والله أعلم.
((مجموع الفتاوى)) (21/355). ثانيًا: أنَّ النُّصوصَ الواردةَ في التيمُّم لم تَفصِل بين وقتٍ ووقت، والمطلق يَجري على إطلاقِه، كما يَجري العامُّ على عمومِه، ومَن قيَّده بالوقتِ، فقد خالف النَّصَّ ((تبيين الحقائق للزيلعي وحاشية الشلبي)) (1/42). انظر أيضا: المبحث الأوَّل: فُقدان الماء، أو العجز عن استعماله. المبحث الثَّالث: طهارة ما يُتيمَّم به.
وقت صلاة العشاء يمتد من مغيب الشفق الأحمر إلى طلوع الفجر، فإن الله يقول: وغسق الليل شـدته وظلمتـه. والغاسـق: الليـل المظلـم. قـال تعـالى: وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وهـذا يعنـي أن الله أوجـب عـلى المـسلم أن تكـون نهايـة إقامتـه للصلوات في كل يوم عند اشتداد ظلمـة الليـل (الغـسق). المقصود بدخول الوقت وبدايته في أوقات الصلوات - الإسلام سؤال وجواب. أي أن آخـر صلاة – وهي العشاء- يجب أن تؤدى عند الغسق لا قبله. والذي نـراه واقعـًا في بعـضمـساجد المـسلمين اختتـامالـصلوات بعـد غـروب الشمس قبل اشتداد الظلمة التي عندها يصح إطلاق اسـم (الغاسـق) على الليل! فيصلون صلاة المغرب والعشاء جمعـًا في وقـت واحـد هـو وقت المغرب قبل غياب الشفق الأحمر واشتداد الظلمة. وهـذا مخـالف لمنطوق الآية السابقة ولا يصح لأنه مخالف لأمرالله.
ثانيًا: مِن السُّنَّةِ عن جابرِ بنِ عبدِ الله الأنصاريِّ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((وجُعِلَتْ لي الأرضُ طيِّبةً؛ طَهورًا ومسجِدًا، فأيُّما رجلٍ أدركَتْه الصَّلاةُ، صلَّى حيث كان)) رواه البخاري (438)، ومسلم (521) واللفظ له. وجه الدَّلالة: أنَّ الحديثَ يُفيدُ أنَّ التيمُّمَ لا يكون إذا أدركتْه الصَّلاة، وهي لا تدرِكُه إلَّا بدخولِ الوَقتِ يُنظر: ((مرقاة المفاتيح)) للقاري (9/3675). دخول وقت الصَّلاة المُتيمَّم لها - الموسوعة الفقهية - الدرر السنية. القول الثاني: لا يُشترَطُ دخولُ الوقتِ للتيمُّم، وهو مذهَبُ الحنفيَّة ((تبيين الحقائق للزيلعي وحاشية الشلبي)) (1/42)، ((الفتاوى الهندية)) (1/30). ، والظَّاهريَّة ((التمهيد)) لابن عبدالبر (19/295)، ((المحلى)) لابن حزم (1/359)، ((بداية المجتهد)) لابن رشد (1/67). ، وروايةٌ عن أحمد قال شمس الدين ابن قدامة: (رُوي عن أحمد أنَّه قال: القياسُ أنَّ التيمُّم بمنزلة الطَّهارة، حتَّى يجد الماءَ أو يُحدِث، فعلى هذا يجوزُ قبل دخول الوقت). ((الشرح الكبير)) (1/234)، ويُنظر: ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (21/352). ، وبه قالت طائفةٌ من السَّلف قال ابن تيميَّة: (مذهب أبي حنيفة أنَّه يتيمَّمُ قبل الوقت، ويبقى بعد الوقت، ويُصلِّي به ما شاء كالماء، وهو قول سعيد بن المسيَّب، والحسن البصريِّ، والزهريِّ، والثوريِّ، وغيرِهم، وهو إحدى الرِّوايتين عن أحمد بن حنبل) ((مجموع الفتاوى)) (21/352، 353)، وينظر: ((بداية المجتهد)) لابن رشد (1/67).
وقد وجدوا قديمًا وحديثًا أن وقت الفجر يبدأ عندما يكون مركز الشمس منخفضًا عن الأفق بمقدار 18 درجة. وتعتمد رابطة العالم الإسلامي وكثير من الدول الإسلامية الزاوية 18، في حين تعتمد مصر الزاوية 19. 5 وتعتمد المغرب الزاوية 19. المراجع Alperen. cepmuvakkit