الصراط المستقيم هو جسر فوق جهنم ادق من الشعرة و احد من السيف يمر عليه الناس بعد مرحلة من مراحل الحساب و ثمة مواقف على الصراط يسال الانسان فيها عن عقيدته و اعماله و يحاسب عليها
و{الصِّراطَ} نصب على المفعول الثاني، لأن الفعل من الهداية يتعدى إلى المفعول الثانى بحرف جر، قال الله تعالى: {فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 23]. وبغير حرف كما فى هذه الآية. {الْمُسْتَقِيمَ} صفة ل {الصِّراطَ}، وهو الذى لا اعوجاج فيه ولا انحراف، ومنه قوله تعالى: {وَأَنَّ هذا صِراطِى مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام: 153] وأصله مستقوم، نقلت الحركة إلى القاف وانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.
[5] نبي الله إبراهيم قد هداه الله تعالى إلى صراطه المستقيم، حيث أخبر عنه فقال: "شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ". [6] جميع الأنبياء على الصراط المستقيم فهم الهُداة المهديون، الذين هداهم الله تعالى ووفقّهم للالتزام الصراط المستقيم، وهم قاموا بدعوة الناس إليه، والدليل قوله تعالى: "وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ". [7] إنّ أهل الإيمان على الصراط المستقيم الموصل للجنان ورضا الرحمن، حيث قال تعالى: "وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ". ما معنى الصراط المستقيم في سورة الفاتحة – زيادة. [8] وبهذا القدر من الحديث نكون قد بيّنا معنى الصراط المستقيم، وذكرنا أقوال أهل العلم في ذلك، ووضّحنا طريق الوصول للصراط المستقيم، وفسّرنا قوله تعالى: "اهدنا الصراط المستقيم"، وذكرنا بعض المواضع التي احتوت على ذكر للصراط المستقيم في القرآن اكريم. المراجع ^, سورة الفاتحة, 2-11-2020 ^, الصراط المستقيم, 2-11-2020 ^, تفسير: ( اهدنا الصراط المستقيم), 2-11-2020 ^ سورة الفاتحة, الآية 6 سورة الأنعام, الآية 161 سورة النحل, الآية 121 سورة الصافات, الآية 118 سورة الحج, الآية 54
يقول تعالى "وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" [ سورة الحج: 54]. معنى الصراط المستقيم الصحيح يجب على كل مسلم أن يعرفه، ويعرف معانيه، فهو الدعاء الذي يدعو به ربه كل يوم أن يرزقه الهداية إليه، وقد تعرفنا على فضل سورة الفاتحة وهي أول سورة ورد فيها ذكر الصراط المستقيم، كما عرضنا لبعض آيات الصراط المستقيم التي وردت في القرآن الكريم.
ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ": أي إهدنا إلى الطريق الّذي يؤدّي بنا إلى الجنة لا إلى جهنم، لذلك أكمل الله تعالى قوله في آية (7): " صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ "، لأنَّ صراط الّذين أنعم الله عليهم هو الجنة، وصراط الّذين غضب الله عليهم والّذين ضلّوا هو جهنم. إذًا إنَّ دعآء المؤمن بأن يهديه الله إلى صراطه المُستقيم هو في الحقيقة دُعاء لِهداية الله له للقرءان الّذي يؤدّي به إلى الجنة لأنَّ القرءان هو طريق الجنة، ولذلك وضع الله تلك الآيات في فاتحة القرءان، أي في بداية القرءان، وهو في الحقيقة دُعاء من كل إنسان يريد أن يتعلمّ عِلْم القرءان قبل أن يقرأهُ ويتدبّره بأن يهديه الله عزّ وجلّ إلى عِلم آياتِهِ وإلى معرفة الحق والإبتعاد عن الباطل. (٢): * سُوۡرَةُ البَقَرَة كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِيهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَـٰتُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۖ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَهۡدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيمٍ (٢١٣). "
هناك أحاديث كثيرة رواها الصحابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في وصف الصراط، ووصف حال الذين يمرون عليه، والجزاء الذي سيكون بعد المرور عليه. هو عندهم طريق بمعناه الأصلي وليس المجازي، سيكون عبارة عن جسر منصوب على متن جهنم يمر عليه الناس جميعًا يوم القيامة للوصول إلى الجنة أو النار، وكل إنسان سيكون صفة الصراط له تختلف عن غيره على حسب عمله. في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم، قلنا: يا رسول الله وما الجسر؟ قال: مدحضة مزلة، عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها السعدان، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب فناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم)). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه العقيدة الواسطية: (والصراط منصوب على متن جهنم، وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق الخاطف… ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم، فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم، فمن مر على الصراط دخل الجنة). يمكنك أيضًا الاضطلاع على: مراحل الحساب يوم القيامة بالترتيب ورحلة الحساب وصف الصراط عند أهل السنة والجماعة أجمع علماء أهل السنَّة والجماعة على أن الإيمان بالصراط من الإيمان بالبعث والحساب في اليوم الآخر.