خيارات حفظ الصفحة والطباعة أقسم الله بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى,
ونفس وما سواها يحتمل أن المراد نفس سائر المخلوقات الحيوانية، كما يؤيد هذا العموم، ويحتمل أن الإقسام بنفس الإنسان المكلف، بدليل ما يأتي بعده. وعلى كل، فالنفس آية كبيرة من آياته التي يحق الإقسام بها فإنها في غاية اللطف والخفة، سريعة التنقل والحركة والتغير والتأثر والانفعالات النفسية، من الهم، والإرادة، والقصد، والحب، والبغض، وهي التي لولاها لكان البدن مجرد تمثال لا فائدة فيه، وتسويتها على ما هي عليه آية من آيات الله العظيمة. وقوله: قد أفلح من زكاها أي: طهر نفسه من الذنوب، ونقاها من العيوب، ورقاها بطاعة الله، وعلاها بالعلم النافع والعمل الصالح. وقد خاب من دساها أي: أخفى نفسه الكريمة، التي ليست حقيقة بقمعها وإخفائها، بالتدنس بالرذائل، والدنو من العيوب، والذنوب، وترك ما يكملها وينميها، واستعمال ما يشينها ويدسيها. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الشمس - الآية 8. كذبت ثمود بطغواها أي: بسبب طغيانها وترفعها عن الحق، وعتوها على رسولهم. إذ انبعث أشقاها أي: أشقى القبيلة، وهو " قدار بن سالف" لعقرها حين اتفقوا على ذلك، وأمروه فأتمر لهم. فقال لهم [ ص: 1973] رسول الله صالح عليه السلام محذرا: ناقة الله وسقياها أي: احذروا عقر ناقة الله، التي جعلها لكم آية عظيمة، ولا تقابلوا نعمة الله عليكم بسقي لبنها أن تعقروها، فكذبوا نبيهم صالحا.
فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ) أي: دمر عليهم وعمهم بعقابه، وأرسل عليهم الصيحة من فوقهم، والرجفة من تحتهم، فأصبحوا جاثمين على ركبهم، لا تجد منهم داعيًا ولا مجيبا. فَسَوَّاهَا) عليهم أي: سوى بينهم بالعقوبة. ( وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا) أي: تبعتها. وكيف يخاف من هو قاهر، لا يخرج عن قهره وتصرفه مخلوق، الحكيم في كل ما قضاه وشرعه؟ تمت ولله الحمد
كذبت ثمود بطغواها " كذبت ثمود نبيها ببلوغها الغاية في العصيان, " إذ انبعث أشقاها " إذ نهض أكثر القبيلة شقاوة لعقر الناقة, " فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها " فقال لهم رسول الله صالح عليه السلام: احذروا الناقة التي أرسلها الله إليكم آية أن تمسوها بسوء, وأن تعتدوا على سقيها, فإن لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم. " فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها " فشق عليهم ذلك, فكذبوه فيما توعدهم به فنحروها, فأطبق عليهم ربهم العقوبة بجرمهم, فجعلها عليهم على السواء فلم يفلت منهم أحد. " ولا يخاف عقباها " ولا يخاف- جلت قدرته- تبعة ما أنزله بهم من شديد العقاب