قال المفسرون (3) في تفسير هذه الآية عن ابن عمر، ومحمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة -دَخَل حديثُ بَعضهم في بعض-: إن رجلاً قال في غزوة تبوك: ما رَأَينا مثل قرّائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء -يعني رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه- فذهب عَوْفٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره؛ فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجلُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونتحدث حديثَ الركْبِ نقطع به عنا الطريق. الضحك عند رؤية المعصية أو الاستهزاء بالدين، وحكم إرضاء الناس بسخط الله - الإسلام سؤال وجواب. قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقا بنِسْعَةِ ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الحجارة تَنْكُبُ رجليه، وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: { أَبِالله وءَايَاتِهِ ورَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} ما يَلتفت إليه، وما يَزيده عليه. انتهى. وكذا ذكره المحدثون، والمؤرخون. ففي هذا دليل على أن هذا الصنيع منافٍ للإيمان بالكلية، ومخرجٌ من الدين؛ لأن أصل الدين الإيمان بالله وكتبه ورسله، ومن الإيمان تعظيم ذلك، ومن المعلوم أن الاستهزاء والهزل بشيء من هذه أشد من الكفر المجرد؛ لأن هذا كفرٌ وزيادةُ احتقارٍ، فإن الكفارَ إما مُعْرِضون أو معارِضون، فالمُعْرِضُ معروفٌ، وأما المُعارِض فهو المحاربُ لله، ورسوله، القادحُ بالله، وبدينه، ورسوله، وهو أغلظ كفرا، أو أعظم فسادا من الأول، والهازل بشيء مما ذُكِر داخل في هذا النوع.
وقد كان التشكيك في ذلك الأمر جهرا وصريح من قبل أهل الشر وقد كانوا يريدون التفرقة بين أهل الإسلام وبعضهم البعض كما كانوا يقدمون على سب الدين والاستهزاء به بكافة الأشكال. الاستهزاء الغير صريح وقد شبه العلماء بكونه البحر الذي لا شاطئ له والاستهزاء هنا من الممكن أن يحدث من خلال الكثير من الطرق من بينها الغمز بالعين أو تحريك الشفاة والغمز بالعين عن العمل بكتاب الله وسنة رسوله وهي من الأشياء التي قد يظنها البعض هينة ولكنها من الأمور العظيمة عند الله عز وجل. حكم الاستهزاء بدين الله من خلال الاستناد إلى القرآن الكريم وما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة فإن الشخص الذي يستهزئ بدين الله يعد من الكافرين وهو من نواقض الإسلام وعددهم 10 كما يعد من بين أعظم الصفات التي وجدت في المنافقين حتى يومنا هذا، وهو كفر يكفر به الشخص بعد الإيمان بالله عز وجل ومن يقدم على القيام بأي شيء حرام وهو يقوم بسم الله الرحمن الرحيم فقد كفر بالله عز وجل لاستخفافه به.
تاريخ النشر: الإثنين 9 رمضان 1432 هـ - 8-8-2011 م التقييم: رقم الفتوى: 162345 8853 0 255 السؤال إنني أشعر بالحرج من طرح هذا الموضوع وبالضيق الشديد، ولكن قررت أن أستشيركم كي أعرف ماذا أفعل. فأنا إنسانة ملتزمة والحمد لله، وأخاف الله كثيرا، ولكن هناك أفكار تدور في رأسي تشككني في ديني، فأي قول أقوله أو تصرف أفعله ربما فيه خروج عن الدين أو استهزاء به، فيجب علي أن أستغفر وأنطق الشهادتين لكي أدخل مرة أخرى في الدين الإسلامي لا أعلم لماذا تأتيني هذه الأفكار التي أكرهها وأحاول الابتعاد عنها. والآن سوف أضرب مثلا رغم أني في غاية الحياء، ولكني مضطرة عندما يخرج مني ريح وأكون أستمع إلى القرآن الكريم، أو أذكر الله وأستغفره في نفسي أقول في نفسي إني أخرجت الريح استهزاء بما أسمع أو أذكر وأعتبر أني قمت بفعل يوافق ما بنفسي من أفكار، فأكره نفسي وأشعر بالذنب العظيم، وإنني الآن غير مسلمة، ولن يقبل مني صلاة، و يجب أن أنطق بالشهادتين، لكي أدخل في الدين الإسلامي، وغيرها من الأفكار. فمثلا أفعل أفعالا أخرى محرجة، وفي نفسي أربط بينها و بين ما أحفظه من القرآن الكريم، فيصيبني ذلك الشعور بالذنب مرة أخرى، فأصبحت خائفة من أي قول أو فعل يصدر مني، وهذا الشعور يتكرر معي في اليوم الواحد على الأقل مرة.