كما نهل الصاحب العلم من هذه الأسماء اللامعة: أبو بكر بن كامل القاضي، أحد أصحاب محمد بن جرير الطبري ، والذي كان من العلماء بالأحكام وعلوم القرآن والنحو الشعر وأيام الناس وتواريخ أصحاب الحديث. أبو بكر بن مقسم العطار المقري النحوي، وكان من أعرف الناس بالقراءات وأحفظهم لنحو الكوفيين، وكان أحد أبرز أصحاب ثعلب النحوي. أبو سعيد السيرافي ، الذي قال عنه الصاحب "شيخ البلد، وفرد الأدب، وحسن التصرف، ووافر الحظ من علوم الأوائل". أبو الحسين، أحمد بن فارس بن زكريا: من أعيان أهل العلم وأفراد الدَّهر، والذي جُلِبَ إلى الري ليقوم بتدريس أبي طالب مجد الدولة بن فخر الدولة أبي الحسين بن بويه. مناصبه:- كان الصاحب بن عباد وزيرا للملك المؤيد، ثم أصبح وزيراً لأخيه فخر الدولة، وقد نُكِبَ ونُفِيَ، ثم رُدَّ إلى الوزارة، ودام فيها 18 سنة، وافتتح خمسين قلعة لمخدومه فخر الدولة. الصاحب بن عباد – أكاديمية مكاوي للتدريب اللغوي – | النحو القرآني إعراب القرآن | اللغة العربية | النحو التطبيقي. فحينما توفي الملك المؤيد سنة 373 هجرية؛ كان الصاحب موضع استشارة القواد، ورؤساء الدولة فيمن يخلف الملك على عرشه، فافترح الصاحب أن تكون الخلافة لفخر الدولة بن ركن الدولة ملك همذان والدِّينور، فضم مُلك أخيه إلى ملكه وثبَّت الصاحب في منصبه حيث الوزارة والصدارة ورئاسة الديوان، كما اتخذ الري عاصمة لمملكته.
ثقافة متنوعة لم يكن الصاحب كاتبا موهوبا ووزيرا قديرا فحسب، وإنما جمع إلى ذلك مشاركة في علوم كثيرة؛ فله معرفة ورواية في الحديث النبوي؛ إذ سمع الحديث من أعلامه في العراق والري وأصبهان، وترجم له الحافظ الكبير أبو نعيم الأصبهاني في كتابه "ذكر أخبار أصبهان"، باعتباره محدثا لا رجل دولة، وذكر في أخباره أنه كان يناظر ويدرس ويملي الحديث. الصاحب بن عبد الله. ووصف الصاحب بأنه كان من أفقه علماء الشيعة، وعقد له في وقت من الأوقات مجلس للإملاء وإلقاء الدرس، فاحتفل الناس لحضوره واحتشد لسماعه وجوه الأمراء وكبار العلماء، وكان ممن يكتب عنه القاضي عبد الجبار الهمذاني وأمثاله من كبار الفقهاء والمحدثين، وإلى جانب ذلك كان إماما في اللغة، متمكنا من علومها وأدواتها، يَشهد له بذلك المعجم الكبير الذي ألفه، والمعروف باسم المحيط، وقد رتب مواده اللغوية وفق ترتيب مخارج الحروف، مثلما فعل الخليل بن أحمد في معجمه العين؛ أول المعاجم العربية، وقد نشر هذا العمل الكبير في العراق. رسائل الصاحب.. وثائق مهمة غير أن الذي رفع مكانة الصاحب بن عباد وأفسح له مكانا متميزا بين أصحاب القلم والبيان في تاريخ الأدب العربي هو رسائله الإخوانية والديوانية، وهي رسائل بليغة العبارة وصافية الديباجة، متأنقة في اختيار اللفظ.
ثانيتها: ومن أجل هذا الاطمئنان حق للدكتور أن يستدرك على المحققين ترددهما الذي لا مبرر له، وعدم جوابهما على سؤالهما (أكان هذا (أي الاعتزال) من عمله هو، أم من علم الدولة، فقد كان عضد الدولة - فيما يظهر - يذهب إلى الاعتزال) ولشك - كما يظهر من السؤال - لا مبرر له بعد النصوص لا سابقة - إلى ما ذكر ياقوت ونقل هنا - ولم لم يكن لدينا غيرها، فضلا عما سنذكر في الملاحظة الثالثة، كما أن السؤال لا موضع له على هذا النحو فماذا يطعن في اعتزال الصاحب أن كان من عمله هو أو من عمل الدولة لأنه كما ذكر المحققان.