وهو يمدح هارون الرشيد أنه لو كان بعد النبي ولي يوحى إليه لكان هارون: ففي جميع دواوين الشعر العربي على مر العصور 11/ 492: (العصر العباسي >> أبو تمام >> هارونُ يا خيرَ منْ يرجى هارونُ يا خيرَ منْ يرجى رقم القصيدة: 15924 ----------------------------------- لمْ يطعْ اللهَ منْ عصاكا لَوْ كانَ بَعْدَ النَّبيَّ وَحْيٌ إلى وليٍّ لكنتَ ذاكا 11 - قلت: كما نقلها البعض عن الغزالي الصوفي!!!! قلت: وكل هذه الأقوال -بخلاف عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإبراهيم ابن النبي رضي الله عنه- هي من قبيل الغلو وإن لم ينكره كثير من العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن كثير وغيرهم من الأئمة ومن المعاصرين الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين فأقوالهم مخالفة للدليل لحديث: (لو كان بعدي نبي لكان عمر). والحديث المرفوع حكما: عن عبدالله بن أبي أوفى ولو قضي أن يكون بعد محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبي, لعاش ابنه, ولكن لا نبي بعده) رواه البخاري في "صحيحه" وعن أنس قال: (رحمة الله على إبراهيم, لو عاش, كان صديقاً نبياً). والنبي عليه الصلاة والسلام معصوم ومسدد بالوحي فلا يؤخذ مثل هذا إلا عن النبي عليه الصلاة والسلام.
مصعب بن سعيد أبو خيثمة: وهو صدوق يخطئ، له مناكير، ويدلس. ومتنه شاذ غير محفوظ. أما الحديث الثاني: فقد أخرجه الترمذي بسنده عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب". قال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مشرح بن هاعان. والحديث فيه مقال وكلام بين أهل العلم، منهم من ضعفه كالإمام أحمد وغيره([5])، ومنهم من حسنه. ([6]) ثانيًا: على فرض صحة الحديث، فإن فيه فضيلة ظاهرة لعمر رضي الله عنه، وقد كان لعُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضي الله عنه فَضائلُ ومناقِبُ كثيرةٌ في الإسلامِ، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لو كان نَبِيٌّ بعدي"، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ النُّبوَّةَ قد خُتِمَتْ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأنَّه آخِرُ الأنبياءِ، أما قوله: "لكان عُمَرَ بنَ الخطَّابِ"، أي: لكان أَوْلى النَّاس بها عُمَرُ؛ لِما كان له مِن عظيمِ فضلٍ وقوَّةٍ في الحقِّ، وفِقْهٍ بمُرادِ الشَّارعِ؛ فقد ثبَت عنه رضي الله عنه: أنَّه قد وافَق القُرآنَ في أكثرَ مِن مرَّةٍ، وله مِن الفضائلِ غيرها الكثيرُ. ولا يستلزم أن يكون أفضل من أبي بكر رضي الله عنه، يقول اللكهنوي نقلا عن الخان: "ومضافاً إلى سخافة مضمون هذه الجملة وركاكتها، والتي لا يمكن إطلاق لفظ الحديث عليها، فإنّه يُبطل ترتيب هذه الطائفة لفضل الخلفاء، إلاّ أن يختلقوا لأبي بكر: (لو كان فيهما الهة لكان فلان)"([7]).
2 ـ إنه جاء مع الحجاج إلى مكة ونصب المنجنيق على الكعبة. 3 ـ إنّه روى عن عقبة أحاديث لا يتابع عليها. ولا ريب أن هذا الحديث منها، إذ لم يعرف إلاّ منه كما عرفت من عبارة الترمذي. ثم إنّ الراوي عنه هو: بكر بن عمرو، وقد قال الدارقطني والحاكم: «ينظر في أمره»(4) بل قال ابن القطّان: «لا نعلم عدالته»(5). وفي (مقدمة فتح الباري) في الفصل التاسع، في أسماء من طعن فيه من رجال البخاري: «بكر بن عمرو المعافري المصري». ثمّ إنّ بعض الوضّاعين قلب لفظ هذا الحديث المفترى إلى لفظ: «لو لم أبعث فيكم لبعث عمر». وقد رواه ابن الجوزي بنفس سند اللّفظ الأوّل في (الموضوعات) ونصّ على أنّه لا يصح(6) كما نصّ الذهبي على كونه مقلوباً منكراً(7). وبعضهم وضعه بلفظ: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لعمر بن الخطّاب: لو كان بعدي نبي لكنته» رواه المتقي الهندي في الكنز وقال: رواه الخطيب وابن عساكر وقالا: منكر(8). (1) صحيح الترمذي 5 / 578 باب مناقب عمر. (2) الموضوعات ـ باب مناقب عمر 1 / 320. (3) ميزان الاعتدال ـ ترجمة مشرح بن هاعان 4 / 117. (4) تهذيب التهذيب 1 / 426، ميزان الاعتدال 1 / 347. (5) تهذيب التهذيب 1 / 426. (6) الموضوعات: 1 / 320.
(3) ميزان الاعتدال ـ ترجمة مشرح بن هاعان 4 / 117. (4) تهذيب التهذيب 1 / 426، ميزان الاعتدال 1 / 347. (5) تهذيب التهذيب 1 / 426. (6) الموضوعات: 1 / 320. (7) ميزان الاعتدال ـ ترجمة رشدين بن سعد المهري 2 / 49. (8) كنز العمال 12 / 597.
انتهى كلام الالباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم 220.