الحمد لله. سنة صلاة المغربية. أولا: ليس للعشاء سنة راتبة [ مؤكدة] قبلها ؛ لكن له أن يصلي ركعتين قبلها ، كما يستحب أن يصلي ركعتين بين كل أذان وإقامة ، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاَةٌ ، بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاَةٌ) ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: (لِمَنْ شَاءَ) رواه البخاري (627) ، ومسلم (838). قال الشيخ ابن باز رحمه الله: " يشرع قبل كل صلاة ركعتان ، قبل العشاء ، قبل المغرب ، قبل العصر ، قبل الظهر، قبل صلاة الفجر ، وكان الصحابة يصلون ركعتين قبل المغرب ، يعني بعد الأذان وقبل الإقامة ركعتين ، هذا هو الأفضل ، وكذلك العشاء ، إذا أذن المؤذن يصلي ركعتين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة) بين الأذانين صلاة ، بينها النبي صلى الله عليه وسلم ، يدخل فيها العشاء ، إذا أذن العشاء شرع للجالسين في المسجد أو الوافدين أن يصلوا ركعتين سنة قبل العشاء في حق الماكثين في المسجد ، وسنة لمن دخل تحية المسجد " انتهى من" فتاوى نور على الدرب " (10/ 329-330). ولو زاد عن الركعتين أحيان ، فصلى أربعا ، أو صلى ما تيسر له: لم يمنع منه ، فإن هذا وقت صلاة ، يشرع التنفل فيه.
حياك الله أخي الكريم، فإن حكم أدائك لصلاة النافلة والسنن الراتبة ومنها صلاة سنة المغرب البعدية هو الاستحباب، والرجل يسنُّ له أن يؤدي السنن في بيته ، وذلك لفعل النبي -عليه الصلاة والسلام-، فهي فرصةٌ لتَعْمُرَ البيوت ببركة التقرب لله -تعالى- ذكره، وتعليم عمليٌّ للصلاة لأهلك فيقتدوا بك، إلا إذا غلب على ظنك أنها ستفوتك فالأفضل أن تصليها في المسجد. ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئلت عن تطوع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: (كانَ يُصَلِّي في بَيْتي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَخْرُجُ فيُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكانَ يُصَلِّي بالنَّاسِ المَغْرِبَ، ثُمَّ يَدْخُلُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَيُصَلِّي بالنَّاسِ العِشَاءَ، وَيَدْخُلُ بَيْتي فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ، فِيهِنَّ الوِتْرُ). "أخرجه مسلم" وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: (إذا قَضَى أحَدُكُمُ الصَّلاةَ في مَسْجِدِهِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِن صَلاتِهِ، فإنَّ اللَّهَ جاعِلٌ في بَيْتِهِ مِن صَلاتِهِ خَيْرًا).
[٦] [٧] أهميّة الصلاة وفَضْلها فرض الله -تعالى- الصلاة على كلّ مُسلمٍ، وجعل مكانةً عظيمةً في الإسلام؛ فهي: [٨] رأس الدِّين وعموده. الرُكن الثاني من أركان الإسلام. سببٌ للمُحافظة على الأعمال الصالحة. بمثابة الصِّلة بين العبد وخالقه. علامةٌ من علامات محبّة العبد لخالقه، واعترافاً له بفَضْله ونعمه. سبب طُهرة المُسلم من المعاصي، وتَرْكُها ذنبٌ عظيمٌ.
حالات الجمع بين الصلوات يجوز للمسلم الجمع بين الصلوات في حالة السفر الطويل، وقد اشترط العلماء ان تكون مسافة السفر 80 كلم فأكثر. يجوز الجمع في حالة المرض رفعاً للمشقة والحرج. يجوز للمراة المرضع ان تجمع بين الصلوات. يمكن الجمع بين الصلوات للمسلم الغير قادر علي التطهر عند كل صلاة. يجوز جمع الصلوات للمستحاضة، ودليل ذلك ما ورد في حديث الصحابية حمنة بنت جحش -رضي الله عنها- لمّا جاءت تستفتي رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وكان ممّا قاله لها: (فإن قويتِ على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلين ثم تصلين الظهر والعصر جميعاً، ثمّ تؤخّرين المغرب وتعجلين العشاء، ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين: فافعلي). سنة صلاة المغرب. يجوز للمسلم ان يجمع فقط في صلوات الفريضة وليس في صلوات السنن، ويكون الجمع بجمع صلاتي الظهر والعصر، أو صلاتي المغرب والعشاء فقط، فلا يجوز أن يجمع المُسلم صلاة الفجر مع أيّ صلاة أخرى.
سنن الصلوات الخمس المؤكدة هي السنن التي يتبعها المسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمسلم حتى يتقرب إلى الله وينال رضاه ويحصد الحسنات لا يكتفي فقط بالفروض الواجبة ولكن يبحث بشكل دائم عن السنن التي تزيد من مقداره وقدره عند الله سبحانه وتعالى، وتظل الصلاة عماد الدين وكلما أكثر فيها المسلم كلما نال الحسنات واستجاب له الدعاء. فرضت الصلاة على كل مسلم ومسلمة، ولقد فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين اثناء رحلة الإسراء والمعراج المشرفة، وبالطبع الصلاة هي أساس الدين ولا يصح دين المرء بدون الصلاة، كما أن بين الصلاة والصلاة يغفر الله الذنوب لعباده إلا ما كان فيها حقوق للأخرين، ونحن هنا محور حديثنا عن سنن الصلوات المؤكدة. وفيما يخص سنن الصلوات يوجد سنة واجبة ويوجد سنة غير واجبة، فالوتر والشفع على المسلم ان يصليهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يتركهم أبدًا في السفر ولا في الحضور، كذلك سنة الفجر سنة واجبة أما باقي السنن لك حرية الاختيار أن تصلي هذه السنن أو لا تصليها، ومن الجدير بالذكر أن سنن الصلاة القبلية وكذلك البعدية هي التي تؤدى قبل القيام بصلاة الفريضة وبعدها كذلك تقربًا لله سبحانه وتعالى، ويجبر عليها المسلم لما قد يكون في أداء الفريضة نقص، ومن المعروف أن سنن الصلوات الخمس لا يتركها المسلم الصالح.