وهو القائل: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا) (طه/ 105)، وبقوله: (وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ) (المرسلات/ 10)، وبقوله: (وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا * فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا) (الواقعة/ 5-6). كذلك فإن الآية التي كانت تسبق وصف يوم القيامة كانت: ( أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النمل/ 86) والتي يتضح أنها توصف الحال الآن وليس يوم القيامة. كروية الأرض في القرآن الكريم اكتشف علماء الفلك حقيقة أن الأرض كروية الشكل بعد دراسات وبحوث استغرقت عشرات السنين، ولكن قبل أكثر من 1400 عام كان للقرآن الكريم السبق في ذكر هذه الحقيقة، حيث تشير آياته وتؤكد على أن الأرض كروية الشكل، وهي بذلك ليست في حقيقتها ممتدة امتداداً ينتهي عند حافة من الحواف كما كان يتصور الأقدمون ويعتقدون، ولكن الأرض ذات شكل بيضوي كالكرة، وذلك ما تقتضيه سنة الطبيعة في دورتها الرتيبة المنتظمة، وما تقتضيه عجلة الكون المتحرك الدقيق، ولو لم تكن الأرض على هذا النحو من الاستدارة لتعطلت نواميس الخلق على هذا الكوكب، ولباتت الحياة على ظهره مشلولة أو مستحيلة.
والله أعلم.
تاريخ النشر: الثلاثاء 11 صفر 1431 هـ - 26-1-2010 م التقييم: رقم الفتوى: 131655 110734 0 814 السؤال قرأت قصيدة لأبي محمد عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني، والشيء الذي حيرني هو أنه ينكر كروية الأرض في قصيدته: كذب المهندس والمنجم مثله فهما لعلم الله مدعيان الأرض عند كليهما كروية وهما بهذا القول مقترنان والأرض عند أولي النهى لسطيحة بدليل صدق واضح القرآن والله صيرها فراشا للورى وبنى السماء بأحسن البنيان والله أخبر أنها مسطوحة وأبان ذلك أيما تبيان فأفيدوني؟ وجزاكم الله خيراً. دليل من القران على كروية الأرض. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد أجمع العلماء على أن قطعي الوحي لا يتعارض أبداً مع قطعي العقل وكذلك مع الواقع، ولذا لا يمكن أن يحدث تعارض بين حقيقة علمية وخبر شرعي قطعي، وكروية الأرض ليست فقط حقيقة علمية مقطوعا بها، بل هي محل إجماع نقله بعض أهل العلم، واستدل عليه جمع من محققيهم بنصوص من القرآن والسنة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): نفى بعض الجهال أن تكون الأفلاك مستديرة، فمنهم من ينفي ذلك جزما، ومنهم من ينفي الجزم به على كل أحد، وكلاهما جهل. فمن أين له نفي ذلك أو نفي العلم به عن جميع الخلق، ولا دليل له على ذلك إلا ما قد يفهمه بفهمه الناقص.
قول الله عز وجل في سورك النازعات "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا" وتعني كلمة دحاها أي جعلها كالبيضة أو كلدحيحة بجانب أو الأقمار الصناعية أثبتت ذلك قال الله تعالى في سورة الرحمن "رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ" فلا يصخ وجود مشرق ومغرب في أرض مسطحة فلا بد من كونها كروية.
مفهوم – السؤال: ما دليل حركة الأرض في القرآن الكريم؟ الجواب: حركة الأرض في القرآن الكريم من الأمور التي يتوقف عندها الكثيرين سواء من المسلمين أو غير المسلمين. كروية الأرض في القرآن. نستعرض خلال هذه المقالة حقائق عن الأرض وحركتها في القرآن الكريم من أكثر من مصدر، فقد كان قد أجمع علماء اليونان قبل الميلاد على أنّ الأرض ثابتة لا حراك لها وأنّ الشمس والأنجم تدور حولها، حتى كان القرن السابع عشر الميلادي وجاء جاليليو وثبت لدى العلماء الكونيين: أنّ الأرض تتحرك حول الشمس وأنّ الشمس ثابتة لا حراك لها. وحصل من جراء هذه العقيدة شجار عنيف بين الكنيسة التي كانت تقول بسكون الأرض والعلماء الكونيين الذين قالوا بحركتها، فأعدم نتيجة هذا التصادم في الرأي كثير منهم. إلّا أنّ القرآن الكريم كان ينادي قبل ذلك بقرون: أنّ الأرض أو الجبال التي عليها تتحرك كما يتحرك السحاب وتمرّ كما يمرّ، وذلك بقوله جلّ من قائل: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل/ 88). ولا يراد بمرور الجبال في الآية المتقدمة: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً) ما يحدث يوم القيامة، ذلك لأنّه لا تبقى جبال إذا كان يوم القيامة حتى يراها الإنسان في ذلك اليوم فيحسبها جامدة.
ومن معاني "يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ" أن الله تعالى يغطي بظلمة الليل مكان نور النهار على الأرض بالتدريج فيصير ليلاً، ويغطي بنور النهار مكان ظلمة الليل على الأرض بالتدريج فيصير نهاراً، وهي إشارة لطيفة إلى كل من كروية الأرض ودورانها حول محورها أمام الشمس دورة كاملة في كل يوم مدته في زمننا الحالي 24 ساعة يتقاسمها بتفاوت قليل الليل والنهار، في تعاقب تدريجي ينطق بطلاقة القدرة الإلهية المبدعة، فلو لم تكن الأرض كروية الشكل ما استطاعت الدوران حول محورها ولو لم تدر حول محورها أمام الشمس ما تبادل الليل والنهار. وهكذا نرى الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، فالقائل هو الله، والخالق هو الله، والمتكلم هو الله، فجاء في جزء من آية قرآنية ﴿ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ﴾ ليخبرنا إن الأرض كروية وأنها تدور حول نفسها، ولا ينسجم معنى هذه الآية الكريمة إلا بهاتين الحقيقتين معاً ، فهل يوجد أكثر من ذلك دليل مادي على أن الله هو خالق هذا الكون؟ ﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [لقمان: 11]، وهذه رسالة جديدة وصرخة مدوية في وجه الملحدين وزيف إدعاءاتهم وافتراءاتهم على قدرة الله وخلقه.