الإكثار من الصلاة عليه في كل مجلس وفي كل وقت وزمان. وجوب التحاكم إليه، والرّضى بحكمه وعدم الخروج على طاعته وحُكمه. إنزاله مكانته دون زيادة ومبالغة في ذلك ودون تقصير، فالنبي بشر لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرًا أو نفعًا إلا بإذن الله تعالى. قد يُهِمُّكَ: آثار تأدية حق الله ورسوله على حياتك من أهم الآثار التي تجنبيها من طاعتك لله وطاعتك لنبيّه: طاعة الله ورسوله سبب في دخول الجنة، والبعد عن طاعتهما وتأدية حقوقهما سبب في دخول النار، قال تعالى: { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [٨]. [٩] إذا آمن العبد بربه وأطاع نبيّه خرج منه من الخير ما لا يُحصيه إلا الله تعالى. [٩] إذا تاب العبد إلى الله وأناب، أعاد الله إليه حُسنه وجماله وعافيته، وبلغ كماله في الجنة. [٩] الطاعة تولّد المنفعة، وتُثمر الأخلاق الحَسَنة. [٩] اجتناب سبل الضلالة والهداية. ما هو حق الله على العباد - موضوع. [٩] الطاعة وتأدية حقوق الله ورسوله سبب في الثبات على الدّين. [١٠] طاعة الله ورسوله وتأدية حقوقهما سبب في الحصول على السعادة والرّاحة والطمأنينة وانشراح الصّدر.
وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين من أكبر الكبائر فقال: ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين. رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري من حديث أبي بكرة رضي الله عنه. فالواجب على أخيك التوبة إلى الله عز وجل من هذا العقوق، كما أن الواجب عليك أن تسعى في إصلاح أخيك، وذلك بأن تنصحه بالرفق والإحسان إلى الوالدين، وترغبه في ذلك بالآيات والأحاديث النبوية بالأسلوب الحسن، وكذلك بأن تبحث له عن رفقة صالحة تعينه على الخير وأن تحاول أن تبعد عنه رفقاء السوء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وكذلك حاول أن ترغبه في حضور حلقات العلم والوعظ، وسماع الأشرطة الإسلامية المفيدة والمحاضرات النافعة، مع الإكثار من الدعاء لعل الله سبحانه وتعالى أن يشرح صدره لبر والديه ويهدي قلبه لذلك، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه. أعظم الحقوق بعد حق الله وحق رسوله - إسلام ويب - مركز الفتوى. والله أعلم.
ب- العمل بالعلم: إن للمسلمين أسوة حسنة في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كانوا أشد حرصًا على حفظ القرآن الكريم وتعلمه والعمل به وتعليمه لغيرهم؛ وقد قال أبو عبدالرحمن السلمي: ((حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما - أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها، حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن، والعلم، والعمل جميعًا؛ ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة، وقال أنس: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد في أعيننا)) [2].
[انظر أسد الغابة (5 /194) وانظر الإصابة (10/219)]. وأما أنس بن مالك - رضي الله عنه - فتقدمت ترجمته في الحديث الثالث من كتاب الإيمان. ثانياً: تخريج الحديثين: أما حديث معاذ فأخرجه مسلم، حديث (30)، وأخرجه البخاري في " كتاب التوحيد " "باب ما جاء في دعاء النبي أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى" حديث (7373)، وأخرجه أبو داود مختصرا في "كتاب الجهاد" "باب في الرجل يسمي دابته" حديث (2856)، وأخرجه الترمذي، في " كتاب الإيمان " "باب ما جاء في افتراق هذه الأمة" حديث (2643)، وأخرجه ابن ماجة في "كتاب الزهد" "باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة" حديث (4296). وأما حديث أنس فأخرجه مسلم، حديث (32)، وأخرجه البخاري في "كتاب العلم" "باب من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية ألا يفهموا" حديث (128). ثالثاً: شرح ألفاظ الحديثين: (كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللّهِ): يروى: رِدْف بسكون الدال من غير ياء وبكسر الراء، ويُروى: رديف بفتح الراء وكسر الدال وياء بعدها، وكلاهما لغتان صحيحتان، ويقصد بهما الراكب خلف الراكب، فمعاذ ردف النبي - صلى الله عليه وسلم- أي راكب خلفه، وأكثر ما يستعمل الإرداف في البعير، لكن معاذ كان رديفا للنبي -صلى الله عليه وسلم- على حمار اسمه (عفير) وفي هذا بيان جواز الإرداف على الحمار وأيضا تسمية الدابة.