هذه المعركة سُميت بأسماء ثلاثة: معركة وادي المخازن، أو القصر الكبير، وهاتان التسميتان نسبة للمكان، وسُميت كذلك بمعركة الملوك الثلاثة؛ لموت ثلاثة ملوك فيها. انظر: 1- "انبعاث الإسلام في الأندلس"، علي بن محمد المنتصر بالله الكتاني (المتوفى: 1422ه)، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1426هـ - 2005م. 2- "سلسلة جهاد شعب الجزائر"، بسام العسلي، دار النفائس. موقع الشاوني التربوي. 3- الدولة الثالثة (عوامل النهوض وأسباب السقوط)، علي محمد، دار النفائس.
يحتفل به سنويا وتغلق فيه المحلات ويتوقف العمل ويتصدقون فيه على الفقراء، ويدعون في صلاتهم بالخير لسلطان المغرب، وفي بعض المعابد في تطوان ترمى النقود المعدنية على الأرض بعد قراءة التوراة ليلقطها الأطفال، وتقدم لهم الهدايا، ويأكل البعض فاكهة التين الشوكي وقت الظهيرة، لأنه وفقا للأسطورة، توفي سيباستيان وسط أشواك هذا الصبار. تاريخ معركة وادي المخازن. الاحتفال انتشر مع الشتات اليهودي، ويحتفل به كذلك في كاراكاس بفنزويلا. البرتغاليين تناولت المصادر والوثائق البرتغالية المعركة من زاوية دينية تشاؤمية، فرأى البرتغاليون في انهزامهم فيها عقابًا من الله، وحمَّلوا المسؤولية للنُّبلاء ولرجال الدين الذين لم يعرفوا كيف يَحدُّون من اندفاعِ الملك سيباستيان الناتج عن صغر سنِّه وقلة تجربته، وبالرغم من ذلك قدَّس البرتغاليون هذا الأمير، ونزَّهوه وجعلوا منه مثيلا للمهدي المنتظر، فالملِك حسب الرواية الشعبية لم يَمُت في معركة وادي المخازن، وسيعود ليحرر شعبه. وخلد الشاعر "فرناندو بْسُوَا" اسم "دون سيباستيان" بقصيدة في هذا المعنى سماها باسمه: في الثقافة الإسلامية في الثقافة الإسلامية شبَّه المؤرخون معركةَ وادي المخازن بغزوة بدر، ورأى بعض الشعراء والفقهاء في موت ثلاثة ملوك رمزًا وإشارة إلى انهزام الثالوث، وذكر المغاربة ذلك في نثرهم وشِعْرهم، وأشار ابن القاضي في كتابه " درة الحجال في أسماء الرجال "، إلى المسألة في شكل تعجُّب حين قال: " فانظر لحكمة الله القهار!
مجتمع تحل اليوم الأربعاء الذكرى الـ443 لمعركة واد المخازن، المعركة التي غيرت مجرى التاريخ وأكسبت المغرب قوة وهيبة ومكانة دولية كبيرة ومجدا تليدا لا زال المغاربة يعتزون به إلى اليوم، بعدما حقق أجدادهم نصرا مذهلا على واحدة من أقوى دول العالم، متسببين في انهيار كلي لإمبراطورية أرعبت العالم، هي البرتغال. معركة واد المخازن التي جرت أطوارها بضواحي مدينة القصر الكبير، وصفها المؤخرون بأنها كانت بمثابة معركة "بلاط الشهداء" في أوروبا، بالنظر إلى النتائج والتداعيات السياسية والتاريخية التي تركتها المعركة على خريطة العالم المعاصر في ذلك الوقت. معركة وادي المخازن pdf. ففي يوم الاثنين 4 غشت عام 1578، دارت معركة حامية الوطيس بوادي المخازن في منطقة السواكن بضواحي القصر الكبير، بين جيشين عظيمين، يقودهما كل من ملك البرتغال سبستيان الذي حاول القيام بحملة صليبية للسيطرة على جميع شواطئ المغرب، والثاني بقيادة السلطان المغربي السعدي أبو مروان عبد الملك. وحقق المغاربة في هذه المعركة التي تسمى أيضا "معركة الملوك الثلاثة" بسبب وفاة 3 ملوك فيها، نصرا مذهلا أمام جيش كان يرعب كل بلاد العالم حينها، حيث تمكن جيش السلطان السعدي من الفتك بشكل شبه كلي بالبرتغاليين وقتلوا ملكهم وجيشهم ورجال دولتهم، لدرجة أنه لم يبق من العائلة المالكة إلا شخص واحد.
ومع ذلك فقد كانت نواة الجيش برتغاليةً أو من الخونة المغاربة الموالين لمحمد الثاني. وجنبًا إلى جنب مع حلفائهم المغاربة بلغ عددهم (23000) أو (25000) جندي. هبطت حملة (سبيستيان) في قلعة أصيلة (تبعد عن طنجة (20) ميلًا إلى الجنوب) وذلك في بداية تموز (1578م). استمرت القوات الغَازِيَة قرابة الشهر في المدينة، وبدأت القوات المتحالفة بتناول طعامها واستهلاك إمداداتها لينتابها تدريجيًا شعور بخيبة الأمل. وفي الوقت نفسه أعلن السلطان عبد الملك الحشد للجهاد وجمع عشرات الآلاف من المقاتلين لدحرهم. معركة وادي المخازن (معركة الملوك الثلاثة). تمكن السلطان عبد الملك من جمع قرابة (40000) من المقاتلين كان منهم من أُرسل بدعم من ولاية الجزائر التابعة للدولة العثمانية، واتخذ السلطان القصر الكبير مركزًا له وأراد ان يكون قريبًا من (سبيستيان) (على بعد 6 كم جنوب القلعة) ومعه أخيه مولاي أحمد أمير مدينة (فاس). كان (سبيستيان) قد فقد المعركة مسبقًا حينما أراد الخروج من القلعة وعبور نهر المخازن وجيشه يعاني الجوع والتعب متوجهًا نحو القصر الكبير، وخيَّموا في وادي المخازن قبالة القصر. وفي الليل قامت قوات من الجيش المغربي بنسف الجسر المؤدي إلى الوادي وهو الجسر الوحيد فأصبح الجيش بأكمله محاصرًا ضمن الوادي.
أمر الملك)سبيستيان( قواته بالتقدم وعبور النهر وذلك خلال ساعات الظهيرة من يوم (4) آب، غير مدركٍ أنه سيواجه جيشًا مستعدًا للمواجهة ويفوقه مرتين أو أكثر. أطلقت القوات عدة ضربات بالمدفعية موعزةً ببداية المعركة على القصر الكبير (الذي يقيم فيه السلطان عبد الملك وأخيه مولاي أحمد). وفي هذا الوقت خرج السلطان رغم مرضه ورفع الراية الخضراء وحرض الجنود على القتال والدفاع عن الإسلام وأرضه ضد البرتغاليين الغزاة. كان جنود السلطان لا يعلمون أنه مصاب بالطاعون ويعاني آلامه الأخيرة، وقد كان السلطان مربوطًا على جواده؛ كي لا يسقط. وعبَّر السلطان لجنده أنه سيكون من أول الشهداء في المعركة. وبدأ التراشق بالسهام والمدفعية وعمل السيف عمله في المعركة وانطلق (سبيستيان) إلى ساحة المعركة ثم عصفت به سيوف المسلمين الغاضبة، على الرغم من أن الجبوش الصليبية كانت مركزة على الهجوم على المغاربة، لكن المدفعية المغربية تمكنت من صدهم وإبقائهم في أماكنهم. معركة وادي المخازن – ويكي المغرب: المغرب بالمغربية. (جورج دي لينكاستري) دوق (آفيرو) أطلق هجومًا؛ محاولًا حفظ القوى البرتغالية والصليبية لكن دون أن يعطي هجومه أي جدوى أو نتيجة تذكر. تمكنت قوات السلطان ومولاي أحمد أن تهزم المتحالفين شر هزيمة لكن المحاربين لم يكن لديهم علم أن سلطانهم عبد الملك قد توفي وأن سلطانهم هو مولاي أحمد.
ويقدم أحد المؤرخين العثمانيين الدور المغربي وكأنه كان ثانويا بالنسبة للدور العثماني فيقول: "ثم عاد الشريف أحمد المنصور لاحقا بعسكره من جانب البحر فظنه الكفار عسكر الجزائر جاء للمدد، وساق المسلمون خلفهم فقتلوا نحو عشرين ألفا وأسروا منهم أربعين ألفا" ويضيف نفس المؤرخ أن الدعم البحري العثماني تمثل في إرسال سنان باشا على رأس أسطول يتكون من 14 سفينة، فاستطاع أن يأسر سفينتين عظيمتين تقل كل واحدة منهما 500 كافر، في الوقت الذي أغرق فيه ما بين 30 إلى 35 سفينة للعدو. نتائج معركة وادي المخازن. وتمثلت مساهمة الأسطول التركي في اعتراض السفن البرتغالية ومنعها من تقديم الدعم لجيش سبستيان من جهة، كما تمثلت في منع هروب المقاتلين الفارين من ساحة المعركة بعد الهزيمة النكراء التي حلت بهم يوم 4 غشت 1578. يقول أحد المؤرخين العثمانيين: "وكان اللعين، أي دون سيباستيان، أودع في السفن نحو عشرين ألف نفر للمحافظة، واستصحب الستين ألف معه، فلم ينج أحد منهم. فلما علم بذلك أهل السفينة هربوا إلى بلادهم، وكان الرايس سنان في أربعة عشر غرابا في جماعة من الترك.. يترصد غنيمة يصادفها، فلما سمع بهذه القضية ساق من خلف السفن وأخذوا برجتين عظيمتين وسفينة صغيرة بما فيها من الكفار… وأفسدوا خمسة وثلاثين غرابا وهرب الباقون" وتحاول الرواية العثمانية التقليل من دور الطرف المغربي وتضخيم الدور العثماني، بل وحتى تقليل دور حليفهم عبد الملك الذي تقول المصادر العثمانية إنه كان بعيدا عن ساحة الوغى وأنه لما وصله خبر النصر الذي أنجزته عساكر الإيالة الجزائرية نزل عليه كالصاعقة، فسقط عن فرسه من كثرة فرحه ومات في عين المكان، وذلك عشية يوم المعركة!
534. [4] أوزتونا، يلماز: تاريخ الدولة العثمانية، ترجمة: عدنان محمود سلمان، مراجعة وتنقيح: محمود الأنصاري، مؤسسة فيصل للتمويل، إستانبول، 1988 صفحة 1/ 388. [5] الناصري، أحمد بن خالد: الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق: جعفر الناصري، محمد الناصري، دار الكتاب، الدار البيضاء، المغرب، (دون سنة طبع). صفحة 5/82. [6] Grant, 2017, p. 289. [7] Simpson, Richard: Biography of Sir Thomas Stucley. The famous history of the life and death of Captain Thomas Stukeley, J. W. Bouton, New York, USA, 1878, vol. 1, p. 94. [8] Tucker, 2010, vol. 534. [9] McAlister, Lyle N. : Spain and Portugal in the New World, 1492-1700, Volume 3, Within a series: Shafer, Boyd C. : Europe and the World in the Age of Expansion, University of Minnesota press, Minneapolis, Minnesota, USA, 1984, vol. 3, p. 292. [10] الإفراني، محمد الصغير: نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي، تقديم وتحقيق: عبد اللطيف الشادلي، الطبعة الأولى، 1419هـ=1998م، الصفحات 141، 142. [11] مؤلف مجهول: تاريخ الدولة السعدية التكمدارتية، تقديم وتحقيق: عبد الرحيم بنحادة، دار تينمل للطباعة والنشر، مراكش–المغرب، الطبعة الأولى، 1994م.