قد يهمك أيضاً: فوائد قراءة سورة البقرة يوميا
( موقع مرجعي) مرجعي: مرجعك الديني
السؤال: يا شيخ أنا أبغى أسأل، أنا نمت وضبطت الساعة على المنبه للصلاة، وقمت قبل الأذان بدقائق أو أكثر بقليل، ورجعت للنوم وأخذت قيلولة وقمت والصلاة قد انتهت، هل أكون متعمدا ترك للصلاة، وأكون قد كفرت؟ أو بعد إذا قمت على المنبه وانتهى الأذان وبعدئذ راودني فكر أن أرجع وأنام قليلا، أو أتاني خمول من أجل النوم وأخذت قيلولة وتعمقت في النوم، وحينما استيقظت انتهت الصلاة، هل بعد ذلك أكون تاركا للصلاة وأكون قد كفرت؟. ويا شيخ ما حكم تأخير صلاة العشاء للرجل سواء كان نائما أم مستيقظا؟ أم حكمها كبقية الفروض تؤدى في وقتها الحاضر؟ وهل أكون إذا أخرت الفرض متعمدا أكون كافرا؟.
ما حكم صيام يوم الشك ؟ حكم الجماع في نهار رمضان عن: دين – مرجعي: في الحياة اليومية العامة، تعترض المسلم مجموعة من الأسئلة والتساؤلات حول بعض القضايا الشائكة التي ترتبط ارتباطا وثيقا مع دينه ومعتقده وهو الإسلام. ولا ضير أو حتى لا بد من استثمار التكنولوجيا والتقدم التقني والعلمي لنشر الدين وزيادة توعية الناس في أمور ومسائل دينهم، خصوصا مع كثيرة الأقوال والاستفسارات التي يطرحها الناس عادةً. ومن هنا انبثقت فكرة هذا القسم (قسم دين- مرجعي) لِــ يَكون إن شاء لله تعالى المرجع الكامل والشافي لكل مسلمة ومسلم في أمور دينهم. الصلاة قبل وقتها حكمها وأجرها - فقه. وبمنتهى الأمانة والاجتهاد يتم كتابة مواضيع هذا القسم. وذلك بعد البحث والتأكد ومراجعة المصادر أولاً بأول. وذلك لتفادي أي خطأ قد ينعكس سلباً على دين الشخص وطريقة عباداته. في هذا القسم عزيزي المسلم عزيزتي المسلمة ستجد مختلف الأقوال التي ترِد في القضايا الدينية، بحيث سنحاول قدر الإمكان الاستماع لكل المذاهب في أطروحاتهم وأجوبتهم وفتاواهم، دون أي تعليقات أو تعقيبات أو اجتهادات شخصية. وأي توفيق أناله فهو من الله وأي تقصير فهو مني، وسبحان من لا يخطئ ولا يغفو. ونسأل الله أن يبارك هذا العمل وينفع به الأمة، ويصلح الجميع وييسّر الأمور ويرزقنا من فضله وينعم علينا بالعلم ويديم علينا نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والحمد لله رب العالمين.
والله أعلم. 23 3 99, 782
- عن عبد الله بن عمر، قال: قدم رجلان من المشْرق فخطبا فعجب النَّاس لبَيَانِهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ من الـبَيَان لسِحْرًا، أو: إنَّ بعْضَ الـبَيَان لسِحْرٌ) [3017] رواه البخاري (5767). والمراد بالبيان (اجتماع الفَصَاحة والبَلَاغة وذكاء القلب مع اللِّسان، وإنَّما شُبِّه بالسِّحر لحِدَّة عمله في سامعه، وسرعة قبول القلب له، يُضْرب في استحسان المنطق، وإيراد الحجَّة البالغة) [3018] ((عون المعبود)) للعظيم آبادي (13/ 240). ونقل أبو هلال العسكري عن عسل بن ذكوان، أنَّه قال: (قال أبو عبد الرَّحمن: أَذَمَّ الـبَيَان أمْ مَدَحه؟ فما أبان أحد بشيء، فقال: ذمَّه؛ لأن السِّحر تمويه، فقال: إنَّ من الـبَيَان ما يُمَوِّه الباطل، حتى يُشَبِّهه بالحقِّ، وقال غيره: بل مَدَحه؛ لأنَّ الـبَيَان من الفهم والذَّكاء. ان من البيان لسحرا حديث. قال أبو هلال: الصَّحيح أنَّه مَدَحه، وتسميته إياه سِحْرًا، إنَّما هو على جهة التَّعجب منه، لأنَّه لما ذمَّ عمرو الزبرقان، ومدحه في حالة واحدة، وصدق في مدحه وذمِّه فيما ذَكَر، عجب النَّبي صلى الله عليه وسلم كما يعجب من السِّحر، فسمَّاه سحرًا من هذا الوجه) [3019] ((جمهرة الأمثال)) لأبي هلال العسكري (1/ 14).
فقال الزبرقان: يا رسول الله إنه ليعلم مني أكثر من هذا، ولكنه حسدني. فقال عمرو: أما والله إنه لزَمِر المروءة، ضيّق العَطَن، أحمق الوالد، لئيم الخال، والله يا رسول الله ما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الأخرى، ولكني رجل رضيت، فقلت أحسن ما علمت، وسخطت فقلت أقبح ما وجدت. فقال عليه الصلاة و السلام: "إن من البيان لسحرا"- يعني أن بعض البيان يعمل عمل السحر. ومعنى السحر: إظهار الباطل في صورة الحق. "إن من البيان لسحرا"؟ - ديوان العرب. والبيان: اجتماع الفصاحة والبلاغة وذكاء القلب مع اللسن. وإنما شبه بالسحر لحدة عمله في سامعه وسرعة قبول القلب له". يضرب القول في استحسان المنطق وإيراد الحجة البالغة. كما بدأ الحُصْري كتابه (زهر الآداب)، ص 5 بباب "فضل البيان" مبتدئًا بالقصة نفسها. ثم إن الجاحظ أورد في (البيان والتبيين)، ج1، ص 349- القصة وبصورة أخرى: " وسأل رسول الله عمرَو بن الأهثم عن الزِّبْرِقان بن بدر، فقال: "إنه مانع لحوزته، مطاع في أدنيه"، فقال الزبرقان: والله يا رسولَ الله، لقد عَلِم منِّي غير ما قال، لكنه حسدني شرفي، فقصّر بي. قال عمرو: هو والله زَمِر المروءة، ضيّق العَطَن، لئيم الخال"، فنظر النبي في عينيه، فقال عمرو: يا رسول الله، رضيت، فقلت أحسن ما علمت، وغضبت فقلت أقبح ما علمت، وما كذبتُ في الأولى، ولقد صدقت في الآخرة، فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ من البيان لسحرًا"-.
كيف نرجو إجابةً لدعاءٍ قد سَدَدنا طريقَه بالذنوبِ ؟!
والعرب إنّما قدّمَت على وفودها أهلَ هذا الفنّ، وجعلَت على رؤوسِها جماعةَ هذه الصَنْعَة، لِمَا تعلمه من أثرِ خطابهم وعاقبةِ كتابهم، وأنَّ داهم الشرِّ عليها ممّا لا عُدّة عندها لردِّه، ولا قدرةَ لها على منعِه، ربّما دفعَهُ باهرُ القولِ من أحدهم. أدوات البيان وأدواتُ البيان: قولٌ باللسان، ونقشٌ بالقلم، وإشارةٌ بالجوارح، واللسانُ والقلمُ أعلَى من الإشارة شأنًا، وأليق بالبيان محلًّا، بل البيان عليهما مُنعقِد، وبهما مَنُوط، وليس يكون بغيرهما ظاهرًا، لأنَّ بلاغةَ المعنى وعذوبةَ اللفظِ، إنّما تكونان فيما كُتب كتابًا، أو أُلقِيَ خطابًا، وإذا تمثّل المرءُ مكنونَه بالإيماء، وأبدى ما بنفسه بالتلويح، وتكلَّف لذلك الجُهد، وجوَّد معه التصرُّف، لم يتبلَّغ منالَه من الإفصاح، ولم يرجع من الاسترسال فيه بِطائل، ولكان فضلُ بيانِ لسانه وتبيانِ كتابِه ساعتئذٍ أظهَر، وحاجته إليه أبيَن. وهو في الإشارة بجوارحه مُحتاجٌ إلى الحركة الكثيرة، وتقليب صورة الوجه لإبلاغ المقصود، مع ما في ذلك من تُهمةِ الجنون، ونَفَار الأفهام عنه، ولا يَحتاج في كشفِ خوافي الصّدر، وإيضاحِ غوامض النّفس، إلاّ للفظٍ حسن، ونَظمٍ مستقيم، وهذا من عمل القلم واللسان وحدهما.