تفسير الطبري عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ فِي الدُّنْيَا, فِيمَا أَمَرْنَاهُمْ بِهِ وَفِيمَا بَعَثْنَاك بِهِ إِلَيْهِمْ مِنْ آي كِتَابِي الَّذِي أَنْزَلْته إِلَيْهِمْ وَفِيمَا دَعَوْنَاهُمْ إِلَيْهِ مِنْ الْإِقْرَار بِهِ وَمِنْ تَوْحِيدِي وَالْبَرَاءَة مِنْ الْأَنْدَاد وَالْأَوْثَان. عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ فِي الدُّنْيَا, فِيمَا أَمَرْنَاهُمْ بِهِ وَفِيمَا بَعَثْنَاك بِهِ إِلَيْهِمْ مِنْ آي كِتَابِي الَّذِي أَنْزَلْته إِلَيْهِمْ وَفِيمَا دَعَوْنَاهُمْ إِلَيْهِ مِنْ الْإِقْرَار بِهِ وَمِنْ تَوْحِيدِي وَالْبَرَاءَة مِنْ الْأَنْدَاد وَالْأَوْثَان. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الحجر - قوله تعالى فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون- الجزء رقم8. ' تفسير القرطبي قوله تعالى { فوربك لنسألنهم أجمعين} أي لنسألن هؤلاء الذين جرى ذكرهم عما عملوا في الدنيا. وفي البخاري: وقال عدة من أهل العلم في قوله { فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون} عن لا إله إلا الله. قلت: وهذا قد روي مرفوعا، روى الترمذي الحكيم قال: حدثنا الجارود بن معاذ قال حدثنا الفضل بن موسى عن شريك عن ليث عن بشير بن نهيك عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله { فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعمون} قال: (عن قول لا إله إلا الله) قال أبو عبدالله: معناه عندنا عن صدق لا إله إلا الله ووفائها؛ وذلك أن الله تعالى ذكر في تنزيله العمل فقال { عما كانوا يعملون} ولم يقل عما كانوا يقولون، وإن كان قد يجوز أن يكون القول أيضا عمل اللسان، فإنما المعني به ما يعرفه أهل اللغة أن القول قول والعمل عمل.
فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون 0 40
واعْلَمْ أنَّ المُفَسِّرِينَ قَدِ اخْتَلَفُوا في عَدَدِ هَؤُلاءِ المُسْتَهْزِئِينَ وفي أسْمائِهِمْ وفي كَيْفِيَّةِ طَرِيقِ اسْتِهْزائِهِمْ، ولا حاجَةَ إلى شَيْءٍ مِنها، والقَدْرُ المَعْلُومُ أنَّهم طَبَقَةٌ لَهم قُوَّةٌ وشَوْكَةٌ ورِياسَةٌ؛ لِأنَّ أمْثالَهم هُمُ الَّذِينَ يَقْدِرُونَ عَلى إظْهارِ مِثْلِ هَذِهِ السَّفاهَةِ مَعَ مِثْلِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في عُلُوِّ قَدْرِهِ وعِظَمِ مَنصِبِهِ، ودَلَّ القُرْآنُ عَلى أنَّ اللَّهَ تَعالى أفْناهم وأبادَهم وأزالَ كَيْدَهم، واللَّهُ أعْلَمُ.
2015-07-22 تجمع دعاة الشام, تدبرات قرآنية, كاتب, مشاريع التجمع 602 زيارة قسم من الله … تشيب لمثله رؤوس المؤمنين وترتجف منه أفئدة العارفين ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ☆ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الحجر 92: 93] هل أعددت لهذا السـؤال جوابا ؟؟ صباح المستعدين 〰〰〰〰〰〰 * جوال " دعاة الشام " *
فإن قيل: فقد قال - تعالى -: ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون وقال: فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ، وقال: ولا يكلمهم الله ، وقال: إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. قلنا: القيامة مواطن ، فموطن يكون فيه سؤال وكلام ، وموطن لا يكون ذلك فيه. قال عكرمة: القيامة مواطن ، يسأل في بعضها ولا يسأل في بعضها. وقال ابن عباس: ( لا يسألهم سؤال استخبار واستعلام هل عملتم كذا وكذا; لأن الله عالم بكل شيء ، ولكن يسألهم سؤال تقريع وتوبيخ فيقول لهم: لم عصيتم القرآن وما حجتكم فيه ؟ واعتمد قطرب هذا القول. وقيل: لنسألنهم أجمعين يعني المؤمنين المكلفين; بيانه قوله - تعالى -: ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم. والقول بالعموم أولى كما ذكر. والله أعلم. الطبرى: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فوربك يا محمد لنسألنّ هؤلاء الذين جعلوا القرآن في الدنيا عِضين في الآخرة عما كانوا يعملون في الدنيا، فيما أمرناهم به ، وفيما بعثناك به إليهم من آي كتابي الذي أنـزلته إليهم ، وفيما دعوناهم إليه من الإقرار به ومن توحيدي والبراءة من الأنداد والأوثان.. وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كريب وأبو السائب، قالا ثنا ابن إدريس، قال: سمعت ليثا، عن بشير، عن أنس، في قوله (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) قال: عن شهادة أن لا اله إلا الله.
كما قال الحسن البصري: ليس الإيمان بالتحلي ولا الدين بالتمني ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال. ولهذا ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة قيل: يا رسول الله ، وما إخلاصها ؟ قال: أن تحجزه عن محارم الله. رواه زيد بن أرقم. وعنه أيضا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله عهد إلي ألا يأتيني أحد من أمتي بلا إله إلا الله لا يخلط بها شيئا إلا وجبت له الجنة قالوا: يا رسول الله ، وما الذي يخلط بلا إله إلا الله ؟ قال: حرصا على الدنيا وجمعا لها ومنعا لها ، يقولون قول الأنبياء ويعملون أعمال الجبابرة. وروى أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا إله إلا الله تمنع العباد من سخط الله ما لم يؤثروا صفقة دنياهم على دينهم فإذا آثروا صفقة دنياهم على دينهم ثم قالوا لا إله إلا الله ردت عليهم وقال الله كذبتم. أسانيدها في نوادر الأصول. قلت: والآية بعمومها تدل على سؤال الجميع ومحاسبتهم كافرهم ومؤمنهم ، إلا من دخل الجنة بغير حساب على ما بيناه في كتاب ( التذكرة). فإن قيل: وهل يسأل الكافر ويحاسب ؟ قلنا: فيه خلاف وذكرناه في التذكرة. والذي يظهر سؤاله للآية وقوله: وقفوهم إنهم مسئولون وقوله: إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم.
ابو معاذ المسلم 06-11-2020 11:27 PM في نور آية كريمة.. "يريد الله أن يخفف عنكم" أمير سعيد " يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا " آية عظيمة، توضح حكمة الشرائع ومراد الله سبحانه وتعالى منها، وهو التخفيف عن عباده المؤمنين، تيسير الطريق لهم، معانقة الفطرة والسير معها في طريق واحد لا يعتلجان فيه أو يتعاكسان.. جاء الإسلام بالحنيفية السمحة فنظم الدين والدنيا معاً في مسار معبد رفيق، يتسق مع الفطرة فلا نكد ولا شقاق وانفصام. يُلتزم هذا الطريق فلا غبن ولا ظلم ولا هضم. ما جعل الله فيه من حرج، إنما الحرج على من يتنفس من غير هوائه ويستنشق ما سواه؛ فيضيق صدره كأنما يصعد في السماء. يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما - بسند فيه انقطاع – "ثمان آيات في سورة النساء هن خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت هذه الثلاث " يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ.... وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا "، وإن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه، وإن الله لا يغفر أن يشرك به، وإن الله لا يظلم مثقال ذرة ومن يعمل سوءا يجز به، وما يفعل الله بعذابكم".
(ويُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ) أي: ويريد أتباع الشهوات عموماً من أهل الكفر والفسوق والفجور والعصيان. • قال القرطبي: اختلف في تعيين المتَّبِعين للشهوات؛ فقال مجاهد: هم الزناة. وقال السّدِّي: هم اليهود والنصارى. وقالت فرقة: هم اليهود خاصّةً؛ لأنهم أرادوا أن يتبعهم المسلمون في نكاح الأخوات من الأب. وقال ابن زيد: ذلك على العموم، وهو الأصح. (تفسير القرطبي). • والشهوات جمع شهوة، وهي ما يغلب على النفس محبته وهواه، والشهوة قد تكون شهوة فرج وبطن تدفع الإنسان إلى استباحة ما حرم الله من الفروج والمآكل، وقد تكون شهوة فكر وقلب تحمل المرء على رد الحق وقبول الباطل. (أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً) أي: أن تنحرفوا عما يريد الله لكم من الاستقامة على هدى الله وسلوك طريق الحق، وتسلكوا طريق الباطل. (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) أي: يريد الله أن يخفف عنكم وييسر عليكم فيما شرعه لكم في أوامره ونواهيه • التخفيف ضد التشديد والتثقيل، وقد خفف الله عن هذه الأمة فقال تعالى (يرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) وقال تعالى (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) وقال تعالى (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا).
نواصل، اليوم، سلسلة "آية و5 تفسيرات" التى بدأناها منذ أول رمضان، ونتوقف اليوم عند آية من الجزء الخامس، هى الآية رقم 28 فى سورة النساء، والتى يقول فيها الله سبحانه وتعالى "يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا". تفسير الطبرى قال أبو جعفر: يعنى جل ثناؤه بقوله: "يريد الله أن يخفف عنكم"، يريد الله أن يُيسر عليكم، بإذنه لكم فى نكاح الفتيات المؤمنات إذا لم تستطيعوا طولا لحرة "وخلق الإنسان ضعيفًا"، يقول: يسَّر ذلك عليكم إذا كنتم غيرَ مستطيعى الطوْل للحرائر، لأنكم خُلِقتم ضعفاء عجزةً عن ترك جماع النساء، قليلى الصبر عنه، فأذن لكم فى نكاح فتياتكم المؤمنات عند خوفكم العَنَت على أنفسكم، ولم تجدُوا طولا لحرة، لئلا تزنوا، لقلّة صبركم على ترك جماع النساء. تفسير البغوى (يريد الله أن يخفف عنكم) يسهل عليكم فى أحكام الشرع، وقد سهل كما قال جل ذكره: "ويضع عنهم إصرهم" (الأعراف - 157) وقال النبى صلى الله عليه وسلم: "بعثت بالحنيفية السمحة السهلة"، (وخلق الإنسان ضعيفا) قال طاوس والكلبى وغيرهما فى أمر النساء: لا يصبر عنهن، وقال ابن كيسان: ( وخلق الإنسان ضعيفا) يستميله هواه وشهوته، وقال الحسن: هو أنه خلق من ماء مهين، بيانه قوله تعالى: "الله الذى خلقكم من ضعف" ( الروم - 54).
لقد ارتضى الله للناس هذا الدين، يسوسون به دنياهم، يتسقون به مع فطرتهم، في صفاء شامل، صفاء في علاقتهم بربهم، وبالكون حولهم، وبسائر المخلوقات، ففي اتباع أوامره واجتناب نواهيه مفتاح السعادة، وبلوغ الأماني، وتحقيق المرتجى، وفي الطريق يتجلى تخفيف من نوع آخر، هو تخفيف الرخص وأحكام الحاجات والضرورات.. ثم مع بعد هناك تخفيف من نوع جديد يدركه العارفون الصالحون، الذين يقول بعضهم: "يريد الله أن يخفف عنكم أتعاب الخدمة بحلاوة الطاعات". والله الحكيم الخبير يعلم من شأن عباده ضعفاً، أراد لهم معه تيسيراً وتسهيلاً، كما يقول السعدي: "لرحمته التامة وإحسانه الشامل، وعلمه وحكمته بضعف الإنسان من جميع الوجوه، ضعف البنية، وضعف الإرادة، وضعف العزيمة، وضعف الإيمان، وضعف الصبر، ناسب ذلك أن يخفف الله عنه، ما يضعف عنه وما لا يطيقه إيمانه وصبره وقوته". بالإنسان ضعف حقيقي، لا يدرك كنهه أصحاب النظريات الاجتماعية الوضعية، فيصوغون له "تخفيفاً" يثقله، ومفاهيم ترديه، و"مدنية" تشقيه، وأفكاراً تضله، وعقائد تجعل صدره حرجاً كأنما يصعد في السماء! Powered by vBulletin® Version 3. 8. 5 Copyright ©2000 - 2022, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour
يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا (28) أي: في شرائعه وأوامره ونواهيه وما يقدره لكم ، ولهذا أباح [ نكاح] الإماء بشروطه ، كما قال مجاهد وغيره: ( خلق الإنسان ضعيفا) فناسبه التخفيف; لضعفه في نفسه وضعف عزمه وهمته. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن إسماعيل [ الأحمسي] حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن طاوس ، عن أبيه: ( خلق الإنسان ضعيفا) أي: في أمر النساء ، وقال وكيع: يذهب عقله عندهن. وقال موسى الكليم عليه الصلاة والسلام لنبينا صلوات الله وسلامه عليه ليلة الإسراء حين مر عليه راجعا من عند سدرة المنتهى ، فقال له: ماذا فرض عليكم ؟ فقال: " أمرني بخمسين صلاة في كل يوم وليلة " فقال له: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف; فإن أمتك لا تطيق ذلك ، فإني قد بلوت الناس قبلك على ما هو أقل من ذلك فعجزوا ، وإن أمتك أضعف أسماعا وأبصارا وقلوبا ، فرجع فوضع عشرا ، ثم رجع إلى موسى فلم يزل كذلك حتى بقيت خمسا [ قال الله عز وجل: " هن خمس وهن خمسون ، الحسنة بعشر أمثالها "] الحديث.