ازداد الأمر صعوبة لما شاع مقتل النبي صلى الله عليه في المعركة، فانسحب بعض المسلمين إلى المدينة وتشتت البعض الآخر في ميدان المعركة، ولكن كعب بن مالك صاح بأعلى صوته: "يا معشر المسلمين، ابشروا هذا رسول الله". اندفع المسلمين فرحين بالنبأ السار، وكانت المعركة توشك أن تكون لصالح المشركين، لولا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجاله بالتجمع في موضع معين في أعلى جبل أحد، حتى لا ينفرد بهم المشركون ويقضون عليهم نهائيًا. لم يستطع المشركون الالتفاف حولهم وكان التعب قد أنهكهم. وأيقن أبو سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل في المعركة. نادى المسلمين "يوم بيوم، والموعد العام المقبل ببدر" فطلب النبي صلى الله عليه وسلم من عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يقول: "نعم هو بيننا وبينكم موعد". توقف القتال، وانسحب المشركون من المعركة مكتفين بهذا النصر المؤقت بعد أن قتل منهم ثلاثة وعشرين رجلا فقط. مثلت قريش بقتلى المسلمين بطريقة وحشية، فيها جدع الأنوف وقطع الآذان وبقر البطون. سبب هزيمه المسلمين في معركه احد هو – المنصة. كانت ذروة الانتقام ما أقدمت به هند بنت عتبة، حيث اندفعت في حقد وكراهية، وبقرت بطن حمزة بن عبد المطلب، وقيل أن وحشي بقر بطنه، و أخرجت كبده تلوكها بأسنانها ولفظتها.
وقال: {إِنَّهُ لاَ يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87]. هذه ليست من صفات المؤمنين، أن يقعد المسلم ويفتر ويكسل عن القتال في أرض القتال، هذا غير مقبول حتى مع إشاعة أن النبي r قد قُتِل، فهذا الأمر غير مقبول. المصيبة الرابعة والمصيبة الرابعة والخطيرة أن المسلمين سمعوا نداء النبي r: "إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ، إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ". ومع ذلك أصروا على الفرار، وهذه ليست مصيبة فحسب، بل كبيرة من الكبائر وهي التولي يوم الزحف. والخلاصة كل هذه الكلمات تجمعها كلمة واحدة وهي مصيبة، وهذه المصيبة في الأساس جاءت من ذنب واحد، جاءت من غياب عنصر واحد من عناصر قيام الأمة المسلمة، جاءت من غياب صفة واحدة من صفات الجيش المنتصر، وهي صفة الزهد في الدنيا، وتقديم الاستشهاد على الدنيا، فلما حدث حب الدنيا ألقى الله في قلوب المسلمين الوهن والضعف. كم كان عدد مقاتلي المسلمين في غزوه احد - موقع محتويات. وتذكروا حديث النبي r لما سأله الصحابة عن الوَهْنِ الذي سيصيب المسلمين فينهزموا بسببه، فقال: "حب الدنيا وكراهية الموت" [3]. دخل الوهن في قلوب المسلمين إلى درجة أنهم لم يستطيعوا أن يُسقِطوا لواء المشركين وقد حملته امرأة، ولما كانوا أقوياء أسقطوا اللواء بعد أن تعاقب على حمله أكثر من عشرة رجال من بني عبد الدار الذين قُتلوا جميعًا، وما استطاع المشركون أن يحملوا اللواء مرة أخرى.
وعن ظهور شائعة وفاة النبى في غزوة أحد، استنادا إلى الطبري فإنه عند الهجوم على الرسول تفرق عنه أصحابه وأصبح وحده ينادي "إليّ يا فلان، إليّ يا فلان، أنا رسول الله" واستطاع عتبة بن أبي وقاص الزهري القرشي أن يصل إلى الرسول ويكسر خوذة الرسول فوق رأسه الشريف وتمكن عبد الله بن شهاب الزهري القرشي من أن يحدث قطعا في جبهة الرسول وتمكن عبد الله بن قمئة الليثي الكناني من كسر أنفه وفي هذه الأثناء لاحظ أبو دجانة حال الرسول فانطلق إليه وارتمى فوقه ليحميه فكانت النبل تقع في ظهره وبدأ مقاتلون آخرون يهبون لنجدة الرسول منهم مصعب بن عمير وزياد بن السكن وخمسة من الأنصار فدافعوا عن الرسول ولكنهم قتلوا جميعا. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
ملخص المقال لم يقتحم الكفار المدينة، ولم يحاولوا القضاء على رسول الله ولا على من معه من المسلمين، فهل في هذا ما يدل على هزيمتهم للمسلمين؟! الاسم الصحيح لما حدث ولا بد من وقفة مع غزوة أُحُد، وماذا نسميها؟ هل نسميها هزيمة أم نكسة؟ بالنظر إلى غزوة أُحُد من بدايتها نجد أن كلمة هزيمة لا تنطبق انطباقًا كاملاً على وصف غزوة أُحُد، فالجيش المكي لم يحتل مواقع الجيش المسلم، والجيش المسلم الأساسي لم يفر مع شدة الارتباك، ومع أن بعض المسلمين فروا من أرض المعركة إلا أن مجموعة كبيرة بقيت في أرض المعركة، منهم من قاتل حول النبي r حتى النهاية، ومنهم من قاتل حتى نال الشهادة. ولم يفكر الجيش المكي أن يطارد المسلمين مع علمه أن النبي r حيٌّ من حديثهم مع عمر بن الخطاب t، ولم يصعد إلى الجبل مرة ثانية برغم قلة الصحابة الذين مع النبي r، ولم يقع أسير واحد من المسلمين في أيدي الكفار رغم ما أصاب المسلمين، والمسلمون في غزوة بدر كانوا قد أسروا سبعين من المشركين. هزيمه المسلمين في غزوه احد فيديو. لم تكن هناك غنائم من المسلمين في أيدي الكفار، ولم يقم الجيش المكي يومًا أو يومين أو ثلاثة كعادة الجيوش المنتصرة في ذلك الوقت، فعادة العرب أن الجيش المنتصر يقيم في أرض المعركة أيامًا؛ ليعلموا أنهم لا يهابون الجيش الآخر، فالرسول r أقام في بدر ثلاثة أيام، وكان يقيم في كل الغزوات ثلاثة أيام، وأحيانًا كان يقيم شهرًا كاملاً في أرض القتال، ولم يفكر المشركون في غزو المدينة المنورة مع أن المدينة خالية من أيِّ جيش.