وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13) ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق قد مضى في " البقرة " القول في الرعد والبرق والصواعق فلا معنى للإعادة; والمراد بالآية بيان كمال قدرته; وأن تأخير العقوبة ليس عن عجز; أي يريكم البرق في السماء خوفا للمسافر; فإنه يخاف أذاه لما يناله من المطر والهول والصواعق; قال الله تعالى: أذى من مطر وطمعا للحاضر أن يكون عقبه مطر وخصب; قال معناه قتادة ومجاهد وغيرهما. وقال الحسن: خوفا من صواعق البرق ، وطمعا في غيثه المزيل للقحط. وينشئ السحاب الثقال قال مجاهد: أي بالماء. ويسبح الرعد بحمده من قال إن الرعد صوت السحاب فيجوز أن يسبح الرعد بدليل خلق الحياة فيه; ودليل صحة هذا القول قوله: والملائكة من خيفته فلو كان الرعد ملكا لدخل في جملة الملائكة. ومن قال إنه ملك قال: معنى. من خيفته من خيفة الله; قاله الطبري وغيره. قال ابن عباس: إن الملائكة خائفون من الله ليس كخوف ابن آدم; لا يعرف واحدهم من على يمينه ومن على يساره ، لا يشغلهم عن عبادة الله طعام ولا شراب; وعنه قال: الرعد ملك يسوق السحاب ، وإن بخار الماء لفي نقرة إبهامه ، وإنه موكل بالسحاب يصرفه حيث يؤمر ، وإنه يسبح الله; فإذا سبح الرعد لم يبق ملك في السماء إلا رفع صوته بالتسبيح ، فعندها ينزل القطر ، وعنه أيضا كان إذا سمع صوت الرعد قال: سبحان الذي سبحت له.
دُعَاءُ الرَّعْدِ أي: الدعاء الذي يقال عند وقوع الرعد. - (( سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، والـمَلائِكَةُ مِنْ خِيْفَتِهِ)) ( [1]). كان عبدالله بن الزبير رضى الله عنهما إذا سمع الرعد ترك الحديث؛ وقال: سبحان الذي يُسَبح" الرعد بِحَمْدِهِ وَالـْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ " 2]). أي: إنه إذا سمع صوت الرعد ترك الكلام مع الآخرين، وتلا الآية. قال علي وابن عباس وأكثر المفسرين: (( الرعد)) اسم ملك يسوق السحاب. وجاء عن عبدالله بن عباس رضى الله عنهما أنه قال: أتت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه عن الرعد ما هو؟ قال: (( ملك من الملائكة موكل بالسحاب، معه مخاريق من نور، يسوق بها السحاب حيث شاءالله تعالى)) ، قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: (( زجرة السحاب، يزجره إلى حيث أمره)) ، قالوا: صدقت ( [3]). ( [1]) الموطأ (2/992) ، وقال الألباني: صحيح الإسناد موقوفاً. (ق). ( [2]) سورة الرعد, الآية: 13. ( [3]) رواه أحمد (1/274) ، والترمذي برقم (3117) ، وصححه الألباني، انظر: الصحيحة برقم (1872). (م).
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا سمع صوت الرعد قال: «اللهُم لا تقتلنا بغضبك ولاتُهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك»، سُبحان الذي يُسبح الرعد بحمده والملائكة من خِيفته اللهم صيبًا نافعًا اللهم سقيًا رحمة لا سقيًا عذاب اللهم أعطى كل إنسان مراده اللهم أرح قلوبنا واشفي مرضانا وارحم أمواتنا اللهم آمين ياارب العالمين. دعاء الرعد والبرق وجاءت الكثير من الادعية النبوية الصحيحة حول ظاهرتي الرعد والبرق، حيث جاء عن النبى صلى الله عليه وسلم، قال: «الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب والصوت الذي يسمع منه زجره السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمره»، وعن ابن عباس رضى الله عنه: «الرعد ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله». وعن أدعية الرعد عن عبد الله بن الزبير- رضي الله عنه - موقوفًا عليه أنه كان إذا سمع صوت الرعد ترك الحديث، وقال:«سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته»، ثم يقول: «إن هذا الوعيد شديد لأهل الأرض»، رواه البخاري.