بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا. وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا. وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا. وَالسَّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا. وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا. وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. والشمس وضحاها - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}. البسملة تقدم الكلام عليها. { َالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} أقسم الله تعإلى بالشمس وضحاها، وهو ضوءها لما في ذلك من الآيات العظيمة الدالة على كمال قدرة الله سبحانه وتعإلى، وكمال علمه ورحمته. فإن في هذه الشمس من الآيات ما لا يدركه بعض الناس، فإذا طلعت الشمس فكم توفر على العالم من طاقة كهربائية؟ توفر آلاف الملايين، لأنهم يستغنون بها عن هذه الطاقة، وكم يحصل للأرض من حرارتها، من نضج الثمار، وطيب الأشجار، ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، ويحصل فيها فوائد كثيرة لا أستطيع أن أعدها؛ لأن غالبها يتعلق في علم الفلك وعلم الأرض والجيولوجيا لكنها من آيات الله العظيمة. { وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}. قيل: إذا تلاها في السير. وقيل: إذا تلاها في الإضاءة، ومادامت الآية تحتمل هذا وهذا فإن القاعدة في علم التفسير أن الآية إذا احتملت معنيين لا تعارض بينهما وجب الأخذ بهما جميعاً، لأن الأخذ بالمعنيين جميعاً أوسع للمعنى.
[ ص: 448] [ ص: 449] [ ص: 450] [ ص: 451] بسم الله الرحمن الرحيم القول في تأويل قوله تعالى جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: ( والشمس وضحاها ( 1) والقمر إذا تلاها ( 2) والنهار إذا جلاها ( 3) والليل إذا يغشاها ( 4) والسماء وما بناها ( 5) والأرض وما طحاها ( 6) ونفس وما سواها ( 7) فألهمها فجورها وتقواها ( 8)). قوله: ( والشمس وضحاها) قسم أقسم ربنا تعالى ذكره بالشمس وضحاها; ومعنى الكلام: أقسم بالشمس ، وبضحى الشمس. واختلف أهل التأويل في معنى قوله: ( وضحاها) فقال بعضهم: معنى ذلك: والشمس والنهار ، وكان يقول: الضحى: هو النهار كله. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( والشمس وضحاها) قال: هذا النهار. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الشمس. وقال آخرون: معنى ذلك: وضوئها. حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله: ( والشمس وضحاها) قال: ضوئها. والصواب من القول في ذلك أن يقال: أقسم جل ثناؤه بالشمس ونهارها; لأن ضوء الشمس الظاهرة هو النهار. [ ص: 452] وقوله: ( والقمر إذا تلاها) يقول تعالى ذكره: والقمر إذا تبع الشمس ، وذلك في النصف الأول من الشهر ، إذا غربت الشمس ، تلاها القمر طالعا.
سورة الشمس والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها - YouTube
( الشَّمْسِ): اسمٌ مجرور بالواو وعلامة جرّه الكسرة. وَضُحَاهَا: ( الواو): حرفُ عطفٍ مبني على الفتح. ( ضُحَى): اسمٌ معطوف على الشّمس مجرور وعلامة جرّه المُقدّرة على الألف للتّعذّر، وهو مُضاف، و( الهاء): ضميرٌ مُتّصل مبني على السّكون في محلّ جرّ بالإضافة. وَالْقَمَرِ: ( الواو): حرفُ عطفٍ مبني على الفتح. ( الْقَمَرِ): اسمٌ معطوف على الشَّمْسِ مجرور وعلامة جرّه الكسرة. إِذَا: ظرفُ زمانٍ مبني على السّكون. تَلَاهَا: ( تَلَى): فعلٌ ماضٍ مبني على الفتح المُقدّر على الألف للتّعذّر، و( الفاعل): ضميرٌ مُستتر تقديره هو، والجُملة الفعليّة في محلّ جرّ بالإضافة، و( ها): ضميرٌ مُتّصل مبني على السّكون في محلّ نصب مفعول به. وَالنَّهَارِ: ( الواو): حرفُ عطفٍ مبني على الفتح. ( النَّهَارِ): اسمٌ معطوف على الشَّمْسِ مجرور وعلامة جرّه الكسرة. جَلَّاهَا: ( جَلَّى): فعلٌ ماضٍ مبني على الفتح المُقدّر على الألف للتّعذّر، و( الفاعل): ضميرٌ مُستتر تقديره هو، والجُملة الفعليّة في محلّ جرّ بالإضافة، و( ها): ضميرٌ مُتّصل مبني على السّكون في محلّ نصب مفعول به. سورة الشمس بالتفسير - القران الكريم. وَاللَّيْلِ: ( الواو): حرفُ عطفٍ مبني على الفتح. ( اللَّيْلِ): اسمٌ معطوف على الشَّمْسِ مجرور وعلامة جرّه الكسرة.
حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( فألهمها فجورها وتقواها): فبين لها فجورها وتقواها. وحدثت عن الحسين ، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد ، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( فألهمها فجورها وتقواها) ، بين لها الطاعة والمعصية. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ( فألهمها فجورها وتقواها) قال: أعلمها المعصية والطاعة. قال: ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الضحاك بن مزاحم ( فألهمها فجورها وتقواها) قال: الطاعة والمعصية. وقال آخرون: بل معنى ذلك: أن الله جعل فيها ذلك. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( فألهمها فجورها وتقواها) قال: جعل فيها فجورها وتقواها. حدثنا ابن بشار ، قال: ثنا صفوان بن عيسى وأبو عاصم النبيل ، قالا: ثنا عزرة بن ثابت ، قال: ثني يحيى بن عقيل ، عن يحيى بن يعمر ، عن أبي الأسود الديلي ، قال: قال لي عمران بن حصين: أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون فيه أشيء قضي عليهم ، ومضى عليهم من قدر قد سبق ، أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم عليه الصلاة والسلام ، وأكدت عليهم الحجة ؟ قلت: بل شيء قضي عليهم ، قال: فهل يكون ذلك ظلما ؟ قال: ففزعت منه فزعا شديدا ، قال: قلت له: ليس شيء إلا وهو خلقه وملك يده ، ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) قال: سددك الله ، إنما سألتك " أظنه أنا " لأخبر عقلك.
[٢٥] مُلخص لأفكار الفقرة السابقة: لسورة الشمس آثار عديدة على حياة المسلم؛ فهي تدل المسلم على طريق الصلاح؛ وذلك بتزكية النفس، كما تُعينه على تدبر آيات الله -تعالى-، والخوف من معصيته وما يترتب عليها من عقاب، ويعلم أن عليه أن يفكر في العواقب قبل الإقدام على أي فعل، كما تحثّ المسلم على عدم السكوت عن معصية، فالسكوت عنها مشاركة فيها. المراجع ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير ، صفحة 6539. بتصرّف. ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير ، صفحة 366. بتصرّف. ↑ شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي ، صفحة 72. بتصرّف. ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير ، صفحة 6543. بتصرّف. ↑ شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي ، صفحة 73. بتصرّف. ^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط ، صفحة 2883. بتصرّف. ↑ شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي ، صفحة 74. بتصرّف. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، التفسير الوسيط ، صفحة 1926. بتصرّف. ↑ ابن عبد السلام، تفسير العز بن عبد السلام ، صفحة 457. بتصرّف. ^ أ ب أبو محمد البغوي، تفسير البغوي ، صفحة 438. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم: 2722، حديث صحيح. ↑ الرازي، تفسير ابن أبي حاتم ، صفحة 3436.