وفرغ قلبه لمحبته، والإنابة إليه، والتوكل عليه. ومن فاته حظه من الرضى، امتلأ قلبه بضد ذلك. واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه. مقومات الإيمان بالقضاء والقدر - موضوع. فالرضى يفرغ القلب لله، والسخط يفرغ القلب من الله) (٥). (١) شيخ الإسلام ابن تيمية، الحسنة والسيئة، ص ٥٠، الطبعة الأولى، تحقيق محمد الخشت، دار الكتاب العربي، بيروت، ١٤٠٥ هـ. (٢) رواه مسلم، كتاب القدر، باب الأمر بالقوة وترك العجز، (١٦/ ٢١٥ - شرح النووي). (٣) تفسير ابن كثير (٤/ ٤٠١). (٤) التوضيح لشجرة الإيمان ص ٣٥. (٥) مدارج السالكين (٢/ ٢٠٨).
ثمرات الإيمان بالقدر شارك في التأليف: الأستاذ الدكتور فتحي محمد الزغبي. 1- طمأنينة القلب: حينما يسلم المؤمن بقدر الله، ويرضى بقضائه، فإن ذلك يؤدي إلى طمأنينة في قلبه، وهدوء في نفسه، ويسلم من الأمراض العصبية والعقد النفسية، ويتحقق حينئذ ما قال الله عز وجل بعد أن بين أن كل ما يصيب الإنسان إنما هو مسجل في كتاب: ﴿ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ﴾ [الحديد: 23]، فلا يجزع الإنسان عند المصائب، ولا يغتر بما يحقق من مكاسب، وإنما يصبر إن أصابته ضراء، فكان خيراً له، ويشكر إن أصابته سراء، فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن كما ورد في الحديث الشريف [1]. 2- عدم اليأس والقنوط: ولا يكون التسليم بالقدر إلا بعد أن يبذل الإنسان وسعه في سلوك الطرق المؤدية إلى الخير، وإذا لم يصل الإنسان إلى ما يهدف إليه فعليه أن يقول: " قدر الله وما شاء فعل " ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن "لو" تفتح عمل الشيطان " [2].
الروابط المفضلة الروابط المفضلة
قال عكرمة رحمه الله: " ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ، ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا ".