♦ الآية: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (238). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ حافظوا على الصلوات ﴾ بأدائها في أوقاتها ﴿ والصلاة الوسطى ﴾ أَيْ: صلاة الفجر لأنَّها بين صلاتي ليلٍ وصلاتي نهارٍ أفردها بالذِّكر تخصيصاً ﴿ وقوموا لله قانتين ﴾ مُطيعين.
- أن حفصةَ أمَّ المؤمنين رضي الله عنها أمرت رجلًا يكتب لها مصحفًا فقالت: إذا بلغتَ هذه الآيةَ فآذني {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} فلمَّا بلغتُها أعلمتُها فقالت له: اكتبْ: حافظوا على الصلواتِ والصلاةِ الوسطى صلاةِ العصرِ. الراوي: - | المحدث: ابن دقيق العيد | المصدر: الإمام | الصفحة أو الرقم: 3/508 | خلاصة حكم المحدث: فيه رجل مجهول عَنْ أَبِي يُونُسَ، مَوْلَى عَائِشَةَ، أنَّهُ قالَ: أَمَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنْ أَكْتُبَ لَهَا مُصْحَفًا، وَقالَتْ: إذَا بَلَغْتَ هذِه الآيَةَ فَآذِنِّي: {حَافِظُوا علَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى}[البقرة:238] فَلَمَّا بَلَغْتُهَا آذَنْتُهَا فأمْلَتْ عَلَيَّ: {حَافِظُوا علَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى}، وَصَلَاةِ العَصْرِ، {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}. قالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعْتُهَا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ.
وكقوله أيضا: (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا) والصلاة التي قبل طلوع الشمس هي صلاة الصبح، والصلاة التي قبل غروب الشمس هي صلاة العصر، فمن ترك صلاة العصر حبط عمله كما بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} الماعون (4) (5). فالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها جماعة من أحب الأعمال إلى الله -سبحانه وتعالى- ففي الصحيحين البخاري ومسلم: (أن أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ أَخْبَرَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ – وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللَّهِ – قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ« الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا ». قَالَ ثُمَّ أَيُّ قَالَ « ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ ». قَالَ ثُمَّ أَيّ قَالَ « الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ». الصلاة الوسطى : العصر أم الفجر ؟ - إسلام أون لاين. قَالَ حَدَّثَنِي بِهِنَّ وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي) ، ثم خص الله سبحانه وتعالى الصلاة الوسطى عن بقية الصلوات بمزيد من الاهتمام والعناية، فقال: {والصَّلاَةِ الْوُسْطَى} أي الفضلى؛ والوسطى تأنيث الأوسط ووسط الشيء خيره وأعدله ومنه؛ قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} البقرة (143). وتحديد الصلاة الوسطى الواردة في قوله تعالى: ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) البقرة 238 ، من المسائل الخلافية المشهورة بين العلماء ، والتي تنوعت فيها الأقوال ، وأقوى هذه الأقوال قولان: القول الأول: أنها صلاة الصبح.