وجواب القسم لهذه الآيات الكريمة هو قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ). وهوالمقسم عليه أي الإنسان الجحود كفور لنعم ربه، قال ابن عباس: الكنود: الكفور. قال الحسن: هو الذي يعد المصائب وينسى نعم ربه. عن أبي إمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الإنسان لربه لكنود، قال: «الكفور الذي يأكل وحده، ويضرب عبده، ويمنع رفده». وهذا تهديد ووعيد للإنسان بعدم جحود نعم الله عليه وحمده تعالى على كل حال في السراء والضراء. وقد جاء في الشعر عن نكران الإنسان وجحوده: تعصي الإله وأنت تظهر حبــه... ذاك لعمـــــري في المقال بديع لو كان حبك صادقًا لأطعـــته... إن المحـــــب لمن يحب يطيع ومن الشعر أيضًا: أيا غافلًا تبدي الإساءة والجهل... متى تشكر المولى على كل ما أولى عليك أياديه الكرام وأنت لا تراها... معنى سورة العاديات مكررة. كأن العيناء حولـــــة أوعميا لأنت كمزكوم حوى المسك جيبه... ولكنه المحروم ماشمــــه أصلا تفسير آخر لمعنى العاديات ضبحا في القرآن القرآن الكريم حمال أوجه، وهذا لا يمنع أنه محكم وأنه منزهٌ وأنه منزلٌ من لدن خبير عليم. وهناك تفسير آخر لقول الله تعالى: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا) على أنها الإبل وليست الخيل.
والمقسم عليه، قوله: { إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} أي: لمنوع للخير الذي عليه لربه. فطبيعة [الإنسان] وجبلته، أن نفسه لا تسمح بما عليه من الحقوق، فتؤديها كاملة موفرة، بل طبيعتها الكسل والمنع لما عليه من الحقوق المالية والبدنية، إلا من هداه الله وخرج عن هذا الوصف إلى وصف السماح بأداء الحقوق، { وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ} أي: إن الإنسان على ما يعرف من نفسه من المنع والكند لشاهد بذلك، لا يجحده ولا ينكره، لأن ذلك أمر بين واضح. ويحتمل أن الضمير عائد إلى الله تعالى أي: إن العبد لربه لكنود، والله شهيد على ذلك، ففيه الوعيد، والتهديد الشديد، لمن هو لربه كنود، بأن الله عليه شهيد. وَإِنَّهُ} أي: الإنسان { لِحُبِّ الْخَيْرِ} أي: المال { لَشَدِيدُ} أي: كثير الحب للمال. وحبه لذلك، هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه، قدم شهوة نفسه على حق ربه، وكل هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار، وغفل عن الآخرة، ولهذا قال حاثًا له على خوف يوم الوعيد: أَفَلَا يَعْلَمُ} أي: هلا يعلم هذا المغتر { إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} أي: أخرج الله الأموات من قبورهم، لحشرهم ونشورهم. ما معنى و العاديات ضبحا - موقع مقالات. وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} أي: ظهر وبان [ما فيها و] ما استتر في الصدور من كمائن الخير والشر، فصار السر علانية، والباطن ظاهرًا، وبان على وجوه الخلق نتيجة أعمالهم.
وهناك أحد الأَحاديث الضّعيفة (َمنْ قرأها أعطى من الأَجر عشر حسنات، بعدد مَنْ يأْتي المزدلفة، ويشهد جَمْعًا)، وهناك أحد الأحاديث التي رويت عن على بن أبي طالب: (يا علي مَنْ قرأها فكأَنَّما كسا كلّ يتيم في أُمّتي، وأَعطاه الله بكلّ آية قرأها حديقة في الجنَّة). قال الصادق عليه السّلام (من قرأها للخائف أمن من الخوف ، وقراءتها للجائع يسكّن جوعه ، والعطشان يسكّن عطشه، فإذا قرأها وأدمن قراءتها المديون أدّى اللّه عنه دينه بإذن اللّه تعالى). معنى سورة العاديات مكرره. وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم (من صلّى بها العشاء الآخرة عدل ثوابها نصف القرآن ، ومن أدمن قراءتها وعليه دين أعانه اللّه تعالى على قضائه سريعا). سبب نزول سورة العاديات: – يقال أن من أسباب نزول سورة العاديات أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل بعثة إلى حي من كنانة، ولم يصل منهم أي خبر لمدة طويلة، حتى قال بعض المنافقين أن كل من في السرية قد قتل، فانزل الله تعالى السورة الكريمة وبدأ السورة بقوله تعالى (وَالعادِياتِ ضَبحاً) وتعني الخيل. – فقد توجه علي بن ابي طالب عليه السلام مع جيش المسلمين إلى العدو، وسلك طريق غير معروف حتى يخفي المكان الذي يقصده، وقد تصور من معه أن سيذهب إلى العراق، وكان يسير مع افراد جيشه ليلاً ويستريحوا في الليل، وبسبب سرية وشجاعة على ومن معه استطاعوا أن يهزموا الاعداء، وفقد الاعداء توازنهم بسبب المفاجأة.