في ظلال السيرة النبوية - العهد المدني 1 يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "في ظلال السيرة النبوية - العهد المدني 1" أضف اقتباس من "في ظلال السيرة النبوية - العهد المدني 1" المؤلف: راغب السرجاني الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "في ظلال السيرة النبوية - العهد المدني 1" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ
علم السيرة النبوية له مكانته المهمة بين العلوم الإسلامية, فالسيرة تجسيد حي لأحكام الإسلام وآدابه، لأنها سيرة نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، التي تشتمل على الحديث عن تفاصيل حياته في المرحلة المكية والمدنية، بل ومنذ ولادته إلى يوم وفاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولها معانٍ متعددة، فقد تكون مرادفة لمعنى السُّنة عند علماء الحديث، وهو ما أضيف إِلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة، وأما علماء التاريخ فالسيرة عندهم هي أخباره ومغازيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وهذه المعاني ليست متضادة إِنما هي متنوعة ومتكاملة. فالسيرة النبوية هي دراسة حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبيان أخلاقه وصفاته، وخصائصه ودلائل نبوته، وأحوال عصره وأخبار أصحابه، وهي لا تتناول سيرة رجل عادي، بل إنها دراسة لتاريخ وحياة أعظم مخلوق وُجد على ظهر هذه الأرض منذ آدم وإلى يوم القيامة ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ، الذي قال عنه ربه ـ عز وجل ـ: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(القلم الآية: 4)، ووصفته زوجته أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ فقالت: ( كان خلقه القرآن) رواه مسلم. ولأهمية سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حياة الصحابة وسلفنا الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ فإنهم كانوا يعلمونها لأولادهم، فكان زين العابدين بن علي بن الحسين يقول: " كنا نُعلَّم مغازي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما نُعلَّم السورة من القرآن ".
هل هناك من البشر من يرتفع اسمه في الأرض مثلما يتردَّد اسم محمد صلى الله عليه وسلم؟ إن الأذان الذي يرتفع قائلاً: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله. يتردَّد في كل دقيقة -بل في كل لحظة- في كل أوقات الليل والنهار، فما من لحظة في الدنيا إلا ويرتفع فيها أذان في مكان ما.. في مكة أو المدينة أو القدس.. في القاهرة أو بغداد أو الرباط.. في لندن أو باريس أو نيويورك.. في المشارق في اليابان، وفي المغارب في البرازيل! أليس هذا رفعًا عجيبًا لذكره صلى الله عليه وسلم؟ مَنْ من البشر له أتباع كمحمد صلى الله عليه وسلم؟ هل هناك دولة في العالم أو مدينة ليس فيها مسلمون؟ مَنْ مِنَ المفكرين والفلاسفة والقواد والأعلام له أتباع بهذه الصورة؟ مَنْ مِنَ الناس يتهافت الخلق على قبره حتى يقفوا -ولو للحظات قليلة- خاشعين باكين يُلقون عليه السلام، ويستشعرون ردَّه عليهم بكل ذرة في كيانهم؟! في ظلال السيرة النبوية - موقع مقالات إسلام ويب. إنها لمن أعجب المشاهد في حياتي أن أرى الناس يتزاحمون بشدة لزيارة قبر رجل مضى على حياته في الأرض أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان، وتجد الزائرين من كل أقطار الدنيا وأعراقها؛ منهم العربي ومنهم الأعجمي، منهم الأبيض ومنهم الأسود، منهم الكبير ومنهم الصغير، منهم الرجل ومنهم المرأة، أليس هذا هو رفع الذكر حقًّا؟!