۞ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وقوله ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: أخبر عبادي يا محمد، أني أنا الذي أستر على ذنوبهم إذا تابوا منها وأنابوا، بترك فضيحتهم بها وعقوبتهم عليها، الرحيم بهم أن أعذّبهم بعد توبتهم منها عليها.
الأخ مرآة أخيه، وصديقك من صَدَقَكَ النصيحة لا من صدَّقَكَ، والنصيحة كالدواء، كلما ازدادت مرارتها كانت أفضل، والكلمة الطيبة صدقة: وازرع جميلًا ولو في غير موضعه فلن يضيع جميلٌ أينما وضعا إن الجميل وإن طال الزمان به فليس يحصده إلا الذي زرعا ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ﴾ [الإسراء: 53]، وبقدر الانشغال بالأمور التافهة، يكون الانصراف عن الأمور العظيمة، ومن ترك فضول النظر، وُفِّقَ للخشوع، ومن ترك فضول الكلام، وُفِّقَ للحكمة، ومن ترك فضول الأكل، وُفِّق للصحة. المرء بفضيلته لا بفصيلته، وبكماله لا بجماله، وبآدابه لا بثيابه، وإن فاتك الحق، فلا تتبع الباطل، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]. نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم. ومن نظر في عيب نفسه، شُغل عن عيب غيره، ومن استقلَّ زَلَـلَه، استكثر زلل غيره، ومن تلمَّح حلاوة الأجر، هانت عليه مرارة الصبر. اجتهدوا في إخلاص العمل لله؛ فالإخلاص هو الأساس، ومن أراد السعادة الأبدية، فليلزم عتبة العبودية، واعلم أن عظيم الهمة لا يفكر بمَلْءِ وقته بالحسنات فقط، بل بألَّا تتوقف حسناته بعد موته، العاقل لا يرى لنفسه ثمنًا دون الجنة، وعلى قدر نية العبد وهمته، يكون توفيق الله له وإعانته: ومن تكُنِ العلياءُ همَّةَ نفسِه *** فكل الذي يلقاه فيها مُحبَّبُ ويا ابن آدم، عِشْ ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌّ به، البر لا يبلى، والذنب لا يُنسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان، اللهم صلِّ على محمد ومن والاه.
صحيفة تواصل الالكترونية
شكرا لدعمكم تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.