َوتابع قائلًا فى إحدى تسجيلاته: "أما فريضة الصيام فقد أوضح لنا سبحانه وتعالي الحكمة من فرضها في قوله سبحانه وتعالي " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" ، أي أن الصيام قد فرض عليكم أيها المؤمنون كما فرض علي الأمم الأخرى لعلكم تنالون درجة التقوى التي هي من أعلي وأسمي الدرجات وأرفع المنازل وأعظمها، وبذلك تكونون ممن رضي الله عز وجل عنهم ورضوا عنه. واختتم أن العلماء قد أفاضوا في بيان فوائد الصيام، أنه يهذب الروح، ويساعد النفس علي الاستقامة والصفاء ، ويعين القلب علي التطهر والنقاء، لأن الصائم يكون أكثر مراقبة لله عز وجل، فالصيام زكاة للنفس ورياضة للجسم، وصفاء للقلب. برنامج(حديث الصيام)، يذاع عبر إذاعة القرآن الكريم، إعداد وتقديم محمدعبد الحق.
تاريخ النشر: الثلاثاء 20 شوال 1423 هـ - 24-12-2002 م التقييم: رقم الفتوى: 26396 8383 0 340 السؤال فلسفة الصيام في الإسلام؟ أريد الإجابة بالعربية الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الله تعالى شرع لعباده ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وسعادتهم في أخراهم، وقد امتحن عباده بما شرع لهم من العبادات والمعاملات، ليمحص بذلك من يعبد مولاه، ومن يتبع هواه، فمن امتثل شرعه ووقف عند حدوده بصدر منشرح، ونفس مطمئنة، نال الفوز والفلاح، ومن أخذ من ذلك ما يلائم رغبته، ويصادف هوى في نفسه، ونبذ ما سوى ذلك وراء ظهره خسر الدنيا والآخرة. وقد جعل من هذه العبادات ما يتعلق بعمل البدن كالصلاة، وما يتعلق ببذل المال، كالزكاة، وما يجمع بين هذين كالحج والجهاد، وجعل منها ما يستوجب كف النفس عن محبوباتها ومشتهياتها كالصيام. ولكل من هذه العبادات حكم بالغة، عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها أو تجاهلها. الحكمة من مشروعية الصيام | صقرمصر. ومن هذه العبادات الصيام، ومن حكمه وفوائده، أنه طاعة لله عز وجل يثاب عليها المؤمن ثوابا غير محدود فقد ورد في البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: إن في الجنة بابا يقال له: الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد.
والصوم يورث التقوى لما فيه من انكسار الشهوة وانقماع الهوى، يردع عن الأشر والبطر والفواحش، ويهون لذات الدنيا، يكسر شهوة البطن والفرج، فيكون معنى الآية فرضت عليكم الصيام، لتكونوا به من المتقين الذين أثنيت عليهم في كتابي، وإن الله عز وجل إنما فرض الصوم ليكون عاملاً مهماً في تحقيق التقوى في نفس المؤمن. ويذكر القرآن أن التقوى، هي ثمرة الصوم العظمى، فإن التزام المسلم بكل الأحكام والآداب المتعلقة بشهر رمضان، واجتهاده في التحلي بها، لا بد ستكون ثمرتُه التقوى، فالصوم يمنعه من الرفث والجهل وقول الزور، وسائر المعاصي، والصائم يجتهد في الصبر والصفح والكف عمّا وُجِّه نحوه من سب أو شتم أو اعتداء، ويُعينه على ذلك تذكّره لحقيقة أنه صائم، وفي ذلك وقايةٌ من مجاراة السفهاء والمعتدين، فالصيام مشروع لتكوين إنسان مثالي، تتمثل التقوى في شعوره وأخلاقه وسلوكه، وتتحقق ثمرة طبيعية للصيام، فحالة الصائم الذي إذا كان مخلصا فيه، فحتماً سوف تنتج منه ثمرة التقوى، بما يتناسب مع درجة صيامه وإخلاصه والتزامه. ومن تمام التقوى أن يدع الإنسان بعض الحلال مخافة الوقوع في الحرام، فالمؤمن التقي ورع لا يحوم حول الحمى، ولا يدنو من الشبهات، ويترك ما يريبه إلى ما لا يريبه، والصيام عبادة كتبها الله على المؤمنين، لغاية مقدسة كسائر الفروض والتشريعات، وهي تربية التقوى في نفس المؤمن.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يصومون فيقبلون، وينالون عظيم الأجر وحسن الخاتمة. إنه سميع مجيب. والله أعلم.
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يعتَكفُ في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ فلم يعتَكف عامًا فلمَّا كانَ في العامِ المقبلِ اعتَكفَ عشرينَ) [20]. (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ، وأَحْيَا لَيْلَهُ ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ) [21].
أما عن: هل تجوز مع قضاء أيام من رمضان (التشريك فى النية) فنقول: يرى الحنفية: أنه إذا كان الجمع فى المقاصد بأن نوى فرضا (أى قضاء أيام من رمضان) مع النفل (وهو ســتة أيام من شوال) فإن ذلك يجزئه عن الفرض ويبطل التطوع وهذا قول أبى يوسف وقال محمد: لا تجزئه عن المكتوبة ولا عن التطوع وقال الشافعية: من أفطر جميع رمضان كالمرضع فى آخر أيام الرضاع أو بعضه كالحائض مثلا وأرادت قضاء ما فاتها هل يتم لها تدارك ذلك أى الستة أيام مع قضاء ما عليها؟ قيل: يستحب لها قضاء ما فاتها من رمضان ثم صيام الأيام الستة؛ لأنه يستحب قضاء الصوم الراتب أولا وهذا هو المختار عندى. د. فتحى عثمان الفقى (عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف)
وفي الصيام تخليص للإنسان من رِق الشهوة والعبودية للمادة، وتربية عملية على ضبط الغرائز والسيطرة عليها، وإشعار للإنسان بأن الحريات مقيدة لخير الإنسان وخير الناس الذين يعيش معهم، هذا جهاد شاق يعود الصبر والتحمل، ويعلم قوة الإرادة ومضاء العزيمة. الصيام جنة والإنسان إذا تحرر من سلطان المادة اتخذ لنفسه جنة ـ بضم الجيم ـ قوية تحصنه ضد الأخطار التي ينجم أكثرها عن الانطلاق والاستسلام للغرائز والأهواء ،يقول النبي صلى الله عليه وسلم (الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم إني صائم) رواه البخاري ومسلم. والصائم الذي يمتنع عن المحرمات وعن الحلال الذي تدعو له الشهوة إنسان عزيز كريم، يشعر بآدميته وبامتيازه عن الحيوانات التي تسيرها الغرائز. والصيام أيضا يعود التواضع وخفض الجناح ولين الجانب، إن الصيام إلى جانب ما فيه من صحة النفس فيه صحة بدنية أسهب المختصون في بيانها وتأكيد آثارها الطيبة، ففي الحديث: "صوموا تصحوا"رواه الطبراني عن رواة ثقات، والصوم يعود النظام والتحري والدقة، وذلك بالتزام الإمساك عند وقت معين وحرمة الإفطار قبل حلول موعده، قال تعالى:( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم أتموا الصيام الى الليل).