هذا هو العالم الذي تمدحه الآية، وتقرر أنه لا يستوي مع غيره {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}. قال سيد قطب، رحمه الله، في تفسير الآية: " هذا هو الطريق إلى العلم الحقيقي والمعرفة المستنيرة. هذا هو: القنوت لله، وحساسية القلب، واستشعار الحذر من الآخرة، والتطلع إلى رحمة الله وفضله، ومراقبة الله، هذه المراقبة الواجفة الخاشعة. هذا هو الطريق. ومن ثم يدرك اللب ويعرف، وينتفع بما يرى ويسمع وما يجرب، وينتهي إلى الحقائق الكبرى الثابتة، من وراء المشاهدات الصغيرة. فأما الذين يقفون عند حدود التجارب المفردة، والمشاهدات الظاهرة، فهم جامعو معلومات وليسوا بالعلماء ". Books موسوعة هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون الصيام - Noor Library. المراد بالعلماء في الآية إذن هم القانتون العاملون، وغيرهم ليسوا علماء ولا قانتين ولا عاملين، وإنما هم جهلاء لا يعلمون. وقال الإِمام الزمخشري: " وأراد بالذين يعلمون: العاملين من علماء الديانة، كأنه جعل من لا يعمل غير عالم. وفيه ازدراءٌ عظيمٌ بالذين يقتنون العلوم ثم لا يقنتون، ويقتنون ثم يفتنون بالدنيا، فهم عند الله جهلة، حيث جعل القانتين هم العلماء ". الدعاء
في رحاب قوله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} Submitted by editor on Wed, 09/26/2018 - 08:30 الأربعاء, September 26, 2018 قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ}. كثيراً ما يستشهدون بهذه الآية على تمجيد العلماء، والثناء عليهم والإِشادة بهم، ولو كانوا من علماء الطبيعة والمادة والعلوم والاختراعات والاكتشافات، ولو كانوا كافرين بربهم، عاصين له محاربين لأوليائه ودينه. كثيراً ما حرَّف بعض المسلمين معنى هذه الآية، وخرجوا منها بفهم سقيم خاطئ. تفسير: (وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية). فتجدهم يتحدثون عن فضل العلم والعلماء مطلقاً، ويرغبون في العلم مجرداً، ويمدحون العلماء أياً كانوا. وسرعان ما تسمعهم يقولون: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}. الآية لا تتحدث عن العلم المجرد، ولا عن العلماء بإطلاق. الآية تتحدث عن طائفةٍ خاصةٍ من العلماء، ومجموعةٍ مباركةٍ منهم، وتعرض لسمات هؤلاء، وتبين صفاتهم.
فسواء أقروا، أو لم يقروا عند الصحابة أن الرسول حق فإن الله تعالى عالم بهم.. اهـ [2]. وقال ابن كثير في تفسيرها: قال أبو العالية: يعني ما أسروا من كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وتكذيبهم به، وهو يجدونه مكتوبًا عندهم. وكذا قال قتادة. وقال الحسن: ﴿ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ ﴾ قال: كان ما أسروا أنهم كانوا إذا تولوا عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وخلا بعضهم إلى بعض، تناهوا أن يخبر أحد منهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بما فتح الله عليهم مما في كتابهم، خشيةَ أن يحاجهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بما في كتابهم عند ربهم. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الزمر - الآية 9. ﴿ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ يعني: حين قالوا لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: آمنا. وكذا قال أبو العالية، والربيع، وقتادة. اهـ [3]. [1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبدالرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق( 1 /170). [2] تفسير العلامة محمد العثيمين -مصدر الكتاب: موقع العلامة العثيمين (3 / 185). [3] تفسير القرآن العظيم لأبن كثير- الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع( 1 / 310).
إنما يتذكر أولو الألباب " أي أصحاب العقول من المؤمنين
المواضيع الأخيرة المتواجدون الآن ؟ ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً:: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر لا أحد أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 100 بتاريخ الأربعاء يوليو 31, 2019 3:43 am احصائيات هذا المنتدى يتوفر على 485 عُضو. آخر عُضو مُسجل هو Lazali فمرحباً به.