فوسطن به جمعا:توسطن جمعا من الكفار ففرقنه وهزمنه. ٥- فوسطن به جمعا. فتوسطن جموع الأعداء، ففرّقن صفوفهم، وشتتن شملهم. قال الآلوسي:والفاءات للدلالة على ترتيب ما بعد كل منها على ما قبله، فتوسط الجمع مترتب على الإثارة، المترتبة على العدو السريع. إن نظرة إلى جمال التعبير، وإقسام القرآن الكريم بالخيل المغيرة التي تصهل، وبالشرر الذي يتطاير من حوافرها، وبالإغارة في وقت الصباح الباكر، وبالغبار المتطاير من سرعة الجري، وبالوصول إلى وسط الجموع لتبديدها وتفريقها –كل ذلك ليلفت نظر المسلمين إلى أهمية الجهاد والغزو والكفاح، والإعجاب بحركة الخيل وعدوها، واقتحامها المعارك لتشتيت العدوّ وإصابته في الصميم. تفسير سورة العاديات. وقد ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة الحث على الجهاد وإعداد العدّة. قال تعالى:وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم... ( الأنفال:٦٠). وذلك يوجب علينا العناية بالخيل وبسائر الأسلحة اللازمة للحرب، فلا شيء يمنع الحرب أكثر من الاستعداد لها. الكنود:جحود النعم. ٦- إن الإنسان لربه لكنود. أي:وحق الخيل التي يعتلي صهوتها المجاهدون في سبيل الله، والتي تجري بهم في ساحات القتال، فيسمع صوت أنفاسها، والتي تظهر شرر النار من أثر صكّ حوافرها بالحجارة، والتي تغير على العدو وقت الصباح، فتثير الغبار وتمزق جموع الأعداء.
ورواه ابن أبي حاتم، من طريق جعفر بن الزبير - وهو متروك- فهذا إسناد ضعيف. وقد رواه ابن جرير أيضا من حديث حريز بن عثمان، عن حمزة بن هانئ، عن أبي أمامة موقوفا. وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ) قال قتادة وسفيان الثوري:وإن الله على ذلك لشهيد. ويحتمل أن يعود الضمير على الإنسان، قاله محمد بن كعب القرظي، فيكون تقديره:وإن الإنسان على كونه كنودا لشهيد، أي:بلسان حاله، أي:ظاهر ذلك عليه في أقواله وأفعاله، كما قال تعالى: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ [ التوبة:17] وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) أي:وإنه لحب الخير - وهو:المال- لشديد. وفيه مذهبان: أحدهما:أن المعنى:وإنه لشديد المحبة للمال. والثاني:وإنه لحريص بخيل؛ من محبة المال. وكلاهما صحيح. تفسير سورة العاديات تفسير ابن كثير - القران للجميع. ثم قال تعالى مُزَهِّدا في الدنيا، ومُرَغِّبًا في الآخرة، ومنبهًا على ما هو كائن بعد هذه الحال، وما يستقبله الإنسان من الأهوال: ( أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ) أي:أخرج ما فيها من الأموات. وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ( 10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ( 11) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ) قال ابن عباس وغيره:يعني أبرز وأظهر ما كانوا يسرون في نفوسهم، ( إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) أي:لعالم بجميع ما كانوا يصنعون ويعملون، مجازيهم عليه أوفر الجزاء، ولا يظلم مثقال ذرة.
قدحا - 2. فالمغيرات صبحا - 3. فأثرن به نقعا - 4. فوسطن به جمعا - 5. إن الانسان لربه لكنود - 6. وإنه على ذلك لشهيد - 7. وإنه لحب الخير لشديد - 8. أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور - 9. تفسير والعاديات ضبحا. وحصل ما في الصدور - 10. إن ربهم بهم يومئذ لخبير - 11. (بيان) تذكر السورة كفران الانسان لنعم ربه وحبه الشديد للخير عن علم منه به وهو حجة عليه وسيحاسب على ذلك. والسورة مدنية بشهادة ما في صدرها من الأقسام بمثل قوله: " والعاديات ضبحا " الخ الظاهر في خيل الغزاة المجاهدين على ما سيجئ، وإنما شرع الجهاد بعد الهجرة ويؤيد ذلك ما ورد من طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام أن السورة نزلت في علي عليه السلام وسريته في غزوة ذات السلاسل، ويؤيده أيضا بعض الروايات من طرق أهل السنة على ما نشير إليه في البحث الروائي التالي إن شاء الله. قوله تعالى: " والعاديات ضبحا " العاديات من العدو وهو الجري بسرعة والضبح صوت أنفاس الخيل عند عدوها وهو المعهود المعروف من الخيل وإن ادعي أنه يعرض لكثير من الحيوان غيرها، والمعنى أقسم بالخيل اللاتي يعدون يضبحن ضبحا. وقيل: المراد بها إبل الحاج في ارتفاعها بركبانها من الجمع إلى منى يوم النحر، وقيل: إبل الغزاة، وما في الآيات التالية من الصفات لا يلائم كون الإبل هو المراد بالعاديات.