شرح حديث إذا لم تستحي فاصنع ما شئت شرح الأربعين النووية والتتمة الرجبية للشيخ مصطفى أبو سيف - YouTube
واتفقَ كلامُ الأنبياء عليهم السلام على استحسان الحياء؛ فما مِنْ نَبِيٍّ إلاَّ نَدَبَ إليه، وحَثَّ عليه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ؛ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» رواه البخاري. أي: مِمَّا بلَغَ الناسَ من كلام الأنبياء المُتقدِّمين؛ أنَّ الحياء هو المانِعُ عن اقترافِ القبائح، ومَنْهِيَّاتِ الشرع، ومُسْتَهْجَناتِ العقل. وهذا أمرٌ، بمعنى التهديد والوعيد؛ كقوله تعالى: ﴿ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [فصلت: 40]. والمراد: إذا لم يكن لكَ حياءٌ؛ فاعملْ ما شِئْتَ، فإنَّ الله يُجازيك عليه. إذا لم تستحي فاصنع ما شئت | موقع البطاقة الدعوي. وقولِه تعالى: ﴿ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ ﴾ [الزمر: 15]. وكثرةُ الذنوبِ تُضعِفُ الحياءَ، وربما انسلخ الإنسانُ من الحياء بالكلية، حتى لا يتأثر بِعِلم الناسِ بسوء حاله، ولا باطِّلاعهم عليه، بل كثير منهم يُخبِر عن حاله، وقُبحِ ما يفعل، والحامِلُ له على ذلك: انسلاخه من الحياء، وإذا وصل العبدُ إلى هذه الحالة، لم يبقَ في صلاحِه مَطْمَعٌ، فمَنْ لا يستحي صَنَعَ ما يشتهي. وقد جعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم الحياءَ من الإيمان؛ عندما مَرَّ رَجُلٍ، وَهْوَ يُعَاتَبُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، يَقُولُ: إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي، حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ أَضَرَّ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «دَعْهُ؛ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ» رواه البخاري.