السابق التالي إن الذي ملأ اللغات محاسنا... جعل الجمال وسره في الضاد أحمد شوقي
كانت هذه المقاعد عبارة عن ثلاثة صفوف من الكراسي البسيطة المثبتة على الأرض، والتي كانت مخصَّصة بالأساس للأطفال. جلس في طرف الصف الثالث بالقرب من أحد منافذ الإغاثة التي تؤدي إلى الحديقة العمومية. فجأة، وعلى الرغم من وجود مقاعد شاغرة في الصف الأمامي، رأى صبيا يكبره سنا يقف أمامه ويأمره بصوت عدائي ومهين: – هيا، انهض، ارفع…عن هذا المقعد وبدلاً من أن يرفع ما طُلب منه، رفع الطفلُ وجهَه، وهو مُندهِشٌ، صَوبَ الصبي الذي كان يهاجمه بدون أي سبب. كان يبدو من ثيابه الرثة أنه ينحدر من الأحياء الفقيرة، كما أن بشرَتَهُ كانت تكسوها الكثير من الأوساخ. وكانت تنبعت من نظراته نارُ حقدٍ تجاه الطفل الغني الذي كان يرتدي ملابس أنيقة ويجلس بعيدا عن أقرانه. -لماذا…؟! يسأل الطفل الغني مستغربا. يعلم الطفل بأنه كان ينبغي عليه أن يمتثل للأمر المُوجَّه إليه، وأن لا فائدة تُرجى من أي نقاش مع الصبي. تَلقى ضربة من الركبة على حين غفلة وسط بطنه جَعلتْه ينكمش على ذاته ويحبس أنفاسه. منصة المداد التعليمية | الرئيسية. أمسكه المهاجم من أعلى قميصه، وألقى به أرضا وجلس مكانه. ولِحُسْن حظه، فقد كان يتابع المشهدَ عن كثبٍ رجلٌ كبيرٌ في السن، تائهٌ وسط هؤلاء الأطفال المزعجين والمشاكسين، اتجه هذا الأخير صوبه لمساعدته على النهوض، ثم قاده نحو منفذ الطوارئ الذي يُطل على الحديقة.
الروائي محمد لفتح محمد لفتح – ترجمة عزيز لمتاوي* تكريما للروائي محمد لفتح.. استهلال قصة "سينما كاميرا " لمحمد لفتح (1946-2008) هي واحدةٌ من قصص مجموعته التي تحمل عنوان "وردةٌ في الليل" الصادرة عن منشورات "لا ديفيرونس" بباريس سنة 2006. وتجري أحداثها بأول قاعة للسينما بمدينة سطات التي لم تَسْلم، بدورها، من الهدم الذي حَملَها في طريقه، مع ذاكرتنا وأحلامنا وشغبِنا الحكيم، في بدايات ثمانينيات القرن الماضي. تُقدِّم القصةُ حكايةً من بين الحكايات الكثيرة التي عاشها أبناء جيلي في قاعة السينما هذه وفي محيطها. إن الذي ملأ اللغات محاسنا .. جعل الجمال وسره في الضاد. - أحمد شوقي - حكم. إنها حكاياتٌ تتقاطع، تتعارض وتَتَّحِد لتعزف سمفونية واحدة، سمفونية "الزمن الضائع" التي ينقلها واحد من أبناء هذه المدينة التي شكلت فضاءاتُها مسرحا للعديد من نصوصه السردية المدبَّجةِ بلسان موليير. روائي طبَّقت شهرتُه الآفاق. كاتب كَرَّمته أكاديمية المملكة المغربية مؤخرا في ندوة عن "الأدب والهامش"، دون أن ينتبه إليه أبناء مدينته. كاتبٌ كَتب عن الهامش وعاش في الهامش، كاتبٌ صاحَب شخصياته وآنسَ وحدتها في عتمات هذه الحياة ودروبها الآسنة، ونقلها إلى تخييل يمتزج فيه الواقعي بالخيالي، والمبتذل بالصوفي النبيل، والأدبي بالفكري والفلسفي.
من هو الشاعر احمد شوقي ولد احمد شوقي في فترة حكم الخديوي اسماعيل، وخلال فترة حكم الخديوي، برزت الطبقة البرجوازية التي حاولت ان تأخذ مكانًا بين القصر والانجليز، وقادت هذه الطبقة نواحي التغيير الفكري والاجتماعي في مصر، وفي وسط هذه الاجواء وولد شوقي من اسرة فيها دماء عربية وتركية وكردية ويونانية وكان شوقي يدرس الحقوق وكان متأثرًا بالشعر بعينه وليس بسمات محددة من مذهب واحد للشعر، وابدى اعجابه بثلاثة شعراء فرنسيين على اختلاف مذهبهم وهم فيكتور هوجو، الفرد دي موسيه، ولامرتين، لكن مع تقدمه في السنة آثر شعراء العربية على غيرهم من الشعراء.
وشاء سبحانه أن ينزل القرآن الكريم عليه بهذه اللغة التي أجمل القرآن كل مميزاتها في لفظة وجيزة دالة بقوله سبحانه: «وإنه لتنزيلُ رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين «الشعراء: 192 ـ 195»، وقوله: «لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين» «النحل: 103».
ويؤكد د. المحص في القسم الأول من الكتاب أن الرائع في القرآن الكريم أنه لم يقصر عنايته بمعالم الحسن والجمال في الدنيا والآخرة على الجمال الحسي، الذي يدرك بالأبصار، وإنما امتدت هذه العناية إلى الجمال المعنوي الذي يزيد الإنسان جمالاً فوق جماله.. ونقصد بالجمال المعنوي: جمال الخلق، جمال السجية، وجمال السلوك.. قصيدة إن الذي ملأ اللُغاتِ مَحاسِنًا | المرسال. وكثيرة هي الآيات، التي تحض على التخلق بالأخلاق الكريمة، والخصال الحسنة، والسيرة الجميلة، والسلوك الطيب في الحياة، ومنها قوله تعالى لحبيبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً» «المزمل: 10». إعجاز بياني وفي القسم الثاني، الذي عنونه المؤلف بـ «جمال الأسلوب القرآني» يذكر د. المحص أن جميع الذين كتبوا عن إعجاز القرآن الكريم اتفقوا على أن القرآن الكريم معجز بأسلوبه الفريد، ونظمه البديع الذي هو فوق طاقة البشر، ومعنى هذا، أن اسلوب القرآن الكريم هو مادة ذلك الإعجاز. ولا عجب، فقد جاء هذا الأسلوب على نسق خاص، وصورة مباينة لما عرفه العرب من أساليب البيان، إذ لامس أوتار القلوب، فاهتزت له العواطف، وتحركت له المشاعر، وأسال الدموع من العيون، وفرت لجلاله وجماله وكماله حياة أساطير البلاغة وفحول البيان، مقرين بأنهم أمام نظم ووحي سماوي، لا يقدر على مثله مخلوق.