والحديث صححه الألباني في "صحيح ابن ماجه"، وشعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند. ولفظ أحمد: " فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد كنت أكرهها منكم، فقولوا: ما شاء الله ثم شاء محمد) ". قال الخطابي رحمه الله: " وذلك أن الواو حرف الجمع والتشريك، وثُم حرف النسق بشرط التراخي، فأرشدهم إلى الأدب في تقديم مشيئة الله سبحانه على مشيئة من سواه" انتهى من "معالم السنن" (4/ 131). وقال الشيخ سليمان بن عبد الوهاب رحمه الله: "فإن قلت: قد ذكر النحاة أن " ثم " تقتضي اشتراك المعطوف والمعطوف عليه في الحكم، كالواو، فلم جاز ذلك بثم، ومنع منه الواو. قيل: النهي عن ذلك إنما هو إذا أتى بصورة التشريك جميعًا، وهذا لا يحصل إلا بالواو، بخلاف " ثم "، فإنها لا تقتضي الجمع، إنما تقتضي الترتيب، فإذا أتى بها زالت صورة التشريك والجمع في اللفظ. وأما المعنى، فلله تعالى ما يُختص به من المشيئة، وللمخلوق ما يختص به " انتهى باختصار من" تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد " (519-520) فالحديث لم ينف مشيئة العبد، ولا أن يُعلق عليها التصرف، لكن نهى عن الاقتران اللفظي بحرف الواو التي تفيد الجمع، وتوهم أن مشيئة العبد مساوية لمشيئة الله. ثانيا: حكم تعليق الأمر على مشيئة العبد مفردة لا حرج في تعليق الأمر على مشيئة العبد مفردة، كأن يقول: إن شئت، أو إن شاء فلان، أو ما شاء فلان؛ إذ لا محذور في هذا.
وذلك لما له تعالى في ذلك من الحكمة البالغة ، والحجة الدامغة. قال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة: قوله: ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) يقول: سبيلا وسنة ، والسنن مختلفة: هي في التوراة شريعة ، وفي الإنجيل شريعة ، وفي الفرقان شريعة ، يحل الله فيها ما يشاء ، ويحرم ما يشاء ، ليعلم من يطيعه ممن يعصيه ، والدين الذي لا يقبل الله غيره: التوحيد والإخلاص لله ، الذي جاءت به الرسل. وقيل: المخاطب بهذا هذه الأمة ، ومعناه: ( لكل جعلنا) القرآن ( منكم) أيتها الأمة ( شرعة ومنهاجا) أي: هو لكم كلكم ، تقتدون به. وحذف الضمير المنصوب في قوله: ( لكل جعلنا منكم) أي: جعلناه ، يعني القرآن ، ( شرعة ومنهاجا) أي: سبيلا إلى المقاصد الصحيحة ، وسنة ؛ أي: طريقا ومسلكا واضحا بينا. هذا مضمون ما حكاه ابن جرير عن مجاهد رحمه الله ، والصحيح القول الأول ، ويدل على ذلك قوله تعالى: ( ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) فلو كان هذا خطابا لهذه الأمة لما صح أن يقول: ( ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) وهم أمة واحدة ، ولكن هذا خطاب لجميع الأمم ، وإخبار عن قدرته تعالى العظيمة التي لو شاء لجمع الناس كلهم على دين واحد وشريعة واحدة ، لا ينسخ شيء منها.
هوايل ماشاء الله عليها - YouTube