محمد السكني – تركيا- ذكراه تستذكر تاريخه وعصره، وأسوار ومعالم القدس تحيي روحه من جديد، التاريخ لا ينسى ويبقى أثره محفوراً في ذكرانا، السلطان سليمان القانوني لا زال اسمه منقوشاً في جدران وأسوار مدينة القدس العتيقة، لتعيد لنا ذكرى الدولة العثمانية من جديد وحقبة السلاطين العثمانيين، وكان للقانوني بصمته التاريخية الخاصة في إحياء وترميم المدينة المقدسة التي تضم قبسات من التاريخ الإسلامي المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، ومعجزة معراج النبي صلي الله عليه وسلم إلى السماوات السبع. أسوار ومعالم القدس تستذكر السلطان سليمان القانوني حتى يومنا هذا ورغم احتلال المدينة المقدسة كانت ولازالت القدس رمزا تاريخيا وأرضا تحمل في ذكراها تاريخ الغزوات والصراعات الإسلامية وجسدت في جدرانها نقوش التاريخ والحضارات، وكان السلطان سليمان القانوني أحد القادة الإسلاميين الذين نقش حروف اسمه في أسوارها العتيقة والتي صدت تكالب الأعداء من مشارق الأرض ومغاربها حتى يومنا هذا. ولاقت مدينة القدس في حقبة السلطان سليمان القانوني أهمية كبيرة وخاصة وفريدة، والذي منحها ثوب الاهتمام وخصص لها الخدمات في فترة سلطنته وحكمة للدولة العثمانية، لا سيما أن فترة حكمة كانت للدولة العثمانية طويلة والتي ساهمت في نقش اسمه في مدينة القدس.
لشراء كتاب قصة الدولة العثمانية من النشأة إلى السقوط يرجى الاتصال على الرقم التالي: 01116500111
التطور القانوني والإداري في عهد سليمان القانوني وصل السلطان إلى القمة في: (الإدارة، والقوانين، والعمارة، والفنون، والآداب، والحضارة). تطبيق الشريعة الإسلامية في عهد سليمان القانوني كما كان السلطان سليمان القانوني ورعًا حريصًا على ألا يخالف الشريعة في شيء، ومما يدل على ذلك: قيامه بنسخ القرآن بخط يده (8) مرات، وبقيت نسخه في جامع السليمانية. أهم فتوحات السلطان سليمان القانوني | المرسال. حرصه على أنْ تتفق القوانين التي وضعها مع أحكام الشريعة الإسلامية. وصيته دفن الأوراق التي فيها فتاوى العلماء التي جعلها قوانين معه في صندوق. سن القوانين وتنظيم الدولة في عهد سليمان القانوني أهم ما اشتهر به السلطان سليمان القانوني: هو وضعه للقوانين التي تنظم الحياة في دولته، فوضعها بالاشتراك مع شيخ الإسلام "أبو السعود أفندي" ، وكانت تراعي الظروف الخاصة لكل قطر في الدولة، وحرص أن تتفق جميع القوانين مع الشريعة الإسلامية، والقواعد التي تعارف عليها العلماء والناس، فلذلك سمي بالقانوني. شكّلت القوانين التي وضعها السلطان سليمان: (3) مجلدات من أصل (12) مجلد تشمل كامل القوانين العثمانية، وشمل الدستور الذي دونه أكثر من (200) قانون ، حولت الشريعة إلى أحكام قانونية واضحة التطبيق، وهذا أمر أساسي في بناء الحضارة الإسلامية الحديثة، وعرفت هذه القوانين باسم (قانون ناما السلطان سليمان) ، وظلت تطبق حتى مطلع القرن التاسع عشر الميلادي والثالث عشر الهجري، ونحن ما زلنا اليوم بحاجة إلى من يدوّن لنا دستور متفق عليه للدولة الإسلامية يتوافق مع الشريعة.
2019-02-16 عدد الزيارات: 953 كان عهد السُّلطان سليمان القانوني يمثِّل رأس الهرم بالنِّسبة لقوَّة الدَّولة العثمانيَّة ومكانتها بين دول العالم آنذاك. ويعتبر عصر السُّلطان سليمان هو العصر الذَّهبي للدَّولة العثمانيَّة، حيث شهدت ثمانية وأربعون عامًا قضاها السلطان سليمان القانوني في حكمه من 926 - 972هـ، الموافق 1520 - 1566م توسُّعاً عظيماً لم يسبق له مثيلٌ، بلغت قمة درجات القوة والسلطان، وأصبحت أقاليم الدَّولة العثمانيَّة منتشرةً في ثلاث قاراتٍ عالميَّةٍ. ولد سليمان القانوني في مدينة (طرابزون)، وكان والده آنذاك والياً عليها، اهتمَّ به والده اهتماماً عظيماً، فنشأ محبَّاً للعلم، والأدب، والعلماء، والأدباء، والفقهاء، واشتهر منذ شبابه بالجدِّية، والوقار، ارتقى عرش السَّلطنة في السادسة والعشرين من عمره، وكان متأنِّياً في جميع شؤونه، ولا يتعجَّل في الأعمال الَّتي يريد تنفيذها، بل كان يفكِّر بعمقٍ، ثمَّ يقرِّر، وإِذا اتَّخذ قراراً؛ لا يرجع عنه. العثمانيون في البلاد العربية زمن السلطان سليمان القانوني: البدايات الصعبة. قراءة في كتاب "البلاد العربية في الوثائق العثمان. ابتلي سليمان في السَّنوات الأولى في عهده بأربعة تمرُّداتٍ شغلته عن حركة الجهاد؛ حيث ظنَّ الولاة الطَّموحون: أنَّ فرصة الاستقلال بأقاليمهم حان وقتها، فكان التَّمرُّد الأول حيث قام «جان برد الغزالي» والي الشَّام بتمرُّدٍ على الدَّولة، وأعلن العصيان عليها، وحاول أن يستولي على حلب إِلا أنَّه فشل في ذلك، وأمر السلطان سليمان بقمع الفتنة، فقمعت، وقطع رأس المتمرد «جان برد» وأرسل إِلى إستانبول دلالةً على انتهاء التَّمرُّد.
هكذا صار فتح بلجراد من الأعمال ذات الأولويَّة لسليمان القانوني في صدامه المتوقَّع مع النمسا. لم تكن هذه مهمَّةٌ سهلة؛ فالدولة العثمانية فشلت قبل ذلك ثلاث مرَّات في فتح بلجراد بعد حصاراتٍ طويلة. كانت المرَّة الأولى في 1440م في عهد السلطان مراد الثاني ، والثانية في 1456م في عهد ابنه السلطان محمد الفاتح ، وفيها تعرَّض الفاتح لهزيمةٍ كبيرةٍ لا تُنْسَى، أمَّا الثالثة فكانت حصارًا سريعًا في 1492م في عهد السلطان بايزيد الثاني. هذا تاريخٌ غير جيِّدٍ مع المدينة الحصينة. غير أن هناك معضلةً أخرى في مستقبل الصراع مع الإمبراطورية النمساوية الإسبانية، وهي أن الحرب لن تكون برِّيَّةً فقط، فكون الأسطول الإسباني صار تابعًا للإمبراطورية النمساوية، وكون الحرب دائرةً بالفعل بين البحريَّة الإسبانية والجزائر التابعة للدولة العثمانية، يجعل من المتوقَّع أن يتحرَّك الأسطول العثماني في البحر المتوسط غربًا في اتجاه إسبانيا. هذا التحرُّك يحمل مغامرةً خطرةً لوجود قوَّتين نصرانيَّتين في شرق البحر المتوسط يمكن أن تُمثِّلا تهديدًا للأسطول العثماني. هاتان القوَّتان هما فرسان القديس يوحنا في جزيرة رودس ، والأسطول البندقي المتواجد في كورفو Corfu في مدخل البحر الأدرياتيكي، ومدينة نوبليا Nauplia في المورة اليونانية، وكذلك في جزيرة قبرص.
ملخص المقال في سنة 1533م أخرج السلطان سليمان القانوني جيشًا عظيمًا يُقَدَّر بمائةٍ وأربعين ألف جنديٍّ بقيادة الصدر الأعظم إبراهيم باشا إلى حرب الدولة الصفوية. التفرُّغ لمشكلات الأعداء الآخرين غير النمسا: الصفويون وغيرهم (1533-1540م) هدأت الجبهة النمساوية المجرية إلى أجل، وعلى الرغم من إدراك السلطان سليمان القانوني احتمال غدر الأوروبيين في أيِّ لحظة، فإنه كان مطمئنًّا إلى أن هذا لو حدث فلن يكون إلا بعد عدَّة سنوات؛ نظرًا إلى شدَّة إقبالهم على توقيع المعاهدة معه، ولظروفهم السياسية الداخلية التي يعرفها العثمانيون جيدًّا. هذه الثقة أعطت الدولة العثمانية الفرصة لفتح ملفَّاتٍ كبرى مؤجَّلة، ويمكن مناقشة هذه الملفَّات تحت العناوين التالية: الصدام مع الدولة الصفوية، وغزو تبريز، وضمُّ العراق: (1533-1535م) كانت منطقتا العراق والخليج العربي تُعانيان في هذه المرحلة التاريخيَّة من وطأة عدوَّين شرسين في آنٍ واحد؛ الدولة الصفوية، ودولة البرتغال. كانت البرتغال قد احتلَّت ميناء هرمز في مدخل الخليج العربي في عام 1515م، واحتلَّت البحرين وقطر عام 1521م[1]، وصارت بذلك القوَّة المهيمنة على التجارة في هذا الخليج المهم، الذي يُسيطر على التجارة الوسيطة بين آسيا وأوروبا.