فندم آدم على كلامه} ( الخصائص الفاطمية - الشيخ محمد باقر الكجوري - ج 1 - الصفحة 590) ~~<*><*>~~~ تشبيه بجمال أحمد خلق الله (ص) <*><*><*>: اما عن جمال رسول الله (ص) فهو الذي حين سأل قال (( انا اجمل من يوسف)) ، و كان يبهر الناظرين لفرط جماله الأخاذ و الروايات كثيرة جداً تشهد على روعة وجه المصطفى الأحمد (صلى الله عليه و آله) ، و من تلك الروايات: عن الإمام الصادق عليه السلام قال: { استأذنت زليخا على يوسف، فقيل لها: إنا نكره أن نقدم بك عليه لما كان منك إليه. قالت: إني لا أخاف من يخاف الله. فلما دخلت قال لها: يا زليخا ما لي أراك قد تغير لونك؟ قالت: الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيداً، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكاً. قال لها: ما الذي دعاك يا زليخا إلى ما كان منك؟ قالت: حسن وجهك يا يوسف! فقال كيف لو رأيت نبياً يقال له محمد يكون في آخر الزمان أحسن مني وجهاً وأحسن مني خلقاً واسمح مني كفاً ؟ قالت: صدقت! قال: وكيف علمت أني صدقت؟ قالت: لأنك حين ذكرته وقع حبه في قلبي! فأوحى الله عز وجل إلى يوسف أنها قد صدقت وإني قد أحببتها لحبها محمداً، فأمره الله تبارك وتعالى أن يتزوجها}. جمال سيدنا يوسف -عليه السلام-… وجمال سيدنا المصطفى -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- – الشيخ صالح الأَسمَري. (علل الشرايع للصدوق ج1 ص73).
بعد غدرهم به وتركه في البئر جاءت قافلة من تجار الشام ونزلوا عند هذه البئر، فانتشلوا سيدنا يوسف منها، فشاءت الأقدار أن تلتقي هذه القافلة مع تجار من مصر فيبيعونه لهم، ليكون عبداً في بيت ملك مصر. النبي يوسف في قصر ملك مصر وصل النبي يوسف إلى قصر عزيز مصر (الملك) لخدمة القصر وأهله، وفي هذه المرحلة من حياته في قصر الملك راودته ملكة مصر عن نفسه ولكنه رفض وتمنع فاشتكته لزوجها فرماه في السجن، وهناك تعرف على السجناء وصدقوه لرسالته عليه السلام، وأصبح لسيدنا يوسف أتباعاً مصدقين برسالة التوحيد، يؤمنون بما يؤمن به، كما تُرجمت موهبة النبي يوسف بتفسير الأحلام بخروجه من السجن ليصبح الوزير الأول في مصر، وأصبح مسؤولاً عن خزانة فرعون مصر. في هذه المحطة من حياة سيدنا يوسف تبرز جمالية أخلاق سيدنا يوسف، فتحصل المجاعة عند أهله، فيأتي أخوته إلى مصر لشراء القمح، فاستطاع يوسف التعرف عليهم، فلم يتبادر إلى ذهنه الانتقام من أخوته، بل أكرمهم دون أن يتعرفوا عليه، وبعد أن تعرفوا عليه ندموا على أفعالهم فسامحهم وطلب منهم إحضار والديه، وتم لم شمل الأسرة من جديد. فهذا هو جمال سيدنا يوسف جمال الخَلق والخُلُق.
ثالثا: ان الظروف التى هيئها المولى عز وجل له للاقامة فى قصر العزيز وهو مكان تتوفر به كافة انواع الرفاهية والنظام والدقة فى فترة نشأته –كانت بيئة صالحة ليوسف لابراز مواهبه فى التعلم والتفوق فى كل شىء وكان علم تأويل الأحاديث من العلوم الهامة فى ذلك الوقت بالاضافة على علم الحساب بالاضافة الى الامانة وعزة النفس عن الصغائر مما جعله متخصصا فى علم تأويل الحديث وهذا اعطى شخصيته ابعادا جديدة تزيده جمالا باعلم والمعرفة. رابعا: عندما تجاوز سيدنا يوسف مرحلة الطفولة وبدأ مرحلة البلوغ فى قصر عزير مصر وفى اعظم بلاد الارض واكثرها ثراءا والتى كانت المورد الاساسي للحبوب للعالم كله اضفت تلك النشأة على يوسف اهمية خاصة - مثل ابناء طبقة النبلاء فى اوربا –فهو بمثابة الابن الوحيد القوى لعزيز مصر - يالها من مكانة – وهذا هو التمكين الاول ليوسف. خامسا: كل هذه الصفات جعلت من سيدنا يوسف هدفا لا يمكن التنازل عنه لامرأة العزيز التى فتنت به واعجبت به وأحبته خاصة وانه تربي امام عينيها وتعرف انه ليس ابنا لها وقد تربى احسن تربية داخل القصر واصبح له شأنا كبيرا باجتهاده وعلمه وشخصيته المتميزة فقد اصبح رجلا مكتمل الرجولة والحسن والجاذبية وكانت الامور داخل القصر مواتية وتحت سيطرتها الكاملة لذلك كان طبيعيا ان تفكر فى الايقاع به فى حبائلها وخاصة انها كانت متيمة به وهو حينما علم ذلك تجنبها وكان ايمانه القوى بربه هو حائط الصد فى مواجهة تلك المرأة القادرة بجبروتها والمتسلطة وبجمالها الطاغى وقدرتها على الاغواء.