(للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر). وقد تطلق الرجولة ويراد بها وصف زائد يستحق صاحبه المدح وهو ما نقصده فالرجولة بهذا المفهوم تعني القوة والمروءة والكمال. تفسير رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء [ النور: 37]. وكلما كملت صفات المرء استحق هذا الوصف أعنى أن يكون رجلا. وقال وصف الله بذلك الوصف أشرف الخلق فقال: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى) فهي صفة هؤلاء، الكبار الكرام الذين تحملوا أعباء الرسالة وقادو الأمم إلى ربها، وهي صفة أهل الوفاء، مع الله الذي باعوا نفوسهم لربهم ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) وصفة أهل المساجد الذين لم تشغلهم العوارض عن الذكر والآخرة (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار). وأوضح أن الذي يتتبع الرجولة في القرآن الكريم والسنة النبوية يعلم أن أعظم من تتحقق فيهم سمات الرجولة الحقة هم الذين يستضيئون بنور الإيمان ويحققون عبادة الرحمن ويلتزمون التقوى في صغير حياتهم وكبيرها كما قال تعالى، (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وعندما سئل عليه الصلاة والسلام: (من أكرم الناس؟ قال: "أتقاهم لله").
وهي أنهم هم الرجال الحقيقيون الذين لا تلهيهم أو تبعدهم أموالهم وأعمالهم مهما كثرت عن الصلاة المفروضة، أو ذكر ربهم عزّ وجل. كما أن هؤلاء الرجال الحقيقيون ما كان حبَّ المال ليمنعهم من أداء حقّ الله في أموالهم. ومن الإنفاق في سبيل الله على الفقراء، وفي أبواب الخير الأخرى. ولقد خصص الله سبحانه وتعالى الرجال في هذه المزيّة، وذلك لأن الصلاة واجبةٌ على الرجال في المسجد دون النساء. ولذلك فإن المعنى العام يصبح أن الرجال الصادقين هم الذين لا تُشغلهم تجاراتهم وأعمالهم ومكاسبهم الدنيوية عن الصلوات الخمسة. وأداؤها في وقتها دون تأخير، كما أنهم لا يتوانون عن أداء زكاة أموالهم. حيث يسرعون في دفعها مهما بلغت دون تباطؤ. إن قول الله تعالى: َ(تتَقلّبُ فيهِ القُلُوبُ والأبْصَاْر). أي أن كل ما سبق ذكرهُ من المواظبة على الصلاة والزكاةِ وفعل الخيراتِ بسبب خوفِ أؤلئك الرجال من يوم القيامة التي تصل فيه القلوب للحناجر. وتشخص فيه الأعين من هول الموقف. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله. أما قول الله عزّ وجل (إقاْم الصَّلاْتِ) ولم يقل أداءِ الصلاة فيعني أن يؤدي المؤمن الصلوات المكتوبة بكامل أركانها من حضورٍ للقلب. وخشوعٍ للجوارح، ومراقبةٍ لله تعالى، مع التقيد بشروط الصلاة من طهارةٍ للثياب والبدن، ودخولٍ للوقت والتوجه نحو القبلة.
وقيل: هي الأعمال الصالحة. ( يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار) قيل: تتقلب القلوب عما كانت عليه في الدنيا من الشرك والكفر ، وتنفتح الأبصار من الأغطية ، وقيل: تتقلب القلوب بين الخوف والرجاء تخشى الهلاك وتطمع في النجاة ، وتقلب الأبصار من هوله أي: ناحية يؤخذ بهم ذات اليمين أم ذات الشمال ، ومن أين يؤتون الكتب من قبل الأيمان أم من قبل الشمائل ، وذلك يوم القيامة. وقيل: تتقلب القلوب في الجوف فترتفع إلى الحنجرة فلا تنزل ولا تخرج ، وتقلب البصر شخوصه من هول الأمر وشدته.
[5] شاهد أيضًا: ما هو الذكر الذي يعتبر كنز من كنوز الجنة إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي ذكر اكتب شيء تؤجر عليه ، كما ذكر دعاء تُؤجر عليه وارد عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وبيَّن أحب الكلام إلى الله تعالى، بالإضافة إلى ذكر أفضل الذكر في الإسلام وأجر هذا الذكر وثوابه. المراجع ^ صحيح البخاري, أنس بن مالك، البخاري، 6389 ، صحيح. اكتب شي تؤجر عليه. ^, شروح الأحاديث, 11/02/2022 صحيح مسلم, سمرة بن جندب، مسلم، 2137 ، صحيح. صحيح البخاري, أبو هريرة، البخاري، 3293، صحيح. ^, ما أفضل الذكر؟, 11/02/2022
اكتب شي تؤجر عليه🙏 - YouTube
"اللّهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به منّي، اللّهم اغفر لي جَدِّي وهزلي وخطئي وعمدي وكلّ ذلك عندي، اللّهم اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به منّي، أنت المُقدّم وأنت المُؤخّر وأنت على كلّ شيء قدير".
دعاء تؤجر عليه إنَّ الدعاء هو صلة بين العبد وربه يلجأ إليه من خلاله، وإنَّ في الدعاء فضل وأجر، ومن أكثر الدعاء الذي كان يقوله رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ما ورد في الحديث الشريف عن أنس بن مالك أنَّه قال: "كانَ أكْثَرُ دُعَاءِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنَا عَذَابَ النَّارِ" [1] ، وهو دعاءٌ يجمع بين الفضل في الدنيا والفضل في الآخرة، وهو دعاء فيه الكثير من الفضل والأجر بإذن الله. [2] أحب الكلام إلى الله إنَّ ذكر الله تعالى هو من الأعمال العظيمة ذات الأجر التي تورث في قلب الإنسان محبة الله تعالى وتقواه بشكل دائم، وإنَّ أحب الذكر والكلام إلى الله تعالى هو ما ورد في الحديث الشريف الوارد عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ. لا يَضُرُّكَ بأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ" [3] ، فإنَّ هذه الكلمات هي كلمات تُنزّه الخالق وتُؤكد على وحدانيته وقدرته العظيمة التي وسعت كل شيء، وتجمع أعظم المعاني، والله أعلم.