فإن قيل: فقد روى عثمان بن أبي شيبة حديثا بسنده عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يشهد مع المشركين مشاهدهم، فسمع ملكين خلفه أحدهما يقول لصاحبه: أذهب حتى تقوم خلفه، فقال الآخر: كيف أقوم خلفه وعهده باستلام الأصنام فلم يشهدهم بعد؟ فالجواب أن هذا حديث أنكره الإمام أحمد بن حنبل جدا وقال: هذا موضوع أوشبيه بالموضوع. إسلام ويب - تفسير الكشاف - سورة الشورى - تفسير قوله تعالى وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان- الجزء رقم5. وقال الدارقطني: إن عثمان وهم في إسناده، والحديث بالجملة منكر غير متفق على إسناده فلا يلتفت إليه، والمعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه عند أهل العلم من قوله: (بغضت إلي الأصنام) وقوله في قصة بحيرا حين استحلف النبي صلى الله عليه وسلم باللات والعزى إذ لقيه بالشام في سفرته مع عمه أبي طالب وهو صبي، ورأى فيه علامات النبوة فاختبره بذلك؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تسألني بهما فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما) فقال له بحيرا: فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه، فقال: (سل عما بدا لك). وكذلك المعروف من سيرته عليه السلام وتوفيق الله إياه له أنه كان قبل نبوته يخالف المشركين في وقوفهم بمزدلفة في الحج، وكان يقف هو بعرفة، لأنه كان موقف إبراهيم عليه السلام. فإن قيل: فقد قال الله تعالى{قل بل ملة إبراهيم} [البقرة: 135] وقال: {أن اتبع ملة إبراهيم} [النحل: 12] وقال: {شرع لكم من الدين} [الشورى: 13] الآية.
وقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: وإنك يا محمد لتهدي إلى صراط مستقيم عبادنا، بالدعاء إلى الله، والبيان لهم. كما:- ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ قال تبارك وتعالى ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ داع يدعوهم إلى الله عز وجل. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ قال: لكل قوم هاد. ⁕ حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ يقول: تدعو إلى دين مستقيم. يقول جلّ ثناؤه: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، وهو الإسلام، طريق الله الذي دعا إليه عباده، الذي له ملك جميع ما في السموات وما في الأرض، لا شريك له في ذلك. والصراط الثاني: ترجمة عن الصراط الأول. وقوله جلّ ثناؤه: ﴿أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ﴾ يقول جلّ ثناؤه: ألا إلى الله أيها الناس تصير أموركم في الآخرة، فيقضي بينكم بالعدل. ماهو المقصود بالروح في قوله تعالى ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) - موقع المتقدم. فإن قال قائل: أو ليست أمورهم في الدنيا إليه؟ قيل: هي وإن كان إليه تدبير جميع ذلك، فإن لهم حكاما وولاة ينظرون بينهم، وليس لهم يوم القيامة حاكم ولا سلطان غيره، فلذلك قيل: إليه تصير الأمور هنالك وإن كانت الأمور كلها إليه وبيده قضاؤها وتدبيرها في كلّ حال.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) يقول: تدعو إلى دين مستقيم. يقول جلّ ثناؤه: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم, وهو الإسلام, طريق الله الذي دعا إليه عباده.
وإنك لتهدي أي تدعو وترشد إلى صراط مستقيم دين قويم لا اعوجاج فيه. وقال علي: إلى كتاب مستقيم. وقرأ عاصم الجحدري وحوشب ( وإنك لتهدى) غير مسمى الفاعل ، أي: لتدعى. الباقون ( لتهدي) مسمي الفاعل. وفي قراءة أبي ( وإنك لتدعو). القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الشورى - الآية 52. قال النحاس: وهذا لا يقرأ به; لأنه مخالف للسواد ، وإنما يحمل ما كان مثله على أنه من قائله على جهة التفسير ، كما قال: وإنك لتهدي أي: لتدعو. وروى معمر عن قتادة في قوله تعالى: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم قال: ولكل قوم هاد.
وهذا يقتضي أن يكون متعبدا بشرع. فالجواب أن ذلك فيما لا تختلف فيه الشرائع من التوحيد وإقامة الدين؛ على ما تقدم بيانه في غير موضع وفي هذه السورة عند قوله: {شرع لكم من الدين} [الشورى: 13] والحمد لله. الرابعة: إذا تقرر هذا فاعلم أن العلماء اختلفوا في تأويل قوله تعالى: {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان}. فقال جماعة: معنى الإيمان في هذه الآية شرائع الإيمان ومعالمه؛ ذكره الثعلبي. وقيل: تفاصيل هذا الفرع؛ أي كنت غافلا عن هذه التفاصيل. ويجوز إطلاق لفظ الإيمان على تفاصيل الشرع؛ ذكره القشيري: وقيل: ما كنت تدري قبل الوحي أن تقرأ القرآن، ولا كيف تدعو الخلق إلى الإيمان؛ ونحوه عن أبي العالية. وقال بكر القاضي: ولا الإيمان الذي هو الفرائض والأحكام. قال: وكان قبل مؤمنا بتوحيده ثم نزلت الفرائض التي لم يكن يدريها قبل؛ فزاد بالتكليف إيمانا. وهذه الأقوال الأربعة متقاربة. وقال ابن خزيمة: عنى بالإيمان الصلاة؛ لقوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} [البقرة: 143] أي صلاتكم إلى بيت المقدس؛ فيكون اللفظ عاما والمراد الخصوصي. وقال الحسين بن الفضل: أي ما كنت تدري ما الكتاب ولا أهل الإيمان. وهو من باب حذف المضاف؛ أي من الذي يؤمن ؟ أبو طالب أو العباس أوغيرهما.
الاثنين 8 أغسطس 2016 05:15 م تُسلَّط الأضواء على الوجود الشيعي في مصر بين آونة وأخرى وفقاً للتطورات التي تظهر على الساحة، سواء خلال المناسبات الدينية الخاصة بهم والتي قد تؤدي إلى بعض المناوشات مع المتشددين من السنّة، أو حينما يطرأ موقف ما على الساحة السياسية يمسهم بشكل أو بآخر، مثل الحرب الأخيرة في اليمن. ولعل قضية مقتل الزعيم الشيعي المصري حسن شحاتة تعد أحدث الوقائع التي تعيد إلى الضوء النظر في أوضاع الشيعة في مصر كأقلية دينية. فقد حكمت إحدى المحاكم المصرية، خلال الشهر الجارى، بالسجن المشدد 14 عاماً لـ23 شخصاً بتهمة قتل شحاتة وثلاثة من أتباعه عمداً، بعد توجههم، في يونيو 2013، إلى مكان وجودهم وإجبارهم على الخروج من المنزل وضربهم وطعنهم بالأسلحة البيضاء حتى الموت، في ما عرف إعلامياً بقضية "فتنة الشيعة". الشيعة في ر. بدايات الشيعة في مصر بدأ النشاط الشيعي في مصر في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي، واستمر حتى السبعينيات. وظهرت في تلك الفترة جمعية "آل البيت" التى تُعدّ أبرز الجمعيات الشيعية وما زالت تعمل حتى الآن. ويدين العدد الأكبر من الشيعة المصريين بالمذهب الجعفري أو "الإثني عشري" والذي يعترف به الأزهر.
ثم تسلطت الأتراك واستبدوا بالأمور دون المستنصر سنة 466، فبعث إلى بدر الجمالي والي عكا يطلب منه القدوم ليتولى تدبير شئون الدولة، فاشترط أن يحضر معه من يختاره من عسكر الشام (أرمن)، ليستعيض بهم عن الجند الأتراك والمغاربة والسودانيين الموجودين بمصر. وبدر الجمالي كان مملوكًا أرمينيًا للأمير جمال الدولة بن عمار، ثم أخذ يترقي في المناصب لما أظهره من كفاية في الحروب التي قامت ببلاد الشام، حتى ولي إمارة دمشق من قبل المستنصر سنة 456 وحارب الأتراك في تلك البلاد ثم تقلد نيابة عكا سنة 460 هـ. بدأ الجمالي بقتل رءوس الأتراك فاستتب له الأمن، وكان من جنده من احتفظ بمسيحيته، واستطاع الجمالي أن يعيد نفوذ الخليفة على جميع بلاد الوجه القبلي حتى أسوان وكذلك الوجه البحري، وبني جامع العطارين وأعاد الرخاء فزاد خراج مصر في سنة (457 –464) من 2. 000. عدد الشيعة في مصر. 000 دينار إلى 3. 100. 000 دينار، وتوفي الجمالي سنة 487 وعهد لابنه الأفضل شاهنشاه. وظل المستنصر في عهد وزرائه كالمحجور عليه إلى أن توفي في 17من ذي الحجة سنة 487 هـ، ومع وفاة المستنصر بدأ العصر العبيدي (الفاطمي) الثاني حيث زادت سلطة الوزراء.
ونخص بالذكر االزميل محمد حلمي عبد الوهاب الذي نسَّق هذا العدد وأشرف عليه. رئـيـس المـركـز