خالد التيجاني: الديون باتت تخضع لتقدير من لهم مصلحة في إنقاذ اقتصاد البلد وأشارت إلى أن ذلك يضع على الأقل 19 مليار دولار من إعفاءات الديون في خطر، منها ما هو لدول نادي باريس، والمبلغ ذاته لدول من خارج النادي مثل الكويت والسعودية والصين. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس الأسبوع الماضي إن "واشنطن عقلت بالفعل تمويلات للسودان بمقدار 700 مليون دولار". أثر الديون الخارجية على الاقتصاد السوداني (1992-2010 م). وسابقا بذلت واشنطن جهودا في تخفيف الديون الخارجية التي تثقل كاهل الخرطوم، من خلال قرض تجسيري لتسوية 1. 2 مليار دولار متأخرات مستحقة على السودان للبنك الدولي في يناير الماضي. والبلد الفقير يئن تحت ديونه منذ عقود، وتشكل القروض التي تخلف عن سدادها للقطاع الخاص جزءا صغيرا من ذلك العبء. وتشير التقديرات إلى أن ديون السودان تبلغ حوالي 60 مليار دولار تمثل فيها الفوائد قرابة 28 مليار دولار، التي تخلفت الخرطوم عن سدادها منذ وقت طويل. وكان ستوارت كالفيرهاوس رئيس أبحاث الديون السيادية والدخل الثابت في مؤسسة إكسوتكس قد قال في مذكرة نشرت في 2019، حينما بدأ الحديث عن إمكانية مساعدة الخرطوم من قبل المانحين الدوليين على نفض غبار الديون، إن "الدين العام الخارجي للسودان يبلغ حوالي 51 مليار دولار".
القاهرة (رويترز) - يسعى السودان لتخفيف ديونه الخارجية التي تتجاوز 50 مليار دولار خلال اجتماع للدائنين في باريس يستهدف دفع هذه العملية إلى الأمام. شعار صندوق النقد الدولي في صورة من أرشيف رويترز. تخفيف الديون خطوة ضرورية للسودان، الذي يقع في منطقة مضطربة بين القرن الإفريقي وشمال إفريقيا، بينما يحاول التعافي من أزمة اقتصادية عميقة والعودة إلى الاقتصاد العالمي بعد عقود من العزلة. ما حجم الديون القائمة؟ بلغ إجمالي ديون السودان 50 مليار دولار على الأقل بنهاية 2019، وفقا لصندوق النقد الدولي. ومازال البلد يعمل مع دائنيه لتسوية ديونه حتى نهاية العام الماضي، ويقول المسؤولون إن الإجمالي النهائي ربما يصل إلى 60 مليار دولار. بحسب صندوق النقد، هناك 5. 6 مليار دولار مستحقة لمنظمات متعددة الأطراف مثل الصندوق والبنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية. وهناك أيضا ما يقدر بنحو 19 مليار دولار مستحقة لدائني نادي باريس، أكبرها لفرنسا والنمسا والولايات المتحدة. ثمة كذلك مبلغ مماثل مستحق لدول غير أعضاء في نادي باريس، منها الكويت، أكبر دائن للسودان بقيمة 9. العراق يفوز برئاسة اللجنة الدائمة للإعلام بجامعة الدول العربية | شبكة الاعلام العراقي. 8 مليار دولار، والسعودية والصين.
ورفعت واشنطن في 6 أكتوبر 2017، عقوبات اقتصادية وحظرا تجاريا كان مفروضا على البلاد منذ العام 1997، لكنها تستمر منذ 1993 بإدراج اسمه ضمن قائمة "الدول الراعية للإرهاب". تقول الصحفية الاقتصادية شادية عربي (سودانية)، إن عدم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، يقف حجر عثرة أمام حل قضية الديون الخارجية في الوقت الراهن. وتؤكد "عربي" ، أن بلادها نفذت كافة الاشتراطات الاقتصادية المطلوبة للاستفادة من مبادرة "الهيبك". ومبادرة "الهيبك"، اتفاق بين كافة جهات الإقراض الدولية الرئيسية، على منح فرصة بداية جديدة للبلدان التي تكافح لتجد مخرجاً من خلاله، تستطيع أن تتكيف مع أعباء ديونها التي تثقل كاهلها. وأوضحت أن السودان في الفترة من الأعوام 2000 – 2007 حقق "استقراراً اقتصادياً مع تطبيقه لسياسة التحرير الاقتصادي منذ 1992، وهذه الشروط تؤهله للاستفادة من مبادرة الهيبك". ديون السودان... العقبة التي قوّضت نمو الاقتصاد. وعن إمكانية أن تحقق الحكومة الانتقالية إحداث أية مؤشرات إيجابية في قضية الديون، أكدت "عربي" على أهمية "الاستمرار في سياسات الإصلاح الاقتصادي مع بذل جهود مع الولايات المتحدة في إزالة اسم البلاد من قائمة الإرهاب". ونهاية الشهر الماضي، قال المتحدث باسم "مجلس السيادة" السوداني، محمد الفكي، إن الخرطوم لن تقدم أية تنازلات مقابل رفع الولايات المتحدة اسم السودان من قائمة الدول التي تتهمها برعاية الإرهاب.
وإلى جانب ذلك، يعتقد محللون أن الأوضاع الاقتصادية العالمية جراء جائحة مرض كوفيد-19 قد يؤثر على تفاعل المجتمع الدولي مع احتياجات السودان العاجلة، لكن كل ذلك لم يمنع الحكومة الانتقالية من عقد آمال في تعاون مختلف في العلاقات الخارجية، وأن يحقق المؤتمر أهدافه. رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك مخاطباً اجتماع مجموعة أصدقاء السودان في الخرطوم ديسمبر 2019 (أ. ف. ب) وحسب ما هو مخطط فإن المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية تحضره دول عديدة ومنظمات دولية وإقليمية، ما يعد احتفاء رسميا بعودة السودان بشكل جديد إلى المنظومة الدولية بعد قطيعة وحصار اقتصادي منهك. وتأمل الخرطوم في دعم المؤتمر لعوامل الاستقرار السياسي والانتقال الديمقراطي، وتشجيع المستثمر الأجنبي للعودة إلى السودان وذلك من خلال المنتدى المخصص للدعم الاقتصادي، بجانب التحضير لعملية الإعفاء من الديون والتي ستمكن السودان من الوصول إلى تمويلات المؤسسات الدولية، والسيطرة على تردي الأوضاع المعيشية وحالة الاستياء والإحباط التي بدأت تسود إزاء هذه الأوضاع حسب دراسات اتجاهات الرأي العام المحلية التي أجريت مؤخرا. مؤتمر باريس استمرار للقاءات سابقة بعدما تم رفع اسم السودان من قائمة رعاة الإرهاب وتم التوصل لاتفاق أولي مع الصندوق والبنك الدوليين ومن المقرر أن يخاطب المؤتمر رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، وينتظر أن يشهد المؤتمر ثلاث فعاليات أساسية- سياسية واقتصادية وأخرى ثقافية- تعكس أنشطة ودور المجتمع المدني والمرأة والشباب.
تغطية صحفية نفيسة الطاهر وإيدن لويس; إعداد محمد فرج للنشرة العربية; تحرير أحمد إلهامي for-phone-only for-tablet-portrait-up for-tablet-landscape-up for-desktop-up for-wide-desktop-up