أصبح الاهتمام بقضايا البيئة ، من الموضوعات التي تحتل مكانة الصدارة على موائد القرارات السياسية في كل الدول ، سواء دول العالم المتقدم أو دول العالم النامي ، وقد تبين ذلك من خلال الضرر الكبير الذي وقع بالبيئة في كافة أرجاء المعمورة ، شهد القرن الماضي العديد من الكوارث الطبيعية والبيئية التي خلفت أضرار هائلة لا حصر لها ، أدت لحدوث الإخلال بالنظام البيئي على سطح الأرض بصفة عامة وعلى حياة الإنسان. مع تنامي الاكتشافات النفطية ومصادر الطاقة وتقدم وسائل الصناعة ووسائل التكنولوجيا ، بدأ يظهر بجلاء انعكاسات هذه الأنشطة على البيئة ، والموارد الطبيعية ، وأهمها تلوث الماء. أولًا المفهوم اللغوي للتلوث: يقصد بالتلوث في اللغة العربية ، التلطيخ يقال تلوث الطين بالتبيين والجص بالرمل ، ويقصد بيه أيضًا خلط الشيء بما هو خارج عنه ، حيث يقال لوث الشيء بالشيء ، ولوث الماء بمعني كدره ، وتلوث الماء أي خالطته مواد غريبة ضاره ، ومصطلح التلوث في اللغة الإنجليزية هو pollution ، و تم تعريف المفهوم بأنه إجراء تغير في الهواء والماء والتربة ويؤثر هذا على صلاحيتهم للاستخدام الآدمي ، أما في اللغة الفرنسية بمعنى pollution و لا يتغير عن معناه السابق إفساد وسط ما بإدخال ملوث ما.
النتيجة الطبيعية لهذا الأمر هو التأثير على السلسلة الغذائية وبالتَّالي التأثير على الحياة العامة، فلو كانت تحمل تلك المياه المواد الأكثر خطورة كالرصاص وغيرها، فإنها حتمًا ستؤدي إلى موت الكائنات الحية في المياه، وكذلك فلو لم تجر المياه الملوثة بالمبيدات وتصل إلى الأنهار فإنَّها بالضرورة ستصل إلى المياه الجوفية النقية وستؤثر عليها، وكثرٌ هم الفلاحون الذين يعمدون إلى حفر الآبار وبالتَّالي الاستفادة منها في السقي ومجالات الحياة الأخرى، ولكن لو كانت ملوثة فإنَّ الإنسان لن يستطيع الاستفادة منها، وبالتَّالي سيحاول البحث عن مصادر أخرى للمياه. نتيجة لأنواع تلوث المياه المختلفة -التي تم ذكرها سابقًا- ستتأثر حياة الإنسان شاء أم أبى، وكثيرة هي المدن التي باتت مركزًا للأوبئة نتيجة تلوث مياهها بالمخلفات، حتى أنَّ نهر الليطاني في آخر مجراه في لبنان بات مكبًّا للنفايات وليس نهرًا، ممّا أثر بشكل كبير على سكان تلك المنطقة وانتشرت بينهم الأمراض الخطيرة مثل السرطان وما إلى ذلك، كذلك فلو وصلت سموم المعامل إلى المياه التي يستخدمها الفلاحون في سقية النباتات فستنتقل تلك الأمراض التي تحملها النباات إلى البشر، مما سيزيد بعدد الوفيات الناتجة عن الأمراض الخطيرة بشكل كبير.
التخلص من النفايات عند التخلص من النفايات أو المصادر التي يتم استخدامها كل يوم؛ يكون من السهل جعل المياه خالية من الملوثات. وبالمثل، فإن الإدارة السليمة للنفايات التي تم التخلص منها سيساعد إلى حدٍ كبير على التحكم في دخول العوامل الخارجية إلى دورة المياه؛ لأنها هي التي تؤثر من حيث المبدأ على كامل سطح الماء بأي شكل. كل ذلك يكمن في تجنب تخزين النفايات في قناة المياه، الأمر الذي سيمنع التلوث إلى حد كبير. اقرأ أيضًا: كيف يتم التخلص من النفايات الطبية؟ تصفية أو تنقية الماء هناك العديد من الحلول الموجودة لمنع تلوث المياه. صور تلوث الماء والهواء. ويستند جزء كبير منها على مفهوم ترشيح المياه؛ وهي عبارة عن عملية تتم فيها إزالة جميع الملوثات من المياه وجعلها صالحة للاستهلاك. تتم عملية التنقية أو الترشيح باستخدام: الأشعة فوق البنفسجية (UV light)، بعدها عملية الترشيح من أجل إزالة أي مادة غريبة سواء حبيبات رملية أو طحالب أو بكتريا أو حتى مواد عضوية أو مواد عالقة، وبالتالي إزالة الملوث، كما ويمكن تطبيق مبدأ المعالجة المعروف بالتناضح العكسي لتحلية مياه البحار. اقرأ أيضًا: طرق تنقية المياه ومعالجتها. الآثار السلبية التي تسببها مشكلة تلوث المياه تعتبر مشكلة تلوث المياه المسبب الأول والرئيسي للإصابة بالأمراض وارتفاع نسبة الوفيات خاصة في الدول النامية، لذلك لا بد من معرفة الآثار السلبية لانتشار هذه المشكلة، منها: انخفاض كبير بأعداد الكائنات المائية، بسبب استهلاك نسبة كبيرة من الأوكسجين الذائب في المياه.