ومع أن هذا الحلم غير واقعي في الوقت الحالي، بسبب الحرب الأهلية وغياب حكومة مركزيّة فعّالة في اليمن، بيد أن قيام دولة يمنية سلمية وعلى ارتباط وثيق مع البلدان المجاورة لها، هو السبيل الأضمن لملء الفراغ الأمني الذي لطالما هيمن على جنوب غرب شبه الجزيرة العربية. لماذا اليمن ليست من دول مجلس التعاون ؟ – ليلاس نيوز. إن أرادت دول الخليج حقّاً مساعدة الشعب اليمني وإعادة تشكيل حكومة في صنعاء لاتعتمد حصراً على طهران، عليها أن تعوّل على هذه المصالح المشتركة. فعند وضع خريطة طريق واقعية وذات مصداقية تؤدّي إلى نيل اليمن عضوية مجلس التعاون الخليجي في مرحلة مابعد الصراع، تستطيع هذه الدول تزويد اليمنيين ببصيص أملٍ في بناء مستقبلٍ أفضل، وتحقيق التعافي الاقتصادي، وتسهيل التوصّل إلى اتفاق سلام يستفيد منه اليمن ومنطقة الخليج ككُل. لا تتّخذ مؤسسة كارنيغي مواقف مؤسّسية بشأن قضايا السياسة العامة؛ تعبّر وجهات النظر المذكورة في هذه الدراسة عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر المؤسسة، أو فريق عملها، أو مجلس الأمناء فيها.
وإزاء هذا الخطر واضح الملامح، تباينت مواقف الدول العربية، ما بين موقفٍ يسعى لاحتواء الخطر الإيراني عن طريق إدماج إيران في المنظومة الأمنية للمنطقة، وموقف آخر يرى أن أصحاب الرأي الأول يُحققون لإيران ما تريده إن تم إدخالها على هذا النحو، وذلك بسبب خبرتها في التوغل والهدم من الداخل. لماذا اليمن ليست من دول مجلس التعاون ضد كورونا. واختار أصحاب هذا الرأي موقفاً حازماً في مواجهة التمدد الإيراني، وفي طليعة هذه الدول، المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.. على أن هذه الدول لم تتوقف قط عن محاولة تحاشي تلك المطامع الفارسية بالوسائل الدبلوماسية والأخوية ولكن هذه المساعي كانت دائما تصطدم بالتعنت الإيراني المغلف بالمراوغة والمزايدة، مع استمرار الملالي في تفخيج المجتمعات وتفريخ المنظمات الإرهابية وخلخلة الأنظمة. دول أخرى تذبذبت مواقفها بين الارتباك والحياد والمواجهة أحياناً، لكن الأيام أثبتت أن موقف الدول التي قررت مواجهة هذا التوسع الطائفي المجنون كان هو الصائب، وكان على هذه الدول أن تتحمل تبعات هذا الموقف، وتعرضت بسبب ذلك، لحملة من الابتزاز الإعلامي والمزايدة السياسية من قبل إيران وأذرعها في المنطقة. بلغ المشروع الفارسي أوجَهُ بدخول الحوثيين إلى صنعاء 21 سبتمبر 2014، ووجدت دول الخليج العربي وبعض الدول العربية والإسلامية نفسها مضطرة لوضع حد لهذا التدخل، حتى لا تتساقط عواصم أخرى، ومن ثم جاءت "عاصفة الحزم"، في 26 مارس 2015، بطلب من الحكومة الشرعية، ضمن "تحالف دعم الشرعية في اليمن" بقيادة المملكة العربية السعودية.
فدول الخليج تعرف بحكم القرب الجغرافي والتاريخ المشترك والتجارب التي مرت بها، أن العراق ليس في أفضل حالاته ليكون عضوا أو شريكا في هذه المنظومة. فالعراق مازال تحت الاحتلال، ولا تمثل الاتفاقية الأمنية سوى تنظيم لهذا الاحتلال. وعلى الرغم من أنها تنص على الانسحاب، إلا أن هناك دعوات لإبقاء قوات الاحتلال العراقية أطول فترة ممكنة في العراق، وهذا ما جاء على لسان علي الدباغ ـ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية ـ حين صرح أن العراق محتاج لبقاء القوات الأميركية عشر سنوات، ما يعني مد أمد الاحتلال، فكيف يمكن تصور دخول العراق مجلس التعاون وهو تحت الاحتلال.. هذا إلى جانب الأوضاع غير المستقرة داخل العراق، فالحالة الأمنية مازالت مضطربة، على الرغم من الزعم باستقرارها. إن تراجع العمليات المسلحة لا يعني توقفها، بل تزداد أحيانا وتنخفض أحيانا أخرى، ولم تستطع الحكومة العراقية فرض سيطرتها على القوى المسلحة. لماذا اليمن ليست من دول مجلس التعاون يعلق على. فهناك الميليشيات التابعة للأحزاب والتجمعات المشاركة في الحكم كجيش المهدي التابع للتيار الصدري، وهناك قوات فيلق بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وقوات مجالس الصحوة، إلى جانب قوات laquo;البشمركةraquo; التابعة للأحزاب الكردية، وكلها قوات تكتسب شرعيتها من وجودها السياسي الممثل في الحكومة والبرلمان، إلى جانب الميليشيات الأخرى غير الممثلة في الحكومة.