجر في فصل الصيف, ويكون طول الليل نحو أربع ساعات فقط, وهنا يلزم التقدير علي أساس من أقرب منطقة تنتظم فيها العلامات الفلكية, أو صيام عدة من أيام أخر. وفي زمن تسارع وسائل الاتصال والمواصلات الذي نعيشه لم يعد هناك مجال لاختلاف الأمة في تحديد أوائل الشهور القمرية التي يرتبط بها كل من الصيام والفطر, والزكاة, والحج, وهي من أركان الإسلام.
فإن لم يستجيبوا إلى ذلك طلب منهم الاستعداد للحرب بعد ثلاثة أيام، والله تعالى يحكم بينهم. وهذه الأفعال والشروط لم تحدث إلا من المسلمين فقط فمن يقتل عندئذ يكون شهيدًا عند الله؛ لأنه قتل وهو يبلغ رسالة ربه، وكان ثابتًا عليها إلى أن رأى الموت بعينه.
قوله: { ولتكبروا الله} أي: ولتقولوا: الله أكبر؛ والتكبير يتضمن: الكِبَرَ بالعظمة، والكبرياءِ، والأمورِ المعنوية؛ والكِبَر في الأمور الذاتية؛ والله أكبر من كل شيء. قوله: { على ما هداكم} أي تكبروه لهدايتكم؛ وعبر بـ{ على} دون اللام إشارة- والله أعلم- إلى أن التكبير يكون في آخر الشهر؛ لأن أعلى كل شيء آخره؛ و{ ما} هنا مصدرية تسبك هي، وما بعدها بمصدر؛ فيكون التقدير: على هدايتكم؛ وهذه الهداية تشمل: هداية العلم؛ وهداية العمل؛ وهي التي يعبر عنها أحياناً بهداية الإرشاد، وهداية التوفيق؛ فالإنسان إذا صام رمضان وأكمله، فقد منّ الله عليه بهدايتين: هداية العلم، وهداية العمل. قوله: { ولعلكم تشكرون} أي تقومون بشكر الله عز وجل؛ فتشكرونه على أمور أربعة؛ إرادة الله بنا اليسر؛ عدم إرادته العسر؛ إكمال العدة؛ التكبير على ما هدانا؛ هذه الأمور كلها نِعَم تحتاج منا أن نشكر الله عز وجل عليها؛ ولهذا قال تعالى: { ولعلكم تشكرون}؛ و"الشكر" هو القيام بطاعة المنعم بفعل أوامره، واجتناب نواهيه. بعض فوائد الآية: 1. بيان الأيام المعدودات التي أبهمها الله عز وجل في الآيات السابقة؛ بأنها شهر رمضان. 2. فضيلة هذا الشهر، حيث إن الله سبحانه وتعالى فرض على عباده صومه.
وقال ـ تعالي: حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منزلين فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك إنه هو السميع العليم( الدخان:1 ـ6).