خطبة عن العشر الاواخر من رمضان مكتوبة من الخُطب التي يرغب الُمسلمون بوجهٍ عامٍّ، وطُلّاب العلم الشرعيّ بوجهٍ خاصٍّ في معرفتها، وذلك لأن الأعمال بالخواتيم، وإذا ما داوم المرءُ على الطّاعات في الشّهر المُبارك، وجب عليه أن يزيد من طاقاته في الطّاعات في العشر الأواخر، وفيما يلي سنتعرّف على خطبة العشر الأواخر.
ولا جرَمَ أن الأباطيل والخرافات سمَّمت كثيرًا من الأفكار والأخبار، وسيطرت على كثير من الجهَّال وأنصاف المتعلمين، وشكَّكت غير قليل من الباحثين الحائرين، ولكن الحِس والهوى ما كانا ولن يكونا أبدًا مقياسًا للتصديق أو التكذيب، فالهوى يُعمي ويُصم، إلا هوًى تابعًا لِما جاء به المعصوم، والحس مقياس أبترُ أعوج، تكرَّر خطَؤه ونقصه وقِصَرُه في المُحسَّات، فضلاً عن المُغيبات، بشهادة الذين لا يؤمنون بالغيب. خطب هلال الهاجري. المقياس الرشيد في عالم الغيب والشهادة: والمقياس الرشيد في عالم الغيب والشهادة، هو التصديق بكل ما صدَّقه الله ورسوله، والتكذيب بكل ما كذَّبه الله ورسوله، والسكوتُ عما سكت عنه الله ورسوله، وجاز عقلاً وشرعًا أن يكون وألا يكون. وقد قال العلماء: إنَّ كل شيء ليس مُحالاً في نفسه، ولا يؤدي إلى قلب حقيقة ولا فساد دليلٍ، فهو مما يُجيزه العقل، فإذا أخبر به المعصوم، كان إنكاره مُكابرة، وصحة الخبر برواية الثقات كافية وإن لم تكن متواترة، وإلا جحَدنا كثيرًا من أخبار الصادق المصدوق بعد ما ظهر الدليل، ووضَح السبيل. الطب المادي: وأما قوله - صلوات الله وسلامه عليه -: ((وإذا استُغسِلتم، فاغسلوا))، فهو بيان للطب المادي من العين، يأمر العائن أن يَغتسل إذا طُلِب منه الغُسل، وفيه إشارة إلى أن الاغتسال كان معروفًا عندهم، فأمرهم ألا يَمتنعوا منه إذا طُلِب منهم، وأدنى ما فيه الطمأنينة لهم، ورفْع الوَهم عنهم، وظاهر أن هذا الاغتسال رُخصة، فينبغي الاقتصار على ما جاء فيها دون التوسُّع فيما ابتدَع المبتدعون، وتزيَّدوا وكذبوا على الله ورسوله، ونفروا كثيرًا من ذوِي الفطرة البريئة من الأحاديث الصحيحة!
ثانيًا: أن يركِّز تعلُّمه لقصد المنصب والرئاسة؛ ليَكسِب الفخر والجاه. ثالثًا: أن يؤديه تعلُّمُه إلى تعظيم النصارى واليهود، وأن يتحصَّل على التفوق؛ ليفوز بالابتعاث إليهم والدراسة بين يديهم، والتلقي لما يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم.