في التدوينة السابقة ناقشنا معنى التعلم المعكوس، وهل معناه أن يتعلم الطلاب كل شيء بأنفسهم، وهل بمقدور الطلاب أن يتعلموا بأنفسهم من الأساس؟ أما هنا فأريد أن أركز على مسألة أخرى ونقطة جيدة وردت في أحد التعليقات على التعلم المعكوس؛ حيث كنت أتحدث عن إطار معياري لتعريف التعلم المعكوس. نظم ادارة التعلم الالكتروني. فقد رسم واضعو هذا الإطار أربعة "معايير للممارسة" داخل الفصل المعكوس، كان من بينها " بناء ثقافة التعلم " – بمعنى التحول من التمحور حول المعلم والمحاضرات إلى مجتمع يكون الطالب فيه محور عملية التعلم، وهذا هو نص التعليق: استمر في القراءة ← تكلمنا في تدوينة سابقة عن التعلم المعكوس (المقلوب) والفصول المعكوسة، وذكرنا كيف انتشرت أكاديمية خان التعليمية وذاع صيتها بين الأوساط التعليمية على مستوى العالم لما توفره من محاضرات مرئية سهلة الاستخدام. وقد سجلنا بعض الانتقادات للفصول المعكوسة بأنها أنها لا تزيد عن ترك الطلاب يعلمون أنفسهم بأنفسهم. في الواقع، لا ينبغي أن يبدو التعلم المعكوس وكأنه مجرد واجبات تعهد إلى الطلاب لينجزوها بأنفسهم بعيدا عن المعلم. بل إنها مثل أي منهج تربوي آخر، تنطوي على الشراكة والتفاعل بين الطالب والمعلم الذي يركز بدوره على خبرات تعلم هامة داخل الفصل، حيث يفتح التعلم المعكوس الباب على مصراعيه أمام مثل هذه الخبرات.
بوابة تربية وتعليم
ثم توالت الدراسات وتطرقت لإيجابية الواجبات الإلكترونية، كما هو حال الواجبات الورقية وأنها تعطي نفس النتائج (Bonham, Deardorff, & Beichner, 2003) وأعقب ذلك المزيد من الدراسات التي أكدت عدم وجود فروق جوهرية بين الدروس التي يقدمها المعلمون مباشرة وبين الدروس المقدمة عن طريق الحاسب (VanLehn, 2011). ويمكن اعتبار قيام معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 2011 بإتاحة جميع مواده التي يقوم بتدريسها في كل البرامج بصورة مجانية عبر الإنترنت فيما تم تسميته Open Courseware OCW "MIT OpenCourseWare" 2016 أنه البداية الحقيقية لتوجه جديد ستعقبه مبادرات أخرى مماثلة، فقد أتاح معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا جميع مواده بصورة مجانية عبر الإنترنت في الوقت الذي يدفع فيه الطالب تكاليف دراسية تقارب 24 ألف دولار في العام الدراسي الواحد ("Tuition and Fees 2016-2017, " 2016).
تعكـف العمـادة في هذه الأيام على وضع اللمسات الأخيـرة لنظـام ادارة التعلـم الإلكتـروني لكـي يكـون متـاحاً للإستخـدام في الفصـل الدراسي الصيفي لهـذا العـام 1432/1433هـ بإذن الله تعالى. وقـد تم اختيـار نظـام ادارة التعلـم (جسور) بنـاءً على الخصائص المتميـزة الموجود في النظـام والتي تتيـح لأطـراف العمليـة التعليميـة التواصل والتفاعل الكتـرونيـاً على مدار الساعة وفي جميـع ايام الأسبوع. كمـا ستكـون هناك دورات تدريبيـة مكثـفـة على النظـام بالإضافـة إلى وجود منشورات ومقاطع مرئيـة ستـزيـد من الوعي في استخدام النظـام وفي ثقـافة التعليـم الإلكتـروني بصفـة عامـة.