لهذا يجب أن نتقي الله ونبتعد عن الشبهات في أمور ديننا ونبتعد عن ما يساعد في إفساد عقائدنا، وعمل كل ما يقربنا من الله عز وجل من فعل وقول والابتعاد عن كل ما يؤثر على القلب ويبعد المرء عن الدين. حكم الاحتفال باليوم الوطني هيئة كبار العلماء، لا يجوز بمجمع أراء العلماء، كما أنه يوجد بعض الآراء الأخرى التي ذكرناها، وهناك من يراها صائبة ويعمل بها، ولكن العلم كله عند الله سبحانه وتعالى.
الحمد لله. لا حرج في شرع الله تعالى من إقامة الاحتفالات في الأعراس ، أو غيرها من المناسبات الدنيوية ، بشرط خلوها من المنكرات ، كالاختلاط ، والمعازف ، وهذه الاحتفالات ليست من العبادات التي يُتقرب فيها إلى الله تعالى ، بل هو اجتماع لإظهار الفرح والسرور ، والأصل في العادات الإباحة ، بخلاف العبادات فإن الأصل فيها المنع حتى يرد التدليل بمشروعيتها. حكم الاحتفال باليوم الوطني - شبكة الدفاع عن السنة. ومن الاحتفالات الممنوعة في الشرع – عدا ما فيه منكرات ومعاصٍ -: ما كان فيه مشابهة لأهل الكفر ، كالاحتفال بيوم الميلاد ، ويوم الأم ، ويشتد المنع إذا اتخذت صورة تشبه صورة الأعياد الشرعية ؛ وهو واقع حال تلك المناسبات ، فيطلق عليها " عيد الميلاد " ، و" عيد الأم " ، وهي مناسبات فيها مشابهة لأهل الكفر ، والذين نهينا على التشبه بهم ، ويشتد المنع أكثر إذا قصد المحتفل بها التقرب إلى الله تعالى ، لأنه جمع بين المعصية ، والبدعة. وقد سئل علماء اللجنة الدائمة: ما حكم تعييد ميلاد الأولاد ؟ يقال عندنا: إن من الأحسن الصوم في ذلك اليوم بدلا من التعييد ، ما هو الصحيح ؟ فأجابوا: " عيد الميلاد ، أو الصيام لأجل عيد الميلاد: كل ذلك بدعة ، لا أصل له ، وإنما على المسلم أن يتقرب إلى الله بما افترضه عليه ، وبنوافل العبادات ، وأن يكون في جميع أحيانه شاكراً له ، وحامداً له ، على مرور الأيام والأعوام عليه وهو معافى في بدنه ، آمناً على نفسه ، وماله ، وولده " انتهى.
أحدها " المضاهات بذلك للأعياد الشرعية. " المحذور الثاني ": أنه مشابهة للكفار من أهل الكتاب وغيرهم في إحداث أعياد لم تكن مشروعة أصلاً ، وتحريم ذلك معلوم بالبراهين والأدلة القاطعة من الكتاب والسنة ، وليس تحريم ذلك من باب التحريم المجرد ، بل هو من باب تحريم البدع في الدين ، وتحريم شرع دين لم يأذن به الله كما يأتي إن شاء الله بأوضح من هذا ، وهو أغلظ وأفضع من المحرمات الشهوانية ونحوها............... " المحذور الثالث": أن ذلك اليوم الذي عين الموطن الذي هو أول يوم من الميزان هو يوم المهرجان الذي هو عيد الفرس المجوس ، فيكون تعيين هذا اليوم وتعظيمه تشبهاً خاصاً ، وهو أبلغ في التحريم من التشبه العام. " المحذور الرابع ": ان في ذاك من التعريج على السنة الشمسية وإيثارها على السنة القمرية التي أولها المحرم ما لا يخفى ، ولو ساغ ذلك ـ وليس بسائغ البتة ـ لكان أول يوم من السنة القمرية أولى بذلك، وهذا عدول عما عليه العرب في جاهليتها وإسلامها ، ولا يخفى أن المعتبر في الشريعة المحمدية بالنسبة إلى عباداتها وأحكامها الفتقرة إلى عدد وحساب من عبادات وغيرها هي الأشهر القمرية ،...... " المحذور الخامس" أن ذلك شرع دين لم يأذن به الله ، فإن جنس العيد الأصل فيه أنه عبادة وقرية إلى الله تعالى ،مع ما اشتمل عليه مما تقدم ذكره ، وقد قال تعالى: أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. ))
وهذ ما جعل الشيخ الفوزان يحسم الجدل في هذا الأمر حتى لا يقع الناس في التردد والحرج من إنكار هذا الاحتفال أو المشاركة فيه، وأشار الفوزان إلى معارضته الشديدة إلى كلّ ما يمكن أن يحدث في احتفالات اليوم الوطني من مخالفات شرعيّة، أو تجاوز للأنظمة والآداب العامّة، وما يحصل أحيانًا من تجني واعتداء على المصالح الخاصة والعامة من قبل بعض السفهاء والمتهورين من الرجال والنساء، وأكّد على ضرورة منعهم من ذلك، وإفهامهم أن هذه الأعمال مُشينة كما أنّها محرّمة في الشرع فهي ضد المقصود من الاحتفال باليوم الوطني، بل فيها تشويه لصورة البلد المبارك.
فتاوى ذات صلة
(منقول)