من هو أول من جمع القرآن الكريم في مصحف واحد محمود عاطف 2021-08-29 قال الله تعالى في سورة يوسف: {وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}، ويبحث الكثير من المسلمين عن معنى آية إن النفس لأمارة بالسوء وشرح مفرداتها، مع بيان ما اشتملت عليه من فوائد وهدايات ينتفع بها المسلم في دنياه وآخرته. إنّ معنى آية إن النفس لأمارة بالسوء أي وما أُقدم على تزكية نفسي، وقوله تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}، أي: بالذّنوب والمعاصي ومستقبحات الأمور، وما لا يحبُّ الله، ولا يرضى، {إِلاَّ مَا}، بمعنى مَنْ، {رَحِمَ رَبِّيَ}؛ عصمه من الوقوع في المعاصي. جاء في تفسير "معالم التنزيل" للبغوي: فَقَالَ يُوسُفُ -عليه السّلام- عِنْدَ ذلك {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي}، من الوقوع في الخطأ والزّلل، فأقوم بتزكيتها، {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}، بفعل المعصية، {إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي}، أي: إلّا من رحمه ربي فعصمه من الوقوع في المعاصي، والمقصود بذلك الملائكة ممن عصمهم الله تعالى، فلم يغرس فيهم الشهوة كبني الإنسان، وقيل: {إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي}، إشارة إلى الحالة العصمة التي أوجدها الله عند رؤية البرهان، ويُفسّر ذلك ختام الآية بقوله: {إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا النفس الإنسانيّة وأقسامها امتحن الله الإنسان بالنفس الأمارة واللوامة، وأكرمه بالنفس المطمئنة، وصلاح القلب يكون بمحاسبة النفس، وفسادها بالاسترسال معها، فمن لم تلمه نفسه يسود قلبه ويموت، فإنّما يموت القلب بكثرة درنات المعاصي؛ فإن لم يجد له واعظاً أو مانعًا يردعه عن الهوى صار في حضيض البهائم، وينسلخ عن الفضائل الإنسانيّة، فهو لا يشارك الإنسان إلّا بشكله وهيئته، وهذه النفس هي الأمارة بالسوء، فالنفس واحدةٌ؛ أولاً تكون أمَّارةً، ثمّ لوَّامةً، ثمّ مطمئنةً، وبها يصل المرء إلى غاية الكمال والصلاح. [١] علاج النفس الأمّارة بالسوء النفس الأمارة مذمومةٌ؛ فهي التي تأمر بكلّ سوءٍ، وتقود إلى كلّ قبيحٍ وكلّ مكروهٍ، وهذه طبيعتها، فالشيطان قرين النفس الأمارة بالسوء، فإذا فتحت لهم النفس باب الهوى، دخلوها فجاسوا خلال الديار، فعاثوا وأفسدوا، وفتكوا ودمّروها تدميرًا، فإن لم يخلص المرء من شرّها بمناجاة الله، ومحاسبة نفسه وردعها بالتقوى، فما تخلّص أحدٌ من شرّ نفسه إلّا بتقوى الله، [٢] وطرق الوقاية من سلطة النفس الأمارة كثيرةٌ، وفيما يأتي ذكر جملةٍ منها. ردع الجهل بالعلم النفس الأمارة جاهلةٌ ظالمةٌ، يجب تهذيبها بالإدراك والوعي؛ فالجهل يصدر عنه كلّ أمرٍ وقولٍ قبيحٍ؛ فتهذيبها يكون بحضور المجالس الدينية، والدروس التي تقوي الوازع الديني، وتزيد معرفة الإنسان، وتوسّع مداركه؛ [٣] فقال الله-تعالى-: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَه عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا).
تاريخ النشر: 2008-04-29 11:52:49 المجيب: الشيخ / موافي عزب تــقيـيـم: السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: كنت فيما مضى شاب طائش لا همّ له إلا المجون والجري وراء الفتيات، وقد هداني الله لطريقه فالتزمت بديني ولله الحمد، وأصبحت مواظباً على صلاتي ولا أتركها أبداً، وأقرأ القرآن وأصلي في جوف الليل ولله الحمد. ومشكلتي هي نفسي، حيث أشعر كأن شخصين في جسدي، أحدهما ثابت على التوبة والآخر يحاول جاهداً أن يثنيني عنها، وفي بعض المرات أفكر في أمور محظورة كوجود الله والتشكيك في بعض الأمور، وأتوجه بعدها لله وأصلي وأبكي وأدعوه أن يبعد عني هذه الشكوك. وأحياناً تحدثني نفسي بالرجوع لعالم الفتيات وتجعلني أسترق النظرات، ولكني أعود وأصلي وأبكي وأدعو الله أن يثبتني، وأدعو الله دوماً أن يبعد عني هذه الوساوس وأن يعينني على نفسي، والأمر يزداد سوءاً كلما ازددت التزاماً، وكلما زادت نفسي حدة، فكيف أستطيع أن أسكت هذه النفس الأمارة بالسوء وأن أتبع درب الرحمن بصفة كاملة؟ وشكراً. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله. فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يقيك شر نفسك، وأن يجعلك من الصالحين ومن المتقين.
فالطمأنينة إلى الله سبحانه حقيقة، ترد منه سبحانه على قلب عبده تجمعه عليه، وترد قلبه الشارد إليه، حتى كأنه جالس بين يديه؛ فتسري تلك الطمأنينة في نفسه، وقلبه ومفاصله وقواه الظاهرة والباطنة، ولا يمكن حصول الطمأنينة الحقيقية إلا بالله وبذكره: { الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ الله أَلَا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (4). وأما النفس اللوامة، وهي التي أقسم بها سبحانه في قوله: { وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} فاختلف فيها، فقالت طائفة: هي التي لا تثبت على حال واحدة؛ أخذوا اللفظة من التلوم، وهو التردد، فهي كثيرة التقلب والتلون، وهي من أعظم آيات الله، فإنها مخلوق من مخلوقاته تتقلب، وتتلون في الساعة الواحدة -فضلاً عن اليوم والشهر والعام والعمر- ألوانًا عديدة؛ فتذكر وتغفل، وتقبل وتعرض، وتلطف وتكثف، وتنيب وتجفو، وتحب وتبغض، وتفرح وتحزن، وترضى وتغضب، وتطيع وتعصي، وتتقي وتفجر، إلى أضعاف أضعاف ذلك من حالاتها وتلونها، فهي تتلون كل وقت ألوانًا كثيرة، فهذا قولٌ. وقالت طائفة: اللفظة مأخوذة من اللوم. قال الحسن البصري: إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه دائمًا، يقول: ما أردت بهذا؟ لم فعلت هذا؟ كان غير هذا أولى، أو نحو هذا من الكلام.
[١٠] وأَمَّارَةٌ: أي: كثيرةُ الأمرِ، وكلمة "أمر": خلافُ النَّهيِ. [١١] السُّوء: اسم، وجمعه أسواء ومساوئ على غير قياس، والسُّوء: كل ما يجعل الإنسان في غمّ وكدر، وكلّ ما يَسوء وكلّ ما يقْبُحُ من شرّ أو فساد أو قُبْح أو عيْب أو نقص أو غير ذلك ممّا يحزن الإنسان أو يعيبه، وكذلك السَّوْءُ: النارُ وجمعها: أسْوَاءٌ، وقول السُّوء: القول القبيح، ومسّه بسوء: أصابه بضررٍ، وسوء الحظّ: تعاسته، وسوء الطَّالع؛ بسبب عدم توفيقه لأمور فوق الإرادة، وسوء الظّنّ: الارتياب والشّكّ، وَقَاهُ اللَّهُ السُّوءَ أَوْ مِنَ السُّوءِ: صَانَهُ مِنْهُ، وحَفِظَهُ، حيث يقول الله تعالى: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَوْمِ}. [١٢] [١٣] إعراب آية: إن النفس لأمارة بالسوء بعد بيان معنى مفردات الآية الكريمة في قوله تعالى: {وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}. [١٤] سيتمّ إعراب المفردات إعرابًا مفصّلًا، ثمّ إعراب الجمل، ومن ثمّ الصّرف. [١٥] إعراب المفردات الواو: حرف عطف، "ما": حرف نفي. أبرّئ: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر "وجوبًا" تقديره "أنا".