وأما النفقة فتنبني على أننا إن حكمنا بأنهم أولاد لهم وجب عليهم الإنفاق عليهم، وإن لم نحكم بذلك فليس عليهم نفقتهم.. " انتهى من فتاوى "نور على الدرب".
كريستياس 403-460 ميلادية. ديوجين الكلبي 412 ميلادية. ثيودور الملحد 320 ميلادية. هؤلاء هم من نُقلت عنهم عبارات أو تواليف تنفي صراحة وجود الخالق. وغير هؤلاء ممن يذكرهم الملحدون المعاصرون ويتكثرون بهم فإنهم لا تنطبق عليهم صفات الملاحدة، وأكثرهم يمكن أن تطلق عليهم وصف لادينين لكنهم يقرّون بوجود خالق للكون. الكفار يقرون بتوحيد الربوبية والألوهية - المصدر. • تاريخ الإلحاد الحديث: حتى خمسمائة عام مضت كان المصدر الأساسي للمعرفة في أوروبا هو الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد، كما تبنّى رجال الكنيسة الكاثولوكية آراء أرسطو وبطليموس العلمية حول الكون وكوكب الأرض والفيزياء والكيمياء والتاريخ الطبيعي وألحقوها بمفاهيمهم المقدسة، حتى غدا أرسطو مقدّساً عندهم وكأنه من رجال الكنيسة الأوائل. وبعد ظهور آراء كوبرنيكوس بحساباته الرياضية لدوران الأفلاك وتأكيد جاليليو ذلك بتليسكوبه، وما تبع ذلك عند اكتشاف الميكرو سكوب الذي تم من خلاله رؤية الجراثيم التي تسبب الأمراض وما نتج عن ذلك من إنعدام أهمية القسيسين في علاجها بصلواتهم، حيث يغني عن ذلك الدواء مما قلل من أهميتهم وأضعف الكنيسة. وظهرت بعد ذلك نتائج عملية مهمة لمكتشفات نيوتن الذي وضع قوانين الحركة الثلاثة وقانون الجاذبية وما تلا ذلك من إضافات لابلاس لها.
وجاء سؤال نيتشه: هل مات الإله؟ ليحتل مركز الصدارة في الفكر الأوروبي، وليتحول من مجرد رأي لفيلسوف حتى يصبح عنواناً يتكرر في الصحف اليومية بشكل مستمر. كفار قريش كانوا يقرون بتوحيد - علمني. وكان ذلك متوافقا مع النفسية المتشككة والرافضة لكل ما ورثته عن الكنسية حتى أصبحت وكأنها ستقبل بأية فكرة لمجرد معارضتها لأفكار ومعتقدات الكنيسة التي ذاق الأوروبيون منها ومن استبدادها الأمرين طوال القرون الماضية. • الفرق بين الإلحاد الغربي والإلحاد العربي: يفرّق بعض الباحثين بين الإلحاد في نمطه الغربي وبين نمطه العربي، حيث أن الملاحدة في النمط الغربي هم من المنكرين لوجود الخالق سبحانه وتعالى. بينما الملاحدة في السياق العربي والإسلامي بشكل عام يسجل التاريخ أن كثيرا ممن أتهم بالإلحاد ليس منكراً لوجود الخالق سبحانه وتعالى، لكن أكثرهم لديه تخبطات عقدية كبرى، مثل إنكار النبوة أو القول بالاتحاد، يقول عبد الرحمن بدوي:(إذا كان الإلحاد الغربي بنزعته الديناميكية هو ذلك الذي عبّر عنه نيتشه حين قال" لقد مات الله" وإذا كان الإلحاد اليوناني هو الذي يقول:" إن الآلهة المقيمين في المكان المقدس قد ماتت" فإن الإلحاد العربي هو الذي يقول: "لقد ماتت فكرة النبوة والأنبياء").
المتشكك Skeptic: هو الذي يرى أن براهين الألوهية لا تكفي لإقناعه، وفي نفس الوقت لا يمكن تجاهلها. العلماني Secularist: العلمانية هي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم المادي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين، وهو اصطلاح سياسي لا علاقة له بعقيدة الفرد الدينية ولا ك أن كثيراً من العلمانيين ملاحدة أو لا دينيين خصوصاً في بلاد الغرب. • أشكال الإلحاد: تختلف أشكال الإلحاد وألوانه بحسب الدراسات والبحوث التي تناولته، وهنا سأنقل بعض ما اطلعت عليه وأسردها دون ترتيب، والملاحظ أن بعضها يشمل البعض وطبيعي أن تتداخل كثير منها لاشتراكها في دوافعها وبواعث ظهورها: 1- الإلحاد الفلسفي: وهو منتشر بين الطلبة في كليات الآداب والعلوم الإنسانية. 2- الإلحاد العلمي: وهو الإلحاد الممجد للعلم والمرتكز على نظرية دارون. 3- الفكر الإلحادي القوي: وأصحابه يُعرفون بالملاحدة الأصوليون. وهم الذين يُنكرون وجود الإله ويسوقون الأدلة على ذلك ويروجون لفكرهم ويهاجمون الدين والمتدينين ويسبونهم. الكفار كانوا يقرون بيت العلم. 4- الفكر الإلحادي الضعيف: وأصحابه لم يجدوا أدلة كافية تقنعهم بوجود الإله، لكنهم لا ينشرون أفكارهم، ولا يعيرون الأمر اهتماماً كفياً. 5- الإلحاد المطلق: وهو إنكار الألوهية وما يتفرّع عنها من الرسل والرسالات.