وصلت نقطتك في مخالفة السنة للثلاثة في قبول بيعة الإكراه.
الحمد لله. أولاً: علم الأنساب علم جليل ، وقد كان أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه أعلم الناس بالنسب ، وقد أخطأ من قال: إنه علمٌ لا ينفع ، والجهل به لا يضر ، وكيف يكون هذا مع الأمر منه صلى الله عليه وسلم بالتعرف على النسب لأجل صلة الرحم ؟ وكيف يكون هذا مع الوعيد على من انتسب إلى غير أبيه ، أو إلى غير قبيلته ؟. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الْأَهْلِ ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ ، مَنْسَأَةٌ فِي الْأَثَرِ). القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة هود - الآية 73. رواه الترمذي ( 1979) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ". ( مَنْسَأَةٌ فِي الْأَثَرِ) يَعْني: زِّيَادَة فِي الْعُمُرِ. قال ابن عبد البر رحمه الله: " ولعمْري ما أنصف القائل: " إن عِلْم النسب عِلْم لا يَنفع ، وجَهالة لا تضر " ؛ لأنه بيِّن نفعُه لما قدّمنا ذكره ؛ ولما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( كُفْرٌ بالله تبرُّؤ من نسب وإن دق ، وكفر بالله ادعاء إلى نَسب لا يُعرف) – رواه أحمد وابن ماجه ، وحسَّنه الأرناؤط والألباني -.
ولكن الرافضة وأشباههم يرون أن من لم يغل في أهل البيت، ولم يعبدهم من دون الله معناه أنه يبغضهم، هذا من جهلهم وضلالهم، أهل البيت ما يعبدون من دون الله، لا علي ولا غيره، فالعبادة حق الله وحده، ليس لأحد فيها شركة، لا يعبد علي ولا النبي محمد، ولا غيره من الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- حتى الأنبياء ما يعبدون من دون الله وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23] إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ [الزمر:2]. وهكذا عند الرافضة وأشباههم من الباطنية من لم يقل في الأئمة الاثنا عشر: أنهم يعلمون الغيب، وأنهم معصومون فهذا يبغضهم، هذا جهل وضلال، لا يعلمون الغيب، وليسوا معصومين، مثل الناس، ليسوا معصومين ولا يعلمون الغيب، علم الغيب إلى الله فمن قال: إن أئمة أهل البيت علي ومن دونه يعلمون الغيب؛ فهو كافر، ضال مضل، سواء من الرافضة، أو من غير الرافضة، الله يقول -جل وعلا-: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل:65]. فالذي يقول: إن عليًا، أو الحسن، أو الحسين، أو الباقر، أو زين العابدين، أو من بعدهم، أو صاحب السرداب، الذي يقولون: إنهم يعلمون الغيب هذا جهل وضلال وكفر بالله سواء قاله الرافضة، أو قاله غيرهم، نسأل الله العافية.
قالت: فأدخلتُ رأسي البيت فقلت: وأنا معكم يا رسول الله ؟ قال: " إنك إلى خير إنك إلى خير ". علم أهل البيت(ع)… – مدرسة أهل البيت عليهم السلام. » وما منع محمد إدخال أم سلمة مع آل علي تحت الكساء إلا لأن علي بن أبي طالب ليس محرماً لها. يقول ابن تيمية: «آلُ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَهُمْ مِنْ الْحُقُوقِ مَا يَجِبُ رِعَأيَتُهَا فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ لَهُمْ حَقًا فِي الخمسِ والفيءِ وَأَمَرَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ مَعَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَنَا: { قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْت عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْت عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ}. وَآلُ مُحَمَّدٍ هُمْ الَّذِينَ حَرُمَتْ عَلَيْهِمْ الصَّدَقَةُ هَكَذَا قَالَ الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ؛ وَغَيْرُهُمَا مِنْ الْعُلَمَاءِ - رَحِمَهُمُ اللَّهُ - فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: { إنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدِ وَلَا لِآلِ مُحَمَّدٍ} ».
أهل البيت - YouTube
لكن النبي صلى الله عليه وآله غيَّر المفهوم اللغوي وجعله مصطلحاً إسلامياً ، فحصر مفهوم أهل بيته وآله بعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين آخرهم المهدي عليهم السلام ، فصار ( أهل بيت النبي وآل النبي) مصطلح نبوي لأناس معينين لا يدخل فيه غيرهم. وذلك مثل كلمة الصلاة التي معناها اللغوي واسع يشمل كل دعاء ، لكن النبي صلى الله عليه وآله جعلها مصطلحاً لعبادة خاصة. فكما نرد قول من يفسر قوله تعالى مثلاً: ﴿ وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ 2 بالدعاء ويقول إن من رفع يديه ودعا الله أو دعاه بقلبه فقد أقام الصلاة! ونقول له: إن المقصود بقوله تعالى ﴿ وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ... ﴾ 3 الصلاة الإصطلاحية وليس الصلاة بالمعنى اللغوي. من هو الخضر عند اهل البيت. فكذلك نرد من يقول إن آل النبي وأهل بيته صلى الله عليه وآله في اللغة يشملون كل عصبته ونساءه ، ونقول له: لا ترد على نبيك صلى الله عليه وآله فقد جعلهم مصطلحاً خاصاً لمن حددهم وسماهم ، فالمقصود بهم في الآيات والأحاديث الشريفة المعنى المصطلح وليس اللغوي، إلا بقرينة واضحة تدل على إرادة المعنى اللغوي. والدليل على هذا الإصطلاح النبوي حديث الكساء وهو صحيح صريح في أن النبي صلى الله عليه وآله لم يرض بدخول أم سلمة معهم ، بل روى أحمد في مسنده أن النبي صلى الله عليه وآله جذب الكساء من يدها وأخرجها من أهل بيته بهذا المصطلح الإسلامي!
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: " إذا كانت الصدقة صدقة تطوع: فإنها تُعطى إليهم ، ولا حرج في هذا ، وإن كانت الصدقة واجبة: فإنها لا تعطى إليهم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ) ، وبنو هاشم شرَّفهم الله عز وجل بألا يأخذوا من الناس أوساخهم ، أما صدقة التطوع: فليست وسخاً في الواقع ، وإن كانت لا شك تكفر الخطيئة ، لكنها ليست كالزكاة الواجبة ، ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنهم يعطون من صدقة التطوع ، ولا يعطون من الصدقة الواجبة " "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (18/429). والله أعلم
اعراب قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني اعراب اية قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني، الآية 31 الى 32 من سورة ال عمران، يبحث الطلاب عن الاعراب الصحيح لأية قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم (31) قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين، تابعوا معنا الإعراب الكامل والصحيح لآية قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. اعراب قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني قل الجملة مستأنفة إن كنتم تحبون الله إن شرطية جازمة. كنتم فعل ماض ناقص والتاء اسمها وجملة تحبون خبرها وجملة «إن كنتم … » مقول القول فاتبعوني الفاء واقعة في جواب الشرط اتبعوني فعل أمر مبني على حذف النون، والنون للوقاية والواو فاعل والياء مفعول به والجملة في محل جزم جواب الشرط يحببكم فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب اتبعوني والكاف مفعول به «الله» لفظ الجلالة فاعل. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني اعراب ويغفر لكم ذنوبكم عطف على يحببكم الله والله غفور رحيم لفظ الجلالة مبتدأ وغفور رحيم خبراه والجملة مستأنفة. «قل» الجملة مستأنفة و «أطيعوا الله» فعل أمر وفاعل ولفظ الجلالة مفعول به والجملة مقول القول «والرسول» عطف على الله «فإن تولوا» الفاء استئنافية إن شرطية جازمة وتولوا فعل مضارع حذفت منه التاء والواو فاعل وهو فعل الشرط.
قوله تعالى: ( قل إن كنتم تحبون) الآية [ 31]. 203 - قال الحسن ، وابن جريج: زعم أقوام على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم يحبون الله ، فقالوا: يا محمد إنا نحب ربنا. فأنزل الله تعالى هذه الآية. [ ص: 54] 203 م - وروى جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قال: وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - على قريش ، وهم في المسجد الحرام ، وقد نصبوا أصنامهم ، وعلقوا عليها بيض النعام ، وجعلوا في آذانها الشنوف [ والقرطة] ، وهم يسجدون لها ، فقال: يا معشر قريش ، لقد خالفتم ملة أبيكم إبراهيم وإسماعيل ، ولقد كانا على الإسلام. فقالت قريش: يا محمد إنما نعبد هذه حبا لله ليقربونا إلى الله زلفى. فأنزل الله تعالى: ( قل إن كنتم تحبون الله) وتعبدون الأصنام لتقربكم إليه ( فاتبعوني يحببكم الله) " فأنا رسوله إليكم وحجته عليكم ، وأنا أولى بالتعظيم من أصنامكم. 204 - وروى الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس: أن اليهود لما قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه ، أنزل الله تعالى هذه الآية. فلما نزلت عرضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على اليهود ، فأبوا أن يقبلوها. 205 - وروى محمد بن إسحاق بن يسار ، عن محمد بن جعفر بن الزبير قال: نزلت في نصارى نجران ، وذلك أنهم قالوا: إنما نعظم المسيح ونعبده حبا لله وتعظيما له.
(p-٥١١)وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، مِن طَرِيقِ حَوْشَبٍ، عَنِ الحَسَنِ في قَوْلِهِ: ﴿فاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾. قالَ: فَكانَ عَلامَةُ حُبِّهِ إيّاهُمُ اتِّباعَ سُنَّةِ رَسُولِهِ. وأخْرَجَ ابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنْ سُفْيانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، أنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: "المَرْءُ مَعَ مَن أحَبَّ". فَقالَ: ألَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ: ﴿قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾. يَقُولُ: يُقَرِّبُكم. والحُبُّ هو القُرْبُ، واللَّهُ لا يُحِبُّ الكافِرِينَ لا يُقَرِّبُ الكافِرِينَ. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ: ﴿قُلْ أطِيعُوا اللَّهَ والرَّسُولَ﴾: فَإنَّهم يَعْرِفُونَهُ، يَعْنِي الوَفْدَ مِن نَصارى نَجْرانَ، ويَجِدُونَهُ في كِتابِكِمْ، ﴿فَإنْ تَوَلَّوْا﴾ عَلى كُفْرِهِمْ، ﴿فَإنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكافِرِينَ﴾. وأخْرَجَ أحْمَدُ، وأبُو داوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وابْنُ حِبّانَ، والحاكِمُ، عَنْ أبِي رافِعٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «"لا أُلْفِيَنَّ أحَدَكم مُتَّكِئًا عَلى أرِيكَتِهِ، يَأْتِيهِ الأمْرُ مِن أمْرِي، مِمّا أمَرْتُ بِهِ أوْ نَهَيْتُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: لا نَدْرِي، ما وجَدْنا في كِتابِ اللَّهِ اتَّبَعْناهُ"».
ثمَّ يأمُر الله تعالى نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَأمرَهم بطاعةِ الله وطاعةِ رسوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالإتيانِ بأوامرهما, واجتنابِ ما نهَيَا عنه, فإنْ أعرَضوا وتولَّوا عمَّا أُمِروا به من الطَّاعة, واستنكفوا الامتثالَ لأمْر اللهِ وأمْر رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقد كفروا, وارْتَكبوا ما يُعرِّضهم لسَخَطِ الله وبُغضِه, فإنَّه سبحانه لا يُحبُّ الكافرين الجاحِدين, بل يُبغِضُهم. تفسير الآيتين: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ مُناسَبةُ الآيةِ لِمَا قَبلَها: لَمَّا نهى الله سبحانه وتعالى عن مُوالاةِ الكفَّارِ ظاهرًا وباطنًا، وكان الإنسانُ ربَّما والَى الكافرَ وهو يدَّعي محبَّةَ الله سبحانه وتعالى، وختَم برأفتِه سبحانه وتعالى بعبادِه، وكانت الرَّأفةُ قد تكونُ عن المحبَّة الموجبة للقُرب، فكان الإخبارُ بها ربَّما دعا إلى الاتِّكال، ووقَع لأجْلِه الاشتباهُ في الحِزبَينِ، جعَل لذلك سبحانه وتعالى علامةً يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (4/332). قال ابن عاشور: (الآية انتقالٌ إلى الترغيبِ بعدَ الترهيب، والمناسبة: أنَّ الترهيب المتقدِّم خُتم بقوله: وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالعِبَادِ، والرأفة تستلزم محبَّةَ المرؤوفِ به الرؤوفَ، فجعْلُ محبَّة الله فِعلًا للشرط في مقام تعليق الأمر باتِّباع الرسول عليه مبنيٌّ على كون الرأفة تستلزم المحبَّة، أو هو مبنيٌّ على أنَّ محبة الله أمر مقطوعٌ به من جانب المخاطبين، فالتعليق عليه تعليق شرط محقَّق، ثم رُتِّب على الجزاء مشروطٌ آخر وهو قوله: يُحْبِبْكُمُ اللهُ؛ لكونه أيضًا مقطوعَ الرغبة من المخاطبين؛ لأنَّ الخِطاب للمؤمنين، والمؤمن غايةُ قصده تحصيلُ رِضا الله عنه ومحبته إياه)، ((تفسير ابن عاشور)) (3/224- 225).
لأن ما قبل هذه الآية من مبتدأ هذه السورة وما بعدها، خبرٌ عنهم، واحتجاجٌ من الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ودليل على بُطول قولهم في المسيح. فالواجب أن تكون هي أيضًا مصروفةَ المعنى إلى نحو ما قبلها ومعنى ما بعدها. * * * قال أبو جعفر: فإذْ كان الأمر على ما وصفنا، فتأويلُ الآية: قل، يا محمد، للوفد من نصارى نجران: إن كنتم كما تزعمون أنكم تحبون الله، (14) وأنكم تعظمون المسيح وتقولون فيه ما تقولون، حبًّا منكم ربَّكم = فحققوا قولكم الذي تقولونه، إن كنتم صادقين، باتباعكم إياي، فإنكم تعلمون أني لله رسولٌ إليكم، كما كان عيسى رسولا إلى من أرسل إليه، فإنه = إن اتبعتموني وصدّقتموني على ما أتيتكم به من عند الله = يغفرُ لكم ذنوبكم، فيصفح لكم عن العقوبة عليها، ويعفو لكم عما مضى منها، فإنه غفور لذنوب عباده المؤمنين، رحيمٌ بهم وبغيرهم من خلقه. ------------------- الهوامش: (9) الأثران: 6845 ، 6846 ، سيذكر الطبري ضعفهما عنده بعد قليل. (10) في المخطوطة: "تصديق لقولهم" ، والصواب ما في المطبوعة. (11) ما بين الخطين زيادة تفسير من أبي جعفر. وفي سيرة ابن هشام: "إن كان هذا من قولكم حقًا ، حبًا لله... " بزيادة "حقًا" ، وأخشى أن يكون ناسخ الطبري قد أسقطها.
وإذا كان هذا هو المطلوب من أهل الكتاب والملزم لهم بالكتاب والسنة ، فالأولى بالمسلمين اتباعه صلى الله عليه وسلم رغبة وطلبا للأجر الذي خص به الله تعالى من يتبعونه، وهو عبارة عن محبته لهم جل في علاه مع مغفرة ذنوبهم. مناسبة حديث هذه الجمعة يندرج أيضا ضمن التذكير بقدر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمناسبة مولده الشريف كما مر بنا ذلك في أحاديث سابقة. وفي هذا الحديث تذكير بقدره العظيم عند الله عز وجل حيث جعل سبحانه وتعالى اتباعه والاقتداء به جالبا لمحبته ومغفرته. وإذا كان المسلمون يحرصون على إظهار الابتهاج بمناسبة مولده الشريف تعبيرا عن محبته عليه الصلاة والسلام ، وهي من محبة الله تعالى ، فإنه جل شأنه قد اشترط في هذه المحبة اتباعه ، وهو اتباع يكون عمليا وإجرائيا ، ولا يقتصر على التظاهر به أو ادعائه. وكيف يصدق في محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم من يتنكب سبيل اتباعه والاقتداء به أو يحدث بعده ما لم يثبت عنه ولا يرضاه ، ولا دليل عليه في كتاب أو سنة مما صار شائعا عند البعض ، وهم ينزلونه منزلة هده عليه الصلاة والسلام افتراء عليه مع أنهم يعلمون علم اليقين أن الكذب عليه ليس كالكذب على أحد من الناس ، وأن من يفعل ذلك يتبوأ مقعده من النار ؟ إن معيار محبة الله عز وجل ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم قد حدده الله تعالى ، وليس لأحد مهما كان أن يأتي ببدائل عنه ، ولا عبرة بادعائهما بل العبرة باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمصدر المؤوّل (أن تتّقوا.. ) في محلّ نصب مفعول لأجله والعامل فيه لا يتّخذ أي: لا يتّخذ المؤمن الكافر وليّا لشيء من الأشياء إلّا اتقاء ظاهرا، والاستثناء في هذه الحال مفرّغ للمفعول لأجله. الواو عاطفة (يحذّر) فعل مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (نفس) مفعول به منصوب والهاء ضمير مضاف إليه الواو استئنافيّة (إلى اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (المصير) مبتدأ مؤخّر مرفوع. جملة: (لا يتّخذ المؤمنون) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (من يفعل (الاسميّة) لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: (يفعل ذلك) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من). وجملة: (ليس من اللّه) في شيء في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء. وجملة: (تتّقوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن). وجملة: (يحذركم اللّه.. ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (إلى اللّه المصير) لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (أولياء)، جمع وليّ زنة فعيل، صفة مشبّهة على غير القياس مأخوذ من الرباعيّ والى، (البقرة 107). (تقاة)، فيه إبدال واعلال، الإبدال قلب الواو تاء وأصله وقية مأخوذ من الوقاية والإعلال قلب الياء ألف لتحركها لانفتاح ما قبلها، وزنه فعلة بضمّ الفاء وسكون العين.