[٣] وقد بيّن -سبحانه- لهم في الآيات بأسلوب تهديدي أنّه مهّد لهم الأرض، وهيّأ لهم فيها أسباب الرّزق، فإذا أصرّوا على كفرهم فإنّهم لا يأمنون أن يخسفها بهم، أو يُرسل حاصبًا من الرّيح فيهلكهم. سورة الملك – موسوعة قرآن كريم تلاوة – كلمات معاني السور. [٤] منتصف السورة ثمّ أكّد ذلك التخويف بضرب المثال والدّليل، وذكر المثال في ما فعله بمن أصرّ على الكفر قبلهم، وذكر الدّليل بالطّير كيف يمسكها فوقهم، ثمّ ذكر أنّه إن أراد عذابهم، فإنّه لا ينجيهم منه ما يملكون من قوّة وجند. [٤] وإنّ أمسك رزقه فإنّه لا يرزقهم ما يتّخذون من آلهة، ثمّ ذكر أنّهم يعلمون ذلك ولكنهم يلجّون في عتوّ ونفور، وأيّد ما ذكره من وضوح أمرهم بتمثيل حالهم بمن يمشي تائهاً مكباً على وجهه، وتمثيل حال المؤمنين بمن يمشي سويّا على صراط مستقيم.. [٤] ثم عاد السّياق إلى ذكر الدليل، فذكر أنه -سبحانه- هو الذي أنشأهم وجعل لهم السّمع والأبصار والأفئدة، وأنّه هو الذي ذرأهم في الأرض وإليه يحشرون، ثمّ ذكر أنّهم يقولون على سبيل الاستهزاء والسّخرية: متى هذا الوعد بالعذاب؟. وأمر الله -تعالى- رسول الله أنّ يجيبهم بأنّ العلم هو علم الله، وليس عليه إلّا أن ينذرهم به، وبأنّه سيأتي اليوم الذي يستهزؤون به وسيقع عليهم العذاب، ويقال لهم بصيغة توبيخية: (هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ)، أي تطلبون، ثمّ أمره أن يخبرهم بأنه إن مات هو ومن معه أو تأخّر أجلهم، فإنه لا بد من عذابهم ولا أحد يجيرهم منه.
وقوله: (أأمنتم من في السّماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور (16) معنى تمور تدور. وقوله: (أم أمنتم من في السّماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير (17) أي كما أرسل على قوم لوط الحجارة التي حصبتهم. وقوله: (أولم يروا إلى الطّير فوقهم صافّات ويقبضن ما يمسكهنّ إلّا الرّحمن إنّه بكلّ شيء بصير (19) بين لهم بخلق السّماوات والأرضين ما دلّهم على توحيده، وبين لهم بتسخير الطير في جو السماء صافات أجنحتهنّ وقابضاتها. (ما يمسكهنّ إلّا الرّحمن) بقدرته. (أفمن يمشي مكبّا على وجهه أهدى أمّن يمشي سويّا على صراط مستقيم (22) أعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن المؤمن سالك الطريقة المستقيمة، وأن الكافر في ضلالته بمنزلة الذي يمشي مكبّا على وجهه. وجاء في التفسير أن الكافر يمشي على وجهه في الآخرة. سُورة المُلك - معاني الكلمات + فضل السورة - YouTube. وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف يمشون على وجوههم؟ فقال: الذي مشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم. وقوله: (فلمّا رأوه زلفة سيئت وجوه الّذين كفروا وقيل هذا الّذي كنتم به تدّعون (27) وقرئت " سيئت " بإشمام السين الضّمّ، ويجوز " سيت " على طرح الهمزة، وإلقاء الحركة على الياء. [معاني القرآن: 5/200] والمعنى فلما رأوا العذاب زلفة، أي قريبا، سيت وجوه الذين كفروا.
[٨] قال -تعالى-: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ) ، [٩] قال ابن عباس إنَّها نزلت في المشركين الذين كانوا ينالون من الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويخفضون أصواتهم حتى لا يسمعهم إله محمد، فنزلت هذه الآيات. [١٠] ملخص المقال: إن سورة الملك من السور المكية التي تحثّ العبد على التفكّر والتدبر، وسمّيت بالمنجية والواقية وغيرها من الأسماء؛ لأنها تُنجي صاحبها من عذاب القبر، وقد تحدّثت السورة عن عظيم ملك الله وقدرته، وإبداعه في الخلق، وحثّت الناس على التفكّر في خلق الله، ودعت إلى الإيمان بالخالق -سبحانه-. المراجع ^ أ ب ت ث جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور ، صفحة 71. بتصرّف. ^ أ ب الخطيب الشربيني، السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير ، صفحة 336. بتصرّف. ↑ سورة الملك، آية:1 ^ أ ب ت ث ابن عاشور، التحرير والتنوير ، صفحة 5. بتصرّف. معاني كلمات سورة الملك. ↑ محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط ، صفحة 6. بتصرّف. ^ أ ب أحمد المراغي، تفسير المراغي ، صفحة 3، 26. بتصرّف. ↑ سورة الملك، آية:28 ↑ محمد الهرري، حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن ، صفحة 10. بتصرّف. ↑ سورة الملك، آية:13 ↑ الواحدي، أسباب النزول ، صفحة 442.
رقم الآية الكلمة المعنى رقم السورة اسم السورة 1 تبارك الذي تعالى و تمجّد أو تكاثر خَيْره 67 الملك 1 بيده الملك له الأمر و النّهي و السلطان 67 الملك 2 خلق الموت أوْدَه.