وقد روي أنه لما كبر اليسع قال لو أني استخلفت رجلاً على الناس يعمل عليهم في حياتي حتى أنظر كيف يعمل؟ فجمع الناس فقال: من يتقبل لي بثلاث استخلفه: يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب. فقام رجل تزدريه العين، فقال: أنا، فقال: أنت تصوم النهار، وتقوم الليل، ولا تغضب؟ قال: نعم. لكن اليسع -عليه السلام- ردّ الناس ذلك اليوم دون أن يستخلف أحدا. وفي اليوم التالي خرج اليسع -عليه السلام- على قومه وقال مثل ما قال اليوم الأول، فسكت الناس وقام ذلك الرجل فقال أنا. فاستخلف اليسع ذلك الرجل. فجعل إبليس يقول للشياطين: عليكم بفلان، فأعياهم ذلك. فقال دعوني وإياه فأتاه في صورة شيخ كبير فقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة، وكان لا ينام الليل والنهار، إلا تلك النّومة فدقّ الباب. فقال ذو الكفل: من هذا؟ قال: شيخ كبير مظلوم. فقام ذو الكفل ففتح الباب. فبدأ الشيخ يحدّثه عن خصومة بينه وبين قومه، وما فعلوه به، وكيف ظلموه، وأخذ يطوّل في الحديث حتى حضر موعد مجلس ذو الكفل بين الناس، وذهبت القائلة. فقال ذو الكفل: إذا رحت للمجلس فإنني آخذ لك بحقّك. ذو الكفل عليه السلام. فخرج الشيخ وخرج ذو الكفل لمجلسه دون أن ينام. لكن الشيخ لم يحضر للمجلس. وانفض المجلس دون أن يحضر الشيخ.
وقال السعدي رحمه الله: " أي: واذكر هؤلاء الأنبياء بأحسن الذكر، وأثن عليهم أحسن الثناء ، فإن كلا منهم من الأخيار الذين اختارهم الله من الخلق ، واختار لهم أكمل الأحوال ، من الأعمال، والأخلاق ، والصفات الحميدة ، والخصال السديدة ". انتهى من " تفسير السعدي " (ص 715). فالمذكور عن ذي الكفل عليه السلام أنه كان من الصابرين والأخيار ، هكذا ذكره ربنا سبحانه في كتابه ، ولا نعلم عنه غير ذلك ، وليست له قصة تذكر ، وما يذكره الإخباريون والمفسرون فكله منقول عن أهل الكتاب ؛ فالله أعلم بحقيقة ذلك.
وقد رُوي عن ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ، أن سيدنا ذا الكفل لما كبر في العمر ، خرج على قومه وقال لهم أنه يرغب في أن يستخلفه رجلاً على بني قومه ، فيعمل عليهم قبل موته حتى يدري ما سوف يفعله بهم. ولما جمع بني قومه آنذاك سألهم عمن يستطيع أن يتقبل منه أن يستخلفه في ثلاثة أمور هي ؛ أن يصوم النهار ، ويقوم الليل ، وألا يغضب ، وهنا نهض رجل فقال له أنا أفعل ، فسأله سيدنا ذا الكفل أأنت تصوم النهار ، وتقوم الليل ، ولا تغضب ؟ ، فأجابه الرجل أن بلى ولكن رده سيدنا ذا الكفل ، وفي اليوم التالي تكرر ما حدث ونهض نفس الرجل وقال أنا ، وبسؤاله أكد ما نوى ، ولكن رده سيدنا اليسع مرة ثانية ، إلى أن نهض ثالثًا ، فقال أنا ، فاستخلفه على بني قومه. قال فظل إبليس يتربص به ويقول لأعوانه من الشياطين عليكم بفلان ، فظلوا يراودونه حتى أعياهم ، فقال لهم إبليس دعوه لي ، فذهب إليه في هيئة شيخ عجوز كبير في السن وفقير ، وأتاه عندما أخذ مضجعه ، وكان لا ينام ليلاً أو نهارًا ، إلا تلك الغفوة في القيلولة ، وعندما بدأ يغفو إذا بالباب يطرقه أحدهم فصاح متسائلاً من ؟ فقال الطارق أنا شيخ عجوز مظلوم ، فنهض وفتح له الباب واستضافه ، فجعل يقص عليه أن قومه قد ظلموه ، وأنه بينه وبينهم ظلومة ، وقال أنهم فعلوا وفعلوا به ، حتى بدأ يجن الغروب وترحل القائلة ، فقال له إذا رحلت فإنني أجلب لك حقك.
فقام ذو الكفل إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه؟ وإذا الرجل معه في البيت، فعرفه فقال: أَعَدُوَّ اللهِ؟ قال: نعم أعييتني في كل شيء ففعلت كل ما ترى لأغضبك. فسماه الله ذا الكفل لأنه تكفل بأمر فوفى به
وقال: وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ [5] سورة ص ، الآية 48. كان ذو الكفل يصلي كل يوم مائة صلاة، قيل إنه تكفل لبني قومه أن يقضي بينهم بالعدل ويكفيهم أمرهم ففعل فسمي بذي الكفل. قال ابن كثير: فالظاهر من ذكره في القرآن بالثناء عليه مقرونا مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي عليه من ربه الصلاة والسلام وهذا هو المشهور. والقرآن الكريم لم يزد على ذكر اسمه في عداد الأنبياء أما دعوته ورسالته والقوم الذين أرسل إليهم فلم يتعرض لشيء من ذلك لا بالإجمال ولا بالتفصيل، كما أن الكثير من المؤرخين لم يوردوا عنه إلا النزر اليسير. ومما ينبغي التنبه له أن (ذا الكفل) الذي ذكره القرآن هو غير (الكفل) الذي ذكر في الحديث الشريف ونص الحديث كما رواه الأمام أحمد عن ابن عمر ما قال: (كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع عن ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينار على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت فقال لها ما يبكيك ؟ أكرهتك ؟ قالت: لا ولكن هذا عمل لم أعمله قط وإنما حملتني عليه الحاجة. قال: فتفعلين هذا ولم تفعليه قط ؟ ثم نزل فقال أذهبي بالدنانير لك، ثم قال: والله لا يعصي الله الكفل أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه: قد غفر الله للكفل).
ومما ينبغي التنبه له أن (ذا الكفل) الذي ذكره القرآن هو غير (الكفل) الذي ذكر في الحديث الشريف ونص الحديث كما رواه الأمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع عن ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينار على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت فقال لها ما يبكيك ؟ أكرهتك ؟ قالت: لا ولكن هذا عمل لم أعمله قط وإنما حملتني عليه الحاجة.. قال: فتفعلين هذا ولم تفعليه قط ؟ ثم نزل فقال أذهبي بالدنانير لك ، ثم قال: والله لا يعصي الله الكفل أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه: قد غفر الله للكفل). رواه الترمذي وقال: حديث حسن وروي موقوفا على ابن عمر وفي إسناده نظر. فإن كان محفوظا فليس هو ذا الكفل وإنما لفظ الحديث الكفل من غير إضافة فهو إذا رجل آخر غير المذكور في القرآن. ويذكر بعض المؤرخين أن ذا الكفل تكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم ويقضي بينهم بالعدل فسمي ذا الكفل وذكروا بعض القصص في ذلك ولكنها قصص تحتاج إلى تثبت وإلى تمحيص وتدقيق. الرجل الصالح: أما من يقول أن ذو الكفل لم يكن نبيا وإنما كان رجلا صالحا من بني إسرائيل فيروي أنه كان في عهد نبي الله اليسع عليه السلام.
16/12/2010, 11:47 PM محب الجنان مُجتهـد قصة الملك والعجوز ((هكذا يكون نهاية الظلم)) بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قصة الملك وعاقبة الظلم.. هذه قصة توجه إلى الظلمة، الذين يظلموا الناس ولا يبالوا، وخاصة الأمراء والوزراء واصحاب المناصب ومن لهم سلطة. قد أعطاهم الله تعالى من الجاه والمنصب ولكن لم يجعلوه في طاعة الله تعالى وإنما في محاربة دين الله والتعدي على المستضعفين والتكبر. ما هي نهاية الظالم - حكم. إن هذه القصة عبرة لمن أراد أن يعتبر وخاصة الظلمة فقد قال الله تعالى ( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون) قال ابن عباس: هذا وعيد للظالم وتعزية للمظلوم. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته. ثم قرأ" وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد"هود102) متفق عليه. وإليكم هذه القصة المؤثرة والتي تبين عاقبة الظلم وأن لا يغتر الظالم وخاصة الحكام والأمراء والسلاطين والوزراء بالمنصب والقوة فإنها أمام الله تعالى لا تساوي شيء. وكل من ظُلم فعليه طرق أبواب السماء وطلب المدد من الله ولا يخشى أمير أو سلطان أو وزير أو طاغية فإنهم ضعفاء أمام قوة الجبار سبحانه وتعالى.
وعندما لم يجد هذا العامل من ينصره أو يعينه لأخذ راتبه ألهب قلبه واشتعلت نيران القهر بداخله، فلم يجد أمامه إلا الانتحار حتى يريح نفسه ويتخلص من أذى الدنيا والعياذ بالله، وقد انتقم الله للمظلوم من الظالم وتعرض صاحب العمل لخسارة كبيرة بفضل دعاء المظلوم ونصر الله تعالى له. كما أن هناك العديد من القصص التي تحكي عن خادمات انتحرن بإلقاء انفسهن من العمائر الشامخة أو عن طريق الانتحار شنقًا، وقد كان ذلك لنفس السبب والشعور بالقهر والبخس وسوء المعاملة، وجميع هذه القصص هي نذير شر وانتقام وعقوبة من الله تعالى وانتقام، لأن صفة الظلم من أقبح أنواع الذنوب وأكثرها خطرًا. وقد قامت السماوات السبع والأرض على العدل، وقد أقسم الله تعالى في كتابه على نصرة المظلوم حتى لو بعد حين. نصرة المظلوم وفضيحة الظالم وهناك العديد من حوادث ومخاطر الظلم التي تتطلب تدخل إنساني ووقفة إيمانية، ويتم ذلك عن طريق التحذير من الظلم وتوضيح مخاطره، مع توعية الناس بفظاعة هذا الفعل وفضح من يقوم به والوقوف مع الشخص المظلوب ونصرته، حيث أن التصرفات الدنيئة والمعاملة القاسية تعتير من أبشع أنواع المعاصي لأنها تجمع ما بين البخس والظلم وأكل المال دون حق.
سوف يسألك الله سبحانه وتعالى يوما عن مظلوم ظلمته، وعين أبكيتها، وقلب أوجعته فاحذر! والحياة بطبيعتها وطبعها دوارة، تصيب الظالم بما ظلم، والشامت بما شمت، والمسيء بما أساء، لذلك لا تحزن فربك اسمه العدل. قصص وعبر نهاية الظالمين اتقوا الظلم! القصـــــــــــــــــــــــة الأولى: قصة لا يستطيع أي منا نسيانها بمجرد قراءتها أو الاستماع إليها… إنها قصة شاب يعيش على خداع الفتيات والإيقاع بهن، كان يسلبهن أعز ما يملكن، في البداية يجعلهن منومات بكلامه المعسول ومن بعدها يفعل بهن ما يجعلهن يفضلن الموت على البقاء على قيد الحياة بوصمة عار لا توصف. كان يعيش على هذا النحو، وما إن ينتهي من فريسته حتى يبحث عن غيرها، ولم توجد فتاة تعتصي عليه وعلى حيله وعلى ألاعيبه، فلكل فتاة وضع نظاما معينا يستطيع من خلاله استمالة قلبها وعقلها أيضا. حتى جاء اليوم الذي تعرف فيه على فتاة جميلة للغاية استهوت قلبه، فأراد أن يأخذ منه ما أخذه من غيرها من قبلها الكثيرات والكثيرات، ولكن هذه الفتاة كانت تختلف عن مثيلاتها، فكانت تمثل له الشوكة في الحلق. جرب معها كل الطرق والحيل غير أنها لم تستجب له ولم تطاوعه على فع ما حرمه الله، وعندما ابتعدت عن طريقه لم يتقبل فكرة هناك فتاة تغلبت عليه؛ تحايل عليها بأنه لا يستطيع العيش بدونها، وأنها أسرت عليه قلبه وأنها بالنسبة إليه كالهواء النقي الذي سيخلصه من هذه الدنيا الظلماء.