في تصريح للصحافيين العاملين في روما، نقله موقع "كروكس"، يقول الكاهن ستيفانو كابريو، المختص بالتاريخ الروسي إن تفسير موقف كيريل "كداعم للحرب" غير دقيق بالكامل. ويقول كابريو إن بطريرك موسكو لم يعلن عن موقف مباشر من الحرب، إلا بعد الغزو بنحو عشرة أيام، ما يمكن تفسيره كنوع من "الاستياء". ويعتقد كابريو أن ضغوط بوتين، وأجنحة أكثر "تطرفاً" في الكنيسة الروسية، هي ما دفعت كيريل لتبرير الحرب كمعركة لصدّ "القيم الغربية". وبحسب كابريو: "لا يمكن لكيريل معارضة الحرب، لأنه يعرف أنه سيقتل". وزير الكهرباء يشارك في مؤتمر الإعلان عن الشراكة الإعلامية مع "سي إن إن" الدولية. الكنيسة الأرثوذكسية الروسية من أعرق وأكبر الكنائس التي تتبع التقويم الشرقي، ورغم قيمتها من حيث العدد والوزن السياسي والديني، إلا أن كيريل لا يتمتع بسلطة على باقي الكنائس الأرثوذكسية في العالم. تتبع الكنائس الشرقية العقيدة ذاتها، ولكنها مستقلة عن بعضها البعض إدارياً، فيما يتمتع البطريرك المسكوني برثلماوس، بطريرك القسطنطينية، بمكانة معنوية، كمتقدم بين متساوين. صادق بارثلماوس الأول على استقلال الكنيسة الأوكرانية، وانفصالها عن وصاية موسكو الدينية، عام 2018. وأدت تلك الخطوة إلى قطع العلاقات بين بطريركية موسكو القوية، ومنافستها التاريخية بطريركية القسطنطينية مركز الثقل الروحي تاريخياً للطائفة.
وفي الوقت ذاته، تسود نقاشات حامية في "مجلس الكنائس العالمي" حول إمكانية سحب عضوية بطريرك موسكو. من هو كيريل؟ يلقّب كيريل في الإعلام الغربي بأنه "بابا بوتين"، ويذهب بعضهم إلى مقارنته بالراهب راسبوتين، صاحب التأثير الكبير على آخر قياصرة آل رومانوف، نيكولاي الثاني. ويرى مختصون في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، أن كيريل يعدّ المرشد الروحي لبوتين، ويحكى الكثير عن دوره في شدّ العصب الديني خلف المؤسسة العسكرية الروسية، حيث بات الكهنة يرافقون الجنود في غزواتهم، أو يباركون الصواريخ. وقد انتخب الأسقف كيريل بطريركاً لموسكو وسائر روسيا، في عام 2009، وبات بذلك القائد الروحي لنحو 110 مليون مسيحي أرثوذوكسي، خلفاً للبطريرك ألكسي الثاني. ولد فلاديمير ميخائيلوفيتش غونديايف عام 1946، واتخذ اسم كيريل عند سيامته كاهناً عام 1969، وبدأ حياته في الخدمة من خلال تدريس العقائد اللاهوتية. تولى لسنوات طويلة العمل في دائرة العلاقات الكنسية الخارجية في بطريركية موسكو، لذلك بعتقد أنه كان على صلة بالاستخبارات السوفيتية، وتشير تقارير إلى شكوك حول "استخدام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي والاستخبارات لعدد من الهيئات الكنسية لأغراضهم الخاصة من خلال دائرة العلاقات الخارجية للكنيسة".
08:20 م الأحد 24 أبريل 2022 موسكو - (بي بي سي) حاملاً شمعة حمراء، تقدّم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، صفوف المحتفلين بعيد الفصح حسب الطقس الشرقي، في كاتدرائية المسيح المخلص، منتصف ليل الأحد. بطريرك موسكو وعموم روسيا للروم الأرثوذكس وحليف بوتين، كيريل، رش المياه المقدسة على لفائف خبز الكوليتش الروسية التقليدية، وباركها، قائلاً إن بعضها سيرسل إلى إقليم دونباس في شرق أوكرانيا، حيث تنفذ روسيا ما تصفه بأنه "حملة عسكرية خاصة". كيريل الذي يواجه انتقادات داخل الكنيسة الأرثوذكسية بسبب موقفه من الحرب، قال في القداس: "نأمل أن تساعد هدية عيد الفصح هذه، في تهدئة قلوب المنخرطين وعقولهم في هذا الصراع الضروس المتواصل منذ سنوات، بأسرع وقت، ويحل السلام الذي طال انتظاره". وفيما دعا البطريرك إلى شفاء جراح العائلات والأطفال المتأثرين بالصراع، وصلّى من أجل "سلام دائم"، لم يوجه أي انتقاد مباشر للحرب. موقف كيريل الداعم لخيارات بوتين في أوكرانيا، تسبّب بانقسامات في الصّف الأرثوذكسي، كما وضع بطريركية موسكو في موقف محرج على مستوى الكنائس العالمية. فمن جهة، ألغى بابا الفاتيكان فرنسيس لقاءً كان من المفترض أن يعقده في يونيو/ حزيران المقبل مع بطريرك موسكو، كيريل، في القدس.
الجواب: مشيئة الله تعالى هي الغالبة والنافذة سواء في الهداية أو غيرها من الأمور كلها ، قال الله تعالى: " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين " [التكوير: 29]. والمشيئة هنا كما ذكر أغلب المفسرون تعود على الله تعالى في توفيق العبد وإعانته إذا رغب في الهداية وسلك طريقها وعمل صالحا ، كما قال تعالى: " ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا " [الإسراء: 19] ، وقوله تعالى: " فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى " [الليل: 5 - 7]. وأما الآية المذكورة في السؤال التي تتعلق بالفعل (يشاء) هل هي عائدة على مشيئة الله تعالى أم عائدة على مشيئة العبد وذلك في قوله تعالى: " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " [القصص: 56] ، فقد تعود على الله بمعنى هداية الإعانة والتوفيق ، وقد تعود على العبد بمعنى اختيار طريق الهداية والرغبة في طاعة الله وامتثال أمره واجتناب نهيه. والهداية تأتي بمعنيين: 1- هداية دلالة وطريق: أي يهدي بمعنى يدل ومنه قوله تعالى: " وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ". 2- هداية توفيق: أي يهدي بمعنى يوفق ويعين ومنه قوله تعالى: " إنك لا تهدي من أحببت " أي هداية إعانة وتوفيق.
ثانيهما: أن يكون الإضلال من الله، وهو أن الله تعالى وضع جبلة الإنسان على هيئة إذا راعى طريقا محمودا كان أو مذموما ألفه واستطابه، ولزمه وتعذر صرفه وانصرافه عنه، ويصير ذلك كالطبع الذي يأبى على الناقل؛ ولذلك قيل: العادة طبع ثان، وهذه القوة في الإنسان فعل إلهي، وإذا كان كذلك، وقد ذكر في غير هذا الموضع أن كل شىء يكون سببا في وقوع فعل صح نسبة ذلك الفعل إليه، فصح أن ينسب ضلال العبد إلى الله من هذا الوجه. فيقال: أضله الله، لا على الوجه الذي يتصوره الجهلة - وهو "أن الله تعالى أجبر الضالين على الضلال" - ولكن لما قلناه من أنه جعل الإضلال المنسوب إلى نفسه - أي: جعل الله الإضلال المنسوب إليه تعالى - للكافر والفاسق دون المؤمن، بل نفى عن نفسه إضلال المؤمن، فقال جل شأنه:) وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم ( (التوبة: 115) ، وقوله تعالى:) والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم (4) سيهديهم ويصلح بالهم (5) ( (محمد) ، وقـال في الكافـر والفاســق:) وما يضــل بـه إلا الفاسقيـن (26) ( (البقرة) [3]. ثانيا. قوله:) ويهدي من يشاء ( ليس معناه الانحياز إلى بعض عباده دون بعض: ليس معنى قوله تعالى:) والله يهدي من يشاء ( (النور: 46) الانحياز إلى بعض العباد دون بعض، وإن انحاز إلى قسم من عباده فليس من حق أحد أن يقول لماذا فعلت هذا؟ لأن الله تعالى هو مالك الملك، هو المتصرف، ولا يملك أحد حقا لأي ادعاء أو اعتراض عليه سبحانه، فهو سبحانه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
(سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (١٤٢)). [سورة البقرة: ١٤٢]. (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا) أي: سيقول ضعفاء العقول من الناس. (مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا) ما صرفهم وحولهم عن القبلة التي كانوا عليها وهي بيت المقدس، قبلة المرسلين قبلهم؟ • اختلف العلماء بالمراد بالسفهاء هنا: فقيل: مشركوا العرب، وقيل: أحبار اليهود، وقيل: المنافقون، قال ابن كثير: والآية عامة في هؤلاء كلهم. • قال السعدي: دلت الآية على أنه لا يعترض على أحكام الله إلا سفيه جاهل معاند، وأما الرشيد المؤمن العاقل فيتلقى أحكام ربه بالقبول والانقياد والتسليم. • قال ابن القيم: وكان لله في جعل القبلة إلى بيت المقدس؛ ثم تحويلها إلى الكعبة حِكَم عظيمة، ومحنةٌ للمسلمين والمشركين واليهود والمنافقين. فأما المسلمون، فقالوا: سمعنا وأطعنا، وقالوا (آمنا به كل من عند ربنا) وهم الذين هدى الله، ولم تكن كبيرة عليهم. وأما المشركون، فقالوا: كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا، وما رجع إليها إلا أنه الحق.