من هو صاحب مقولة الغاية تبرر الوسيلة ؟ تعرف عليه في هذه المقالة.
فَإن كَانَت الأنا متضخِّمة فستقرّر هي، وتفسّرُ جَمِيع البيانات من مَنطقِ حفظ الذات، وتُنكر كثيرًا من الحَقيقة، وأمَّا إن كانت نفسا مطمئنَّة أو الضَّمير على حدّ تقدير كوفي فتقدّر التغذية الراجعة وتُحاول الوُقُوفَ على ما فيها من حَقِيقة، ويمكنها أن تفسّر بدقَّة حَقيقَة ما يَجرِي. وبما أنَّ (النفس المطمئنَّة) الضّمير، هي تنحيَة الذات أو الأنَا لدى الشّخص لصَالِح الغاية أو المبدَأ الأعظم، فهُنا لا يمكن لأيّ شخص ذو مبادئ وإيمانٍ حقيقي بأيّ حالٍ من الأحوال أن يحقِّق الهدف الأنبل والأعظم من خلال وَسَائِل خَسِيسَة، لأنه لا يُمكن الفصل بينَ الغايات والوَسَائل كا يقول إيمانويل كانت: "إنَّ الوسائل المستخدمة لتحقيق الغايات بذات أهمية الغايات". لذلك فإنَّ بُلُوغ الغايَة بالوسائِل الخاطِئة، سُرعان ما يُحوِّل تلك الغَاية إلى سَرَاب. وهذا ما نُلاحظه في عُظماء الأمة. الشخصية المكيافيلية | عفوًا الغاية لا تبرر الوسيلة. تأمّل: أفضل الخلق محمد صلّى الله عليه وسلم، المهاتما غاندي، مانديلا، لوثر كينج، لينكولن، أينشتاين.. خلّدهم التاريخ بينما هتلر، ميكيافيلي وغيرهم، فقد أصبحوا مشاهير بالفعل بمواقفهم ولكنَّهم لم يُحدثوا تغييرا إيجابيا حقيقيًا ليكونوا من العظماء.
فحين نخوض إلى الشط الممرع بركة من الوحل لابد أن نصل إلى الشط ملوثين... إن أوحال الطريق ستترك آثارها على أقدامنا، وعلى مواضع هذه الأقدام. كذلك الحال حين نستخدم وسيلة خسيسة فإن الدنس سيعلق بأرواحنا وسيترك آثاره في هذه الأرواح وفي الغاية التي وصلنا إليها!. الغاية تبرر الوسيلة... تلك هي حكمة الغرب الكبرى!! لأن الغرب يحيا بذهنه، وفي الذهن يمكن أن توجد التقسيمات والفوارق بين الوسائل والغايات. رسالتي: لا يستطيع الإنسان الحياة بدون نظام، فما كانت الحضارات لتقوم بلا نظام، فعلينا أن نحدد لنا نظام فيه من المقاييس والضوابط ما يُسَيِر الأمور على أكمل وجه، وعليه تكون الحياة أفضل وأجمل... وختاماً... أذكركم بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً). فإنه كنت قد أصبت فمن الله جل وعلا وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.